منع الرقيب «متاهات حياة» عامر التميمي!
قبل أن ألج إلى لب الموضوع، أود أن أسأل الرقيب سؤالاً:هل قرأت القرآن الكريم؟... إذا كانت إجابتك نعم، فلا شك أنك تعلم أن الله جل وتبارك "ليس كمثله شيء"، وهو الكمال المطلق، فهل اطلعت على الحوار الذي دار بين الكمال المطلق، والذي ليس كمثله شيء، وبين أحد العصاة من مخلوقاته؟أقصد هل اطلعت على حوار الله مع إبليس؟... وكيف أن القرآن الكريم -وهو كتاب الله- قد ذكر ذلك الحوار كاملاً ولم يحذف شيئاً منه!
• أتصور لو أن حواراً كهذا عُرض عليك لقمت بمنعه، لأن فيه عصياناً لله!... بينما الله سبحانه وتعالى قد سمح بذكره ليكون عبرة للناس في فهمهم للحرية التي جعلت من نفسك حائلاً دونها.*** • لعلك أيها الرقيب وقفت أمام صفحة 66 من رواية "متاهات الحياة" لعامر التميمي، حيث ذكر فيها أحداثاً سياسية أكل الدهر عليها وشرب، وتجاوزتها الأحداث، ولكنك لم تخرج بعد من شرنقة ذلك التفكير، الذي يبدو أنك لن تخرج من مهنة انتهت صلاحيتها بحكم التطور الذي ساد في كل العالم، والذي أصبحت فيه كلمة الرقابة على ما يُكتب من مخلفات أزمنة كانت تشكل عاراً على الفكر الإنساني، ولهذا لفظتها المجتمعات الراقية منذ قرون، بينما تمسك بها المتخلفون ممن لم يخرجوا بعد من قمقم الرقابة الظلامية!• جاء التالي على صفحة 66: عاد صالح إلى الكويت، وفكر في عدد من أصدقائه الذين أودعوا السجن بتهمة تأسيس تنظيم سياسي يهدف إلى قلب نظام الحكم، والقيام بأعمال ترقى إلى ممارسة الإرهاب... وبناءً على ذلك قامت الحكومة باعتماد نظام أمن الدولة، وأقامت محكمة أمن الدولة، ونيابة أمن الدولة، ولم يكن العدد كبيراً، ولم يتجاوز عدد المتهمين والمقبوض عليهم أو الذين هم خارج البلاد العشرين مواطناً كويتياً، بالإضافة إلى شخص فلسطيني ينتمي لليسار... تراوحت التهم بين إقامة تنظيم سري يهدف إلى تغيير أو قلب نظام الحكم بالقوة، وتفجير عبوات ناسفة في أماكن حساسة، وإصدار بيانات تحريضية ضد النظام، ولم يكن هؤلاء سوى مجموعة من الشباب الذين تراوحت أعمارهم بين الثامنة عشرة والخامسة والثلاثين، وهم من العاملين في قطاع النفط والموظفين والطلبة الجامعيين، ومنهم خريجو جامعات بالقاهرة، والولايات المتحدة الأميركية.وتساءل صالح: ماذا دهاهم؟، ولماذا يقومون بمثل هذه الأعمال غير المستحقة؟، وهل النظام السياسي في الكويت مستبد لهذه الدرجة، حيث يحاول كويتيون التغيير عبر وسائل غير سليمة؟!.***• لو أن الرقيب كان على درجة من الوعي السياسي لأدرك أن كل من في هذه الحادثة، التي ذكرتها الرواية، أصبحوا من كبار المسؤولين في الدولة، وبعضهم أصبحوا وزراء، مما يدل على أن قلب الدولة كان أحن وأرحم بكثير على أبنائها من تفكير الرقيب العقيم والقائم على روح القمع!• وفي صفحة 72 ورد التالي: "عام 1971 تمكن التيار الوطني من الفوز بانتخابات مجلس الأمة، وكان الذين أفرج عنهم بتلك الحادثة لهم دور حيوي في العمل الديمقراطي، الذي تفخر به دولة الكويت...".• لكن الذي يبدو أن مواقف الكويت نحو الحرية والديمقراطية في واد، وقسم الرقابة المتخلف والمترهل في وادٍ آخر!