«فيلـم قديـم جــديد»
![عبدالهادي شلا](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1599156177023124700/1599156222000/1280x960.jpg)
هذا ما ميز معظم مسلسلات القنوات الفضائية خلال شهر رمضان الذي انقضى، وهو ما يتكرر منذ سنوات، وقال فيه المتابعون والنقاد الكثير، إلا أن القائمين على هذه الصناعة لديهم وسائلهم الخاصة من الدعاية التي تثير فضول المشاهدين الذين سرعان ما يكتشفون هبوطا في مستوى المعروض. هذا الموجز، نقوله بعد أن أصبح من غير المحتمل متابعة هذا العالم المتناقض في المسلسلات والأفلام العربية، فتحولت إلى فيلم قديم من إنتاج 1999 للنجمة العالمية التي أحب أداءها "جولي روبرتس" مع النجم "هوغ غرانت" في فيلم كوميدي رومانسي هادئ وبلا ضجيج، يحمل اسم "Notting Hill". قصة بسيطة بأبطال يعرفون كيف يصنعون نجاحا جماهيريا وفنيا، فقد حاز الفيلم جائزة British Comedy Award وجائزة Brit Award في حينه. يتضمن هذا الفيلم بعض المواقف المحرجة والعلاقات الاجتماعية وبعض المواقف الفكاهية التي تمر خفيفة دون ابتذال ولا تهريج، شاهدت فيه قصة حب وثقة بين البطلين بأداء سلس لا يمكن للمشاهد إلا التعاطف معها والإنصات لكل كلمة، كان البطلان ومن معهما من الممثلين، كل في مكانه ووقته الصحيح. استمتعت بالفيلم رغم مرور نحو 20 عاما على إنتاجه، وهذا يؤكد أن الأعمال الفنية التي يتقنها صانعوها بحرفية في الإعداد والأداء والتمويل لابد أن تحقق النجاح، وتبقى محل تقدير من المشاهد على اختلاف ذوقه.هذا نموذج من كثير من الإبداعات التي مازالت عالقة في ذهن المشاهدين عبر سنين طويلة من أفلام ومسلسلات عربية وأجنبية، مما يدعونا إلى أن نسأل: هل المخرجون والممثلون العرب يشاهدون مثل هذه الروائع جيدا في وقتنا الحالي؟ وهل يتعلمون منها كيف يحترمون عقل المشاهد العربي إن شاهدوها؟ يبدو- في وقتنا هذا- بعد أن ركب الموجة فنانون كان لهم أعمال مميزة وكانوا واعدين، أنهم، دون استثناء المخرجين والممولين، أصبحوا يعتمدون على أن ترفعهم الدعاية قبل أن ترفعهم أعمالهم الفنية.* كاتب فلسطيني- كندا