قبل بداية البطولة، كانت جماهير الكرة العربية تمني نفسها ببصمة جيدة للمنتخبات العربية في بطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم تتناسب مع المشاركة التاريخية والقياسية للكرة العربية في هذه النسخة من بطولات كأس العالم.

وشهدت هذه النسخة (مونديال روسيا) مشاركة أربعة منتخبات عربية للمرة الأولى في تاريخ بطولات كأس العالم، إذ شقت منتخبات مصر والسعودية وتونس والمغرب طريقها بجدارة إلى النهائيات بعد مسيرة مثيرة في التصفيات المؤهلة.

Ad

وعلى مدار الأيام الماضية، كانت الجماهير العربية عند حسن الظن بها إذ رافقت المشاركة التاريخية للكرة العربية في المونديال الروسي حضوراً جماهيرياً قياسياً في هذه البطولة بعد سفر الآلاف وراء كل من المنتخبات العربية الأربعة.

ولم يقتصر الحضور الجماهيري لمساندة هذه المنتخبات على المواطنين المقيمين داخل هذه البلدان الأربعة، بل امتد ليشمل العديد من المشجعين العرب سواء من هذه البلدان الأربعة أو غيرها والمنتشرين في كل أنحاء العالم كالولايات المتحدة وأستراليا وألمانيا.

المشجعون جاءوا من كل مكان لمؤازرة فرقهم في المونديال الروسي حتى بلغ عدد المشجعين التوانسة نحو 15 ألف مشجع من تونس ومن عدة دول أوروبية تقيم بها الجاليات التونسية مثل فرنسا وألمانيا.

كما اقترب عدد مشجعي المنتخب المصري من هذا العدد مع تزايد الإقبال على مدينة سان بطرسبرغ قبل المباراة الثانية للفريق والتي التقى فيها نظيره الروسي صاحب الأرض.

كذلك توافد على موسكو وسان بطرسبرغ الآلاف من عشاق المنتخب السعودي إذ تابعوا الفريق وساندوه في المباراة الافتتاحية للبطولة لكنه خسر المباراة صفر-5 أمام نظيره الروسي كما حرصوا على مساندته في المران بمدينة سان بطرسبرغ وفي مباراته الثانية أمام الأوروغواي بمدينة روستوف.

واجتذبت مباراتا المنتخب المغربي مع نظيريه الإيراني والبرتغالي حضوراً جماهيرياً قوياً لمؤازرة الفريق في مجموعة الموت التي تضم أيضاً المنتخب الإسباني.

وتحولت الميادين والشوارع الكبيرة في المدن الروسية إلى ساحات احتفالات ضخمة للمشجعين العرب وخصوصاً في الميدان الأحمر وسط العاصمة موسكو والساحة الكبيرة أمام قصر "هيرميتاج" التاريخي في مدينة سان بطرسبرغ وشارع "نيفسكي" الشهير بنفس المدينة.

على الرغم من هذا، جاءت النتائج السيئة للمنتخبات العربية لتفسد أجواء هذا الحضور الهائل للمشجعين العرب في روسيا.

ولجأ بعض المشجعين إلى العودة من حيث أتوا دون انتظار الجولة الأخيرة من مباريات دور المجموعات والتي تشهد مواجهة عربية خالصة بين الشقيقين السعودي والمصري، في حين يلتقي المنتخب المغربي نظيره الإسباني اليوم وتلعب تونس مع المنتخب البنمي يوم الخميس المقبل.

كما اتجه بعض المشجعين العرب إلى مدينة سان بطرسبرغ التاريخية والحافلة بالمناظر الخلابة لقضاء بضعة أيام على سبيل السياحة بدلاً من حضور مباريات الجولة الثالثة، التي أصبحت بلا أهمية حقيقية لمعظم المشجعين.