أوضحت في مقالي السابق "عبادة المشاهير" الذي نُشِر بتاريخ ١٦-٦- ٢٠١٨م أن الشرف ليس قيمة موحدة المعايير حول العالم، وأن خطورة كلمة الشرف ليست مرهونة بالعفة، بل هي إفراز المجتمع لما يعتبره مهماً، فلو ردد الناس في صندوق التعليقات "فلان لا يمثلنا، فلانة لا نعتبرها ذات قيمة"، فإن عدد المتابعين ونسبة المشاهدين ستنطق الحقيقة، بأن المجتمع ذاته لن يستحق إلا من سمح له أن يخطف انتباهه، ويؤثر في رأيه، فما العمل وقد تمادى بعض المشاهير في معاندة الأعراف والأدبيات العامة؟ لن يكون فناء مشاهير التواصل إلا بالإهمال، والقضايا ضدهم لن تزيدهم إلا قوة إعلامية، ولن يكون سخط الناس لهم إلا زيادة في النفوذ، ومهما كانت التعليقات عنيفة فالغرض في النهاية تطبيق مثال "خالف تعرف"، ولكن ما مسوغات المشاهير في استماتتهم من أجل الشهرة؟
إنها أمور عديدة منها:1- رفع سعر المساحة الإعلانية. 2- التأثير في آراء المجتمع لأي قضية حاضرة لأجندة يعتقد بها.3- إشباع احتياجات نفسية من فراغات عاطفية أسرية.أود الإشارة إلى أن المشاهير أنواع، فمن الظلم استقباح أي إنسان يقصد الشهرة، فثمة من يريد السمو بالمجتمع من حيث نشر الثقافة العامة، وثمة من يريد الضحك على المجتمع، وهو ليس مع المجتمع، فما العلامات التي تدل على جدارة المشهور بالمتابعة واستحقاقه للدعم؟ إنها عديدة أيضاً منها:1- أن يحمل الحساب رسالة محددة، كنشر مشاريع خيرية أو تقديم سلسلة دروس معينة أو نصائح عامة. 2- أن يخلو من الطائفية والقبلية أو من نشر أي إشاعة. 3- ألا يكون سياسياً إلا في حال تمكنه من الموضوعية التامة وابتعاده عن الشخصانية.ختاما، أرى أن المشاهير ليسوا إلا إفراز المجتمع نفسه، فما يسلي المجتمع سيكثر منه راغبو الشهرة، وما سيحتاجه المجتمع سيقدمه الأخيار، وهم لا يريدون منهم جزاءً ولا شكورا، فمتى سيعي المجتمع أن كل مشهور لا يعجبه، هو في الحقيقة رهن نسيانه؟
مقالات - اضافات
مشاهير التواصل... شرفاء؟
23-06-2018