«البنتاغون» تستعد لإيواء 20 ألف طفل مهاجر في 3 قواعد
● ترامب يأمر بلم شمل الأسر عند الحدود
● سترة ميلانيا خلال زيارة الحدود تثير جدلاً
في خطوة أولى نحو تطبيق أمره التنفيذي الذي يغير سياسة إدارته التي قوبلت بانتقادات دولية، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليمات إلى وكالات اتحادية لبدء لم شمل الأطفال وذويهم الذين تم فصلهم عند الحدود المكسيكية - الأميركية بعد أن دخلوا البلاد بشكل غير مشروع، في وقت تستعد وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، لاستقبال نحو 20 ألف طفل مهاجر، دخلوا الأراضي الأميركية دون أولياء أمورهم.
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال اجتماع مع حكومته، أنه أصدر أوامره لوزارات العدل والأمن الداخلي والصحة والخدمات الإنسانية «بالعمل معاً لإبقاء أسر المهاجرين غير الشرعيين معاً خلال عملية الهجرة ولم شمل المجموعات التي سبق فصلها». وأضاف ترامب، بعدما زارت زوجته ميلانيا مركز احتجاز حدودي في تكساس حيث يحتجز الأطفال «نريد أن نلم شملهم. لا نريد فصل الأطفال عن ذويهم».وطلبت وزارة الصحة الأميركية من وزارة الدفاع «البنتاغون»، الإعداد لاستقبال نحو 20 ألف طفل مهاجر في قواعد أميركية، بعد أن دخلوا الأراضي الأميركية دون أولياء أمورهم.
وقال مسؤول في وزارة الصحة: «طلب من وزارة الدفاع تقديم دعمها لوزارة الصحة، التي طلبت عشرين ألف سرير، ستخصص للأطفال غير المصحوبين بأولياء أمورهم».وفي المرسوم، الذي وقعه الأربعاء الماضي، لوضع حد لفصل الأطفال عن عائلاتهم من المهاجرين غير الشرعيين، أعطى الرئيس الأميركي أمراً إلى وزارة الدفاع لتدبر أي بناء يمكن أن يستخدم لإيواء لاجئين، حتى ولو استدعى الأمر بناء منشآت جديدة.وكانت وزارة الصحة تنوي منذ أسابيع استخدام عدد من القواعد العسكرية الكثيرة العدد في جنوب الولايات المتحدة لإيواء مهاجرين من القصّر وصلوا بمفردهم إلى الولايات المتحدة للالتقاء بأقرباء لهم.وتم اختيار ثلاث قواعد بينها اثنتان في تكساس وواحدة في أركنسو.
سترة ميلانيا
في غضون ذلك، أثارت سترة ارتدتها السيدة الأميركية الأولى خلال زيارتها إلى الحدود مع المكسيك الذهول على خلفية الجدل الكبير حول سياسة زوجها على صعيد الهجرة ما استدعى تدخل زوجها في تغريدة.وانتقلت ميلانيا ترامب إلى ماكالن في ولاية تكساس مرتدية سترة خضراء من ماركة «زارا» حسب صحيفة «دايلي ميل»، كتب على ظهرها بالإنكليزية ما معناه «أنا لا أهتم بتاتاً، وأنتم؟»ولدى وصولها كانت ترامب نزعت السترة هذه إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت اشتعلت كاملة.وغرد زاك بيتكاناس خبير الاستراتجيا التابع للحزب الديمقراطي: «هذه ليست بمزحة ميلانيا ترامب ارتدت سترة كتب عليها: أنا لا أهتم بتاتاً، وأنتم؟ وهي في طريقها إلى مركز توقيف أطفال. لقد فقدت القدرة على الكلام».وعبر «تويتر» كثرت التساؤلات والتفسيرات المتنوعة كذلك. فقد تساءل البعض، إن كان الأمر رسالة إلى الرأي العام أو... إلى زوجها. وأكدت الناطقة باسم السيدة الاولى ستيفاني غريشام أن «لا رسالة مبطنة وراء ذلك. إنها مجرد سترة (...) بعد زيارة اليوم (الخميس) المهمة إلى تكساس آمل ألا تركز وسائل الإعلام على الملابس».إلا أن دونالد ترامب ناقضها مؤكداً في تغريدة أن زوجته أرادت بذلك الحديث عن «وسائل الإعلام التي تورد الأخبار المزيفة»، أضاف: «ميلانيا أدركت إلى أي درجة تفتقر هذه الوسائل إلى النزاهة وهي فعلاً لا تهتم بتاتاً!»وعند ترجلها من الطائرة، التي اعادتها إلى واشنطن كانت ميلانيا لا تزال ترتديها.وكانت ميلانيا توجهت إلى الحدود مع المكسيك في زيارة غير معلنة تفقدت خلالها أطفالاً من المهاجرين غير الشرعيين في حين أن جزءاً كبيراً من الرأي العام لا يزال مصدوماً بسياسة فصل الأطفال عن أهلهم عند عبورهم إلى الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية.وقالت ميلانيا ترامب خلال طاولة مستديرة في مركز المهاجرين في ماكالن: «هم خائفون من دون أهلهم. وأنا هنا لأطلع أكثر على وضعهم ولاسألكم كيف بإمكاني أن أساعد (..) للم شمل هذه العائلات بأقرب وقت ممكن».ويستضيف المركز الذي زارته ترامب نحو 60 قاصراً تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً من هندوراس وسالفادور، معظمهم مراهقون قاموا بالرحلة بمفردهم بعد أن فروا من أعمال العنف في بلادهم. وبينهم ستة أطفال تم فصلهم عن أهلهم.وأعربت الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شمدساني، أمس، عن تقديرها لقرار واشنطن إلغاء سياسة فصل أطفال المهاجرين عن عائلاتهم، لكنها أشارت إلى أن اعتقال الأطفال مع عائلاتهم ليس الحل.من جهته، أوضح المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة كريستوف بوليراك، أن «يونيسيف» تعارض كذلك فصل الأطفال عن عائلاتهم، بهدف ضبط الهجرة، كما نعارض احتجازهم».«طفلة التايم»
إلى ذلك، أكد رجل من هندوراس يقول، إنه والد الطفلة التي تظهر على غلاف العدد القادم من مجلة «تايم» الأميركية وهي تنتحب أمام ترامب إنها لم تُنتزع من والدتها عند الحدود الأميركية.ونشرت عشرات الصحف والمجلات في أنحاء العالم الصورة لتذكي موجة الغضب، ما دفع ترامب إلى التراجع الأربعاء الماضي، عن قرار فصل الأسر.وقال دنيس فاليرا: «أصبحت ابنتي رمزاً... لفصل الأطفال (عن آبائهم) عند الحدود الأميركية. ربما حركت مشاعر الرئيس ترامب». أضاف أن الصغيرة وأمها ساندرا سانشيز احتجزتا معا في مدينة مكالين الحدودية في تكساس حيث تقدمت الأم بطلب لجوء ولم يتم فصلهما بعد احتجازهما قرب الحدود.وأكدت نيللي جيريز نائبة وزير خارجية هندوراس رواية فاليرا.