مرضى يشتكون «فوضى العدان» والمستشفى يرد: الأولوية لـ «الطارئة»
تداول مقطع فيديو يظهر زحاماً شديداً في حوادث المستشفى
اشتكى أمس عدد من المرضى والمراجعين من حالة الفوضى والزحام الشديد، التي بدا عليها قسم الحوادث، رجالا ونساء، في مستشفى العدان، مؤكدين أن العديد من الحالات، التي كانت تستدعي الدخول إلى الطبيب، تم رفض دخولهم، سواء على الطبيب أو قسم ملاحظة الحوادث، بسبب عدم توافر الأسرة.وكان عدد من المرضى قاموا بتصوير مقطع فيديو أمس يظهر الزحام الشديد في قسم الحوادث بالمستشفى.وقال عدد من المرضى، لـ»الجريدة»، إنهم اضطروا إلى الانتظار لمدة تجاوزت 12 ساعة لكي يدخلوا قسم الحوادث والملاحظة وبعد توافر الأسرة، مضيفين أن ما زاد حالة تكدس المراجعين غياب موظفي العلاقات العامة، الذين كان عليهم تنظيم الأوضاع داخل المستشفى.
وأشاروا إلى أن بعض الأطباء كانوا يتعاملون بطريقة استفزازية مع المرضى والمراجعين، وأن الواسطة والمحسوبية لعبتا دورا مهما لإدخال مرضى ومنع آخرين من الدخول.من جانبه، أكد مسؤول في مستشفى العدان، رفض الكشف عن هويته، عدم وجود زحام في قسم الحوادث، مشيرا إلى أنه لا وجود لانتقائية أو محسوبية يتبعها الأطباء أو العاملون بالمستشفى لإدخال المرضى على الطبيب أو منعهم.وأضاف المسؤول، لـ«الجريدة»، أن العاملين في قسم الحوادث يستقبلون الحالات الطارئة بدون رقم، لافتا إلى أن حالة المريض هي التي تفرض على الموظف إدخاله فورا على الطبيب. وأوضح أن المرضى الذين تكون حالتهم شديدة، مثل فقدان الوعي أو حوادث الطرق أو الكسور الشديدة، يتم إدخالهم على الطبيب فورا ودون انتظار، حتى وإن كان هناك مرضى قبلهم ينتظرون دخولهم.ونفى وجود أي زحام في قسم الأطفال، مؤكدا أن قسم حوادث الأطفال يعمل به عدد وافر من الأطباء، وتتم معاينة المرضى من الأطفال بشكل متواصل، ولا يجوز لأحد تصوير مقاطع فيديو وبثها على مواقع التواصل، حتى يتم الحفاظ على خصوصية المرضى وعائلاتهم.
معاناة المرضى
من جانبها، روت المواطنة هناء الكويران لـ"الجريدة" المعاناة التي عاشتها في قسم ملاحظة النساء بمستشفى العدان، مساء أمس الأول، والتي استمرت حتى ظهر أمس، مشيرة إلى أنها اصطحبت شقيقتها التي كانت تعاني نقصاً حاداً بالدم وهي حامل وتحتاج إلى نقل دم، إلا أنها فؤجئت بإدخالها قسم الملاحظة، وبعد إجراءات الفحوصات كتبت لها طبيبة معالجة أمر دخول، وكانت الساعة تشير إلى الخامسة فجراً، لكن الممرضات أفدن بأنه لا يوجد أسرة شاغرة، وعليها الانتظار حتى يتوافر سرير.وأضافت الكويران أن شقيقتها ظلت في القسم حتى الثالثة عصر أمس، وأن أحد الأطباء أمر بإدخال حالة أخرى غيرها، رغم حقها في الأولوية، ولم يتم إدخالها إلا عند الرابعة عصراً، وسط إصرار أحد الأطباء على إدخال المرضى وفق مزاجه، حسب ما كرر على مسامع المرضى أكثر من مرة، ما حدا بمريضات إلى المغادرة بعد أن يئسن من الانتظار.والوضع بحسب بعض المراجعين لم يكن أحسن حالا في قسم ملاحظة الرجال بالمستشفى، والذي شهد تكدسا للمرضى في الممرات.وروى جراح الشمري لـ"الجريدة" المعاناة التي عاشها حين نقل ابنه إلى المستشفى، بعد إصابته بغيبوبة سكر كادت تودي بحياته، نظراً لعدم وجود سرير شاغر في قسم الملاحظة، بسبب العدد الكبير من المرضى.وأضاف الشمري أن ابنه تلقى العلاج وهو على الكرسي المتحرك، وظل على هذا الوضع ما يزيد على الـ6 ساعات، وكانت حالته تستوجب دخوله إلى الجناح، إلا أن الطبيب المعالج، الذي كان يتعامل مع أعداد كبيرة من المرضى، رفض نقله للجناح لعدم وجود اسرة شاغرة.وتعليقاً على معاناتهم، تساءل بعض المرضى انه في موازاة قرار الجهات القضائية حبس أو تغريم أي شخص يعتدي على الأطباء، ما الإجراء الذي يجب اتباعه مع أي طبيب أو موظف صحي لا يتفاعل مع المرضى المراجعين أو يهتم بآلامهم؟