هل روسيا فعلاً دولة صديقة؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ولعل ما يثير الكثير من الأسئلة والتساؤلات هو أن هذه المنطقة، الجبهة الجنوبية، تم الاتفاق على أن تصبح منطقة "خفض تصعيد"، أي منطقة وقف إطلاق نار، من قبل ما يسمى "الدول الضامنة"، لكن عندما يضرب الروس بهذا الاتفاق عرض الحائط، كما حصل في كل المناطق الأخرى، فإن هذا يؤكد وبالأدلة الدامغة أن هذه الحرب هي حرب روسية يشارك روسيا فيها الإيرانيون والميليشيات المذهبية المستوردة، التي أقيمت لها مستوطنات دائمة حتى في العاصمة الأموية دمشق - الشام.وعليه فإن ما يثير الاستغراب حقاً هو أن الولايات المتحدة، التي من المفترض أنها أكبر دولة ضامنة لهذا الاتفاق، وكل اتفاقات "خفض التصعيد" السابقة، عندما تكتفي بمجرد التصريحات الكلامية إزاء ما يفعله الروس فإن هذا يعني أنه قد يكون صحيحاً ما يقال عن أن هناك اتفاقاً أميركياً - روسياً - إسرائيلياً على استباحة الجبهة الجنوبية، جبهة درعا والسويداء، مقابل الابتعاد عن خطوط التماس مع جبهة الجولان المحتلة.والغريب فعلاً أن واشنطن، حتى بعد كل هذه الغارات التدميرية التي استهدفت وحدات منضبطة، هي وحدات الجيش الحر على الجبهة الجنوبية، بقيت محافظة على التزامها بوقف إطلاق النار، وواصلت مطالبتها للمعارضة السورية بعدم الرد، لإعطاء فرصة لـ "حل دبلوماسي" يحافظ على اتفاق "خفض التصعيد" بين الأميركيين والروس... والسؤال: هل يا ترى الـ25 غارة التي نفذتها القاصفات الاستراتيجية الروسية جاءت كتأكيد على الالتزام بهذا الاتفاق؟!