آلاف السوريين ينزحون عن الحدود الجنوبية ومقتل 20 بالقصف

• الجيش السوري يسيطر على 2500 كلم في البادية
• أنقرة: الهجوم على إدلب ينسف «أستانة»

نشر في 22-06-2018
آخر تحديث 22-06-2018 | 00:00
طفل سوري نزح من منبج يلعب خارج مسكنه في مخيم القاضي أمس (أ ف ب)
طفل سوري نزح من منبج يلعب خارج مسكنه في مخيم القاضي أمس (أ ف ب)
رغم التحذيرات الأميركية والقلق الأردني والأممي، كثّفت قوات الرئيس السوري بشار الأسد قصفها المدفعي والجوي على الحدود الجنوبية، مما أدى إلى فرار آلاف المدنيين، في حين هددت تركيا بإنهاء مسار أستانة في حال موافقة روسيا وإيران على مهاجمة إدلب.
تصاعدت الاستعدادات لهجوم بري متوقع، تقوم بها القوات السورية الموالية للرئيس بشار الأسد في جنوب سورية على الحدود مع إسرائيل والأردن.

ورغم تقارير عن طلب موسكو تأجيل التحرك البري لما بعد نهاية كأس العالم، صعّدت دمشق قصفها الجوي والمدفعي لمواقع خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة قرب الأردن ومرتفعات الجولان، التي تحتلها إسرائيل، مما دفع آلاف المدنيين إلى النزوح على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة باتجاه مناطق مجاورة لا يشملها القصف قريبة من الحدود، بينما قتل 20 على الأقل.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن: "نزوح أكثر من 12 ألف مدني مع تصعيد قوات النظام قصفها المدفعي والجوي على ريف درعا الشرقي وبلدات في ريفها الشمالي الغربي"، في وقت أحصى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة نزوح 2500 شخص حتى الأربعاء، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أمس، أن "سلاح المدفعية في الجيش العربي السوري ينفذ رمايات مركزة على تجمعات وأوكار الإرهابيين في مدينة الحراك شمال شرق مدينة درعا وبلدة بصرالحرير. ويدمر لهم تحصينات ويقضي على عدد منهم".

وأفادت مصادر في المعارضة بأن قوات النظام كثف القصف و"هجمات الكر والفر" على مواقع الفصائل في منطقة "مثلث الموت"، التي يقع بين ريف دمشق الجنوبي ومحافظتي درعا والقنيطرة، مبينة أن العنف تفجر في بلدة كفرشمس الواقعة على الخطوط الأمامية، وأبعد منها باتجاه الشرق في بلدة بصرالحرير، التي تعرضت لقصف بعشرات من قذائف الهاون من مواقع الجيش القريبة.

وبالتزامن مع دخول تعزيزات ضخمة على طول الخط الفاصل مع ريف درعا الشرقي، تم نشر قوات النخبة التابعة للنظام والمعروفة بـ "قوات النمر" أيضاً إثر وصول قائدها العميد سهيل الحسن، إلى مطار خلخلة بريف السويداء لقيادة العمليات العسكرية المحتملة.

قلق متزايد

وإذ نبهت صحيفة "الوطن" الموالية لدمشق إلى "مؤشرات متزايدة عن التجهيز لبدء عملية عسكرية واسعة لتحرير الجنوب من الإرهابيين"، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء تصاعد حدة العنف في محافظة درعا ودعت جميع الأطراف إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين، والسماح بحرية الحركة وحماية البنية التحتية المدنية.

عمليات وحياد

وبينما شكلت فصائل محافظة القنيطرة غرفة عمليات مشتركة، بعد ساعات من اندماج نظيرتها في درعا، حددت حركة "رجال الكرامة" في السويداء أمس الأول موقفها من تطورات الجنوب السوري، والمعركة المقبلة في درعا، مؤكدة أنها "كانت ومازالت على موقف الحياد الإيجابي من أي صراعات داخلية بين أبناء الوطن الواحد، وأنها ليست طرفاً في إراقة الدماء، متمسكة بثوابت قائدها الشيخ الراحل أبوفهد وحيد البلعوس وشعاره دم السوري على السوري حرام".

البادية السورية

وفي البادية، حققت قوات النظام تقدماً على حساب تنظيم "داعش" في نقاط عدة وتحديداً المنطقة الواقعة شرق مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي بعد أسابيع من هجماته متتالية له أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

وأوضح المرصد السوري أن قوات النظام تشن منذ أيام هجمات مضادة بدعم جوي روسي محدود تمكنت خلالها من التقدم بسيطرتها على منطقة حميمة الواقعة عند الحدود الإدارية بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) وبمحاذاة الحدود مع العراق.

وبرغم تقدم قوات النظام، لا يزال التنظيم يسيطر على جيب واسع شرق مدينة تدمر، كما يتوارى جهاديوه في نقاط متفرقة في تلك المنطقة الصحراوية الممتدة حتى جنوب مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي.

وأكدت "سانا" تقدم الجيش في البادية شرق تدمر، مشيرة إلى سيطرته على منطقة كاملة تبلغ مساحتها 2500 كيلومتر مربع وصولاً إلى الحدود السورية العراقية.

انتهاء أستانة

فرعي

وفي تطور لافت أعقب محادثات تركزت على اللجنة الدستورية مع مبعوث الأمم المتحدة سيفان دميستورا في جنيف، هدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، بانتهاء العملية السياسية مع إيران وروسيا في أستانة في حال شن هجوم على إدلب.

وقال جاويش أوغلو، لقناة "سي إن إن ترك"، لدينا 12 نقطة مراقبة في مدينة إدلب، وقلنا لروسيا وإيران مشكل مباشر باعتبارهما الضامنين لتصرفات النظام السوري، إن شن أي هجوم على إدلب ينهي المفاوضات السياسية، ويدخلنا في حرب".

من جهة أخرى، قال جاويش أوغلو، إن المقاتلين الأكراد سيبدأون الانسحاب من منبج في 4 من يوليو المقبل، وأضاف أنه يتم تنفيذ خريطة الطريق المتفق عليها بين تركيا والولايات المتحدة بشكل كامل، ولا توجد أي عقبات.

وفي خطوة تهدف لإعطاء زخم للتجارة، قدمت أنقرة تسهيلات جديدة للتجار السوريين والأتراك متمثلة بتسهيل دخولهم وخروجهم عبر معبر جرابلس الحدودي.

وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "حرييت" الأسبوع الجاري، أن التجار الأتراك أصحاب السجل التجاري، الذين صدورا بضائع إلى سورية بقيمة لا تقل عن 50 ألف دولار، سيتمكنون من الاستفادة من التعليمات الجديدة في الدخول والخروج من المعبر الحدودي مع سورية، التي تحظر حكومته استيراد المنتجات التركية منذ عام 2013.

back to top