رغم الانتقادات والضغوط، صعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس ضد المهاجرين غير الشرعيين، الذين يصلون إلى الولايات المتحدة، ودعا إلى ترحيلهم على الفور دون محاكمة وإعادتهم من حيث أتوا.

وكتب ترامب على تويتر: "لا يمكننا السماح لكل هؤلاء الأشخاص بغزو بلدنا. عندما يدخل أحدهم يتعين علينا إعادته على الفور من حيث أتى دون الحاجة إلى مثوله أمام قضاة أو رفع دعاوى قضائية بالمحاكم".

Ad

وبعد حالة ارتباك مستمرة منذ أيام حول كيف يمكن للمهاجرين المحتجزين، الذين ينقلون بين منشآت تديرها إدارات حكومية مختلفة، أن يجدوا أطفالهم الذين أرسلوا إلى مراكز إيواء أو دور رعاية في مختلف أرجاء الولايات المتحدة، أعلنت الحكومة الأميركية أنها وضعت خططا مفصلة لكيفية لم شمل 2053 طفلا تم فصلهم عن آبائهم بموجب سياسة "صفر تسامح" مع المهاجرين غير الشرعيين التي يتبعها الرئيس دونالد ترامب منذ أبريل الماضي.

وقالت وزارة الأمن الداخلي، في وقت متأخر أمس الاول، إن لديها ترتيبات لمواجهة انتقادات من محامين يمثلون آباء قالوا إنهم لم يروا أدلة كافية على وجود نظام جيد.

وذكرت الوزارة، في بيان، انه تم بالفعل لم شمل 522 طفلا مع أسرهم، مضيفة أن "حكومة الولايات المتحدة على علم بأماكن تواجد جميع الأطفال المحتجزين لديها، وتعمل على لم شملهم مع أسرهم"، وأفادت بأن إدارة ترامب لديها خطة للم شمل الأطفال مع أسرهم بغرض ترحيلهم.

وتستغرق إجراءات الترحيل شهورا، ولم يوضح البيان ما إذا كانت السلطات ستجمع شمل المهاجرين بأطفالهم خلال هذه الفترة، وقال محامون ونشطاء تحدثوا مع المهاجرين إن كثيرين منهم يعتزمون طلب اللجوء، ولم يوضح البيان كيفية سير عملية لم الشمل في هذه الحالة.

في هذه الأثناء، أصدر وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركي اليكس عازار أمرا بتشكيل فريق مهمات يتولى لم شمل العائلات، بحسب صحيفة "بوليتيكو"، نقلا عن وثيقة داخلية حصلت عليها.

وتأمر الوثيقة مكتب الاستعداد والاستجابة فيها، الذي يتعامل مع الطوارئ والكوارث المتعلقة بالصحة العامة، بمساعدة مكتب توطين اللاجئين في هذه المهمة.

وتعكف وزارة الدفاع على وضع خطة طوارئ لإيواء آلاف الواصلين في قواعد عسكرية اميركية. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع إن نحو 20000 يمكن أن يتم إيواؤهم في قواعد في تكساس واركنساو ونيومكسيكو.

جاء ذلك بينما تحدث مهاجرون من أميركا الوسطى تم ترحيلهم من الولايات المتحدة دون أطفالهم عن معاناتهم عندما شاهدوا عائلاتهم تنفصل عن بعضها، بينما يواصل المحتجون ضغوطهم ضد السياسة "الهمجية".

وواصل أعضاء الكونغرس الديمقراطيون ضغوطهم أمس، حيث زار اكثر من عشرين منهم منشأة يحتجز فيها الاطفال.

وقامت جاكي سبير، عضوة الكونغرس عن كاليفورنيا، بجولة في المنشأة في ماكالين بتكساس. وفي مؤتمر صحافي قالت انها شاهدت اطفالا "تحت سن الخامسة فصلوا عن أهاليهم وكانوا يبكون... كانوا في زنزانات وفي اقفاص".

في سان دييغو تجمع نحو 1500 متظاهر ارتدى العديد منهم سترات كتب عليها "نحن نهتم، أليس كذلك؟"، في اشارة الى السترة التي ارتدتها ميلانيا ترامب، وكتب عليها "أنا لا أهتم، هل تهتم أنت؟".

وأثار فصل الاطفال عن أهاليهم نقاشا محتدما حتى داخل البيت الابيض، الا ان ترامب لم يعتذر، واتهم خصومه بالمبالغة في تصوير المشكلة لتحقيق مكاسب سياسية.

وقال في خطابه الاسبوعي السبت: "افتحوا الحدود أيها الديمقراطيون... أريد أن يدخل الجميع الى بلادنا مهما كانت خطورتهم"، في محاولة أخرى للربط بين الجريمة والهجرة، مضيفا: "يمكن أن يكونوا قتلة او لصوصا، ويمكن أن يكونوا اشراراً، الديمقراطيون يقولون لا بأس في ذلك، لكن رأيي مختلف".

من ناحية أخرى، أعلنت الناطقة باسم البيت الابيض سارة ساندرز ان صاحبة مطعم "ذي ريد هين"، في ليكسنغتون بولاية فرجينيا، كانت ترغب في تناول العشاء فيه طلبت منها مغادرته بسبب عملها مع ترامب. وكتبت ساندرز في تغريدة انها "غادرت بأدب".

وتعرض المطعم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للعديد من الانتقادات، تفاوتت بين الايجابية والسلبية بسبب موقفه الرافض لاستقبال ساندرز.