حذر وزير الخزانة الأميركي السابق لورانس سمرز من أن الدول المتقدمة مجهزة بشكل سيئ لمواجهة ركود آخر، من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، ويتعين على البنوك المركزية توخي الحذر من رفع معدلات الفائدة من أجل السيطرة على التضخم.وقال سمرز، في مقابلة مع ستيفاني فلاندرز من تلفزيون بلومبيرغ الأسبوع الماضي، إن "القضية التي شغلت السياسة النقدية للجيل الذي سبق الأزمة المالية وهي – تفادي حدوث التضخم – لم تعد أكثر أهمية، فالتركيز اليوم على الحفاظ على زخم النمو والوصول إلى توظيف كامل".
وتأتي هذه الملاحظات مع بدء أكثر صناع السياسة النقدية قوة في العالم خطوات تراجع عن المستويات الاستثنائية للدعم الذي قدموه إلى بلدانهم منذ الأزمة المالية قبل عقد من الزمن. وكان سمرز يردد تعليقات أدلى بها في وقت متأخر الاثنين الماضي في افتتاح حدث في البرتغال ضم البعض من تلك الشخصيات بمن فيهم رئيس المجلس الاحتياطي الفدرالي جاي باول ورئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي. ورداً على سؤال حول من يقولون، إن الاقتصادات تعافت منذ الأزمة المالية قال سمرز، إن التحفيز الكبير – بما في ذلك التحسن المالي ومكاسب أسواق الأسهم غير المستدامة – قد حجب الصورة الكاملة. وأضاف أنه ربما إذا حافظت السياسة على استعدادها مع سياسة نقدية توسعية بشكل نسبي وسياسات مالية تعتبر طائشة بصورة تقليدية قد نتمكن من جعل هذا الحال يستمر لفترة ولكننا نعيش في أجواء اقتصاد هش جداً".رفع المجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي معدلات الفائدة ربع نقطة مئوية في الأسبوع الماضي، وأشار الى وتيرة أسرع في زيادات المستقبل، كما أعلن البنك المركزي الأوروبي أنه سوف يخفف برنامجه الخاص بشراء السندات.لكن حتى مع مضي الكثير من البنوك المركزية الآن على طريق سياسة عادية أكثر، قال سمرز، إن معدلات الفائدة لا يحتمل أن ترجع إلى مستوياتها التاريخية قبل الركود التالي. وذلك يعني أنهم لن يتمكنوا من الرد بمستوى القوة اللازمة لمعالجة الهبوط في الأسعار بصورة فعالة. ودعا سمرز البنوك المركزية إلى إرفاق تفويضاتها في استقرار الأسعار القياسية بسياسة من أقصى توظيف مستدام كامل.وقال سمرز في المقابلة مع بلومبيرغ، إن "الانكماش يحدث، وعندما يحدث فإن الطريقة العادية تتمثل في خفض معدلات الفائدة بـ 500 نقطة أساس، لكن لن تكون هناك مثل هذه الإمكانية". وأضاف أيضاً أن تأثيرات الهبوط في الأسعار من اقتصاد آخر "تقزم وتتجاوز أي عواقب سلبية مرتبطة بتضخم يتجاوز 2 في المئة بقدر قليل".وأقر عضو المجلس الحاكم في البنك المركزي الأوروبي فيليب لين بأن سمرز رسم صورة دقيقة للتحديات، التي واجهت البنوك المركزية، لكنه قلل من قدراتها. "ما لم يركز لاري عليه في الليلة الماضية وما سوف نركز عليه كمصرفيين مركزيين هو أن سياسة معدلات الفائدة هي واحدة من الأدوات". وقال في مقابلة مع بلومبيرغ يوم الثلاثاء الماضي، إن "مدى الأدوات التي يستطيع بنك مركزي استخدامها للحفاظ على هدفه في التضخم عريضة حتى خلال فترة التباطؤ".من وجهة نظر سمرز يتعين على حكام المصارف المركزية الانتظار حتى يروا "بياض عيونهم" في أخطار التضخم قبل أن يطلقوا ردودهم على السياسة. وهو نصير للفكرة القائلة، إن الاقتصاد في فترة طويلة من النمو المتدني.وقال في المقابلة "يظن البعض من الناس أن الاقتصاد ينمو وهذا يظهر أن نظرية فترة النمو المتدني كانت خطأ. وأنا لدي وجهة نظر معاكسة تماماً: لقد تطلب الأمر محفزات مالية ضخمة لدفع الاقتصاد إلى النمو حتى بصورة كافية معقولة وذلك يظهر صلاحية نظرية فترة النمو المتدني".• كريستوفر كوندون وجاو ليما وبول جاكسون
اقتصاد
الدول المتقدمة غير مهيأة للتعامل مع أزمة ركود جديدة
23-06-2018