العنصري المسكين
أنا العنصري المسكين، حواري اليومي ذو نفس عنصري مقيت، أتخيل أنني سأكون أضحوكة للبشرية أجمع لو تُرجمت محادثاتي اليومية إلى الإنكليزية وتم بثّها أمام الملأ، فلم تفدني شهاداتي ولا "ألقابي" المرموقة بشيء، أرى أنني فوق الجميع بسبب قدر لم يكن لي يدٌ فيه، وهو ولادتي على هذه البقعة الثرية من الأرض.
![دانة الراشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/400_1702572887.jpg)
أنا العنصري المسكين، أستخدم الوافدين كشمّاعة لتبرير فشلي وتأخري في إدارة بلدي، أطالب بكويت خالية من الوافدين وأنا لا أقدر حتى على ترتيب سريري لوحدي، أو القيام بأساسيات الحياة كإعداد الوجبات وتربية الأبناء، بل بالكاد أقوم بوظيفتي التي أرمي بجل حملها على الوافد ذاته الذي أزدري. أصابتني الدولة الريعية بخمول رهيب وسبات عميق امتد عقوداً فكم لبثت؟ أنا العنصري المسكين، حواري اليومي ذو نفس عنصري مقيت، أتخيل أنني سأكون أضحوكة للبشرية أجمع لو تُرجمت محادثاتي اليومية إلى الإنكليزية وتم بثّها أمام الملأ. لم تفدني شهاداتي ولا «ألقابي» المرموقة بشيء، أرى أنني فوق الجميع بسبب قدر لم يكن لي يدٌ فيه، وهو ولادتي على هذه البقعة الثرية من الأرض.هذا هو العنصري المسكين، لا يسعني سوى أن أراه بعين الشفقة، ففي عام 2018 ترفع جميع الأمم رايات الحرية والعدالة والإنسانية، في حين يبقى العنصري في مكانه مقاوماً لعجلة التقدم، والتي ستمضي قدماً من دونه.* «الرزق رزق الله، والمال مال الله، والأرض أرض الله، والفضل فضل الله، والخلق خلق الله، ومن توكل على الله أعطاه الله، ومن يبينا حياه الله». (الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان). رحمه الله.