مع بدء العد العكسي للانتخابات التشريعية والرئاسية المبكرة، التي تجري الأحد المقبل في تركيا، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، أن حزبه «العدالة والتنمية» الحاكم قد يسعى إلى تشكيل ائتلاف، إذا لم يفز بالغالبية البرلمانية، على عكس الانتخابات الأخيرة عندما رفض ذلك واعاد الانتخابات.

وقال إردوغان: «إذا حصلنا على أقل من 300 مقعد (في البرلمان المؤلف من 600 مقعد)، فربما يكون هناك بحث عن ائتلاف، لكن هذا الاحتمال ضعيف جدا جدا».

Ad

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب نشر استطلاع للرأي أظهر أن التحالف، الذي يضم «العدالة والتنمية»، وحزب «الحركة القومية» اليميني المتشدد و»حزب الاتحاد الكبير»، سيحصل على 48.9 في المئة من الأصوات.

كما توقع الاستطلاع، الذي تم إجراؤه 16 و17 الجاري، أن يحصل «تحالف الأمة» المعارض، بزعامة «حزب الشعب الجمهوري» (علماني أتاتوركي يساري)، على 38.6 في المئة من الأصوات، و»حزب الشعوب الديمقراطي» (يسار) الكردي على 12.1 في المئة من الأصوات.

وتوقع الاستطلاع أيضا ألا يتمكن إردوغان من هزيمة أقرب منافسيه في الانتخابات الرئاسية، مرشح حزب «الشعب الجمهوري» المعارض محرم إنجه من الجولة الأولى، ما سيستدعي إجراء جولة إعادة في 8 يوليو.

ومن المقرر أن يدلي 59369963 ناخبا بأصواتهم داخل البلاد وخارجها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة، إذ يحق لـ56322632 ناخبا الادلاء بأصواتهم في 180 ألف صندوق بمختلف انحاء تركيا، وتشهد تركيا تعبئة لاحزاب معارضة وجمعيات ومواطنين عاديين لمراقبة صناديق الاقتراع والتأكد من عدم حدوث أي مخالفة.

إلى ذلك، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات، أمس، أنها ستفرز أصوات المقترعين في الانتخابات الرئاسية أولا قبل فرز أصواتهم في الانتخابات النيابية.

ويحظر على الناخبين الدخول إلى مراكز الاقتراع وبحوزتهم أجهزة تواصل أو تصوير على غرار الهواتف، حيث يتعين عليهم تسليمها للمعنيين قبل التصويت وتسلمها بعد ذلك.

وفي مؤشر إلى حجم المخاوف، وحّدت أحزاب المعارضة الرئيسية أيضا قواها لتنشئ «المنصة من أجل انتخابات حرة» ستجري فرزا خاصا بها للأصوات بمساعدة تطبيق هاتفي زود به مراقبوها.

وأوضح اونورسال ديغوزيل، النائب عن «حزب الشعب الجمهوري» أكبر احزاب المعارضة، أن الهدف هو «حماية صوت الناخب أيا كان الحزب الذي اختاره».

من جهة أخرى، سمحت الحكومة لمراقبين أجانب بالتوجه الى تركيا. لكن هذا لا يكفي لطمأنة المعارضة.

وقال زعيم «الشعب الجمهوري» كمال كليشدار اوغلو: «لا أثق بالمجلس الانتخابي الأعلى»، وجدد أوغلو من ناحية أخرى مطالبته بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، مؤكدا أنه لا يرى منحهم الجنسية التركية «أمرا صائبا».

ورغم الاستعدادات التي يقومون بها، يخشى المراقبون عمليات تزوير في بعض مناطق جنوب شرق تركيا حيث الغالبية كردية، التي يصعب الوصول اليها وتصعب مراقبتها.

ومع ذلك، ستحدد أصوات الأكراد جزئيا نتيجة الانتخابات التشريعية والرئاسية. فإذا حصل على أكثر من 10 في المئة من الأصوات التي تسمح له بدخول البرلمان، يمكن لـ»حزب الشعوب» أن يحرم «العدالة والتنمية» من غالبيته.

الى ذلك، قال عضوان معارضان في هيئة مراقبة البث التلفزيوني (آرتوك) إن محطة التلفزيون الرسمية الرئيسية في تركيا خصصت 67 ساعة من بثها لإردوغان و«العدالة والتنمية» الشهر الماضي، في إطار الاستعداد للانتخابات، أما منافسه الرئيسي محرم إنجه فلم يحظ سوى بأقل من سبع ساعات.

وقال أوميت أوزداغ، نائب رئيس حزب الخير المعارض، الذي حصل على 12 دقيقة فقط من البث التلفزيوني، في احتجاج بمقر هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي) في الآونة الأخيرة، «يخصصون البث المساند للحكومة بما ندفعه من ضرائب».

ويقول معارضون إن احتكار إردوغان شبه الكامل لوسائل الإعلام قد يكون أكبر عقبة تقف في سبيل حرية ونزاهة الانتخابات.

وتتولى «آرتوك» متابعة التغطية السياسية في الاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ويشكل البرلمان مجلسها وفقا لعدد مقاعد الأحزاب.

وتهيمن هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية والقنوات التابعة لها على البث التلفزيوني، غير أن عصمت دميردوغن، أحد أعضاء المعارضة الأربعة في مجلس «آرتوك»، المكون من 9 أعضاء، قال إن قنوات خاصة تتيح لإردوغان فترات من البث أطول كثيرا مما تتيح لمنافسيه.