روما لا تتراجع في «أزمة الهجرة» وباريس تحذر من تفكك أوروبا
سالفيني لماكرون: قد نكون شعبويين لكن لن نقبل الدروس منك
قبل 48 ساعة من قمة أوروبية مصغرة في بروكسل يتوقع أن تشهد أجواء متوترة حول ملف الهجرة الذي ينقسم حوله الأوروبيون، واصلت إيطاليا التمسك بموقفها المتشدد من منظمات غير حكومية تساعد مهاجرين في البحر المتوسط.ومع التهديد بالحجز ورفض فتح موانئ البلد أمام سفن المهاجرين غير الشرعيين، لا تتزحزح الحكومة الإيطالية الحاكمة منذ ثلاثة أسابيع قيد أنملة عن عزمها تقليص عدد المهاجرين الواصلين إلى سواحل إيطاليا إلى أدنى مستوى ممكن.وكان المستهدف هذه المرة منظمة «لايف لاين» غير الحكومية الألمانية.
وقال وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، أمس: «السفينة غير القانونية لايف لاين موجودة الآن في المياه المالطية، وتحمل 239 مهاجرا. من أجل أمن الطاقم والركاب طلبنا من مالطا فتح موانئها. بالطبع يفترض أن تتم مصادرة السفينة لاحقا، وتوقيف طاقمها».وأضاف الوزير الإيطالي لاحقا على هامش اجتماع انتخابي في سييين بمنطقة توسكان قبل الجولة الثانية من الانتخابات المحلية الجزئية غداً، «الموانئ الإيطالية لم تعد على ذمة المهربين، افتحوا الموانئ المالطية والموانئ الفرنسية».كما قررت حكومة الائتلاف بين حزب «الرابطة» (يمين متطرف) وحركة «5 نجوم» (شعبوية) أيضا تصعيد لهجتها أوروبيا. وقال سالفيني، أمس، في سيين: «إيطاليا لم تعد بلدا للبيع ومحتلة وفرنسية قليلا وألمانية قليلا». وتجدد الجدل بين روما وشركائها الأوروبيين، أمس، بعد تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي تحدث فيها عن «جذام» قومي في أوروبا. ورد لويدجي دي مايو، النائب الآخر لرئيس الحكومة الإيطالية وزعيم «5 نجوم»، مبدياً استغرابه بقوله: «في يوم يقول إنه لا يريد الإساءة لإيطاليا، وفي يوم آخر يتحدث عن الجذام».وتوجه سالفيني أمس، مخاطبا الرئيس الفرنسي، قائلا: «قد نكون شعبويين مصابين بالجذام، لكني أقبل الدروس ممن يفتح موانئه. استقبلوا آلاف المهاجرين، ثم سيكون لنا حديث».وفي حوار مع مجلة دير شبيغل الألمانية، أمس، قال وزير الداخلية الإيطالي زعيم حزب الرابطة المناهض للهجرة: «في غضون عام، سيتقرر إن كان سيكون هناك أوروبا موحدة أم لا». وأضاف: «لا يمكننا استقبال حتى شخص إضافي واحد. على العكس، نريد أن نرسل بعضا» ممن هم في إيطاليا إلى دول أخرى.وحذر المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنجامين غريفو أمس، من أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن "يتفكك"، في حال لم يتوصل إلى خطة مشتركة بشأن التعامل مع الهجرة.وقبل يومين من محادثات طارئة بين 16 من حكومات الاتحاد في بروكسل، قال غريفو، إن السماح "لأوروبا بأن تتفكك بشأن قضية الهجرة" ليس خيارا.إلا أن المستشارة الالمانية انجيلا ميركل استبعدت أمس إمكان التوصل الى "حل" أوروبي حول المهاجرين في قمة الاتحاد في 28 و29 الجاري، علما بأن بقاءها السياسي يعتمد على هذا الحل.