Breaking In يحتاج إلى التخلي عن أجوائه الخانقة!
تتماشى أجواء فيلم التشويق Breaking In (الاقتحام) مع شعار «الانتقام خُلِق للأمهات» الذي انتشر على اللوحات في أنحاء لوس أنجلس قبل يوم عيد الأم. تقدّم قصة الأم الشابة شون (بأداء قوي من غابرييل يونيون) التي تحارب أربعة لصوص لإنقاذ ولدَيها نشاطاً ممتازاً للاحتفال بعيد الأم (أو للنفور من هذا الاحتفال!)، لذا من المؤسف ألا يكون الفيلم بحد ذاته أكثر متعة.
يجب أن تتمتع أفلام التشويق بأعلى درجات الفاعلية والدقة عند سرد قصصها. لكن لا يحمل فيلم Breaking In، من كتابة راين إنغل وإخراج جيمس ماكتيغ، أية ميزة مماثلة. لن يحظى المشاهدون إلا ببضع دقائق تحضيرية قبل الغوص في صلب الموضوع.تصل شون مع ولدَيها، جاسمين (أجيونا ألكسيس) وغلوفر (سيث كار)، إلى منزل ريفي بعيد يعود إلى والدها الذي توفي حديثاً. عاشت شون بعيداً عنه فترة طويلة وكانت تخطط لتمضية عطلة نهاية الأسبوع في ذلك المنزل قبل الاستعداد لبيعه. لكن بالكاد يصلون إليه حتى تقتحمه عصابة مؤلفة من أربعة لصوص، بحثاً عن مبلغ نقدي بقيمة 4 ملايين دولار كانوا سمعوا أن والدها أخفاه في خزنة، فيأخذون الولدين رهينتين لديهم ويحجزون شون في الخارج. هكذا تبدأ الأخيرة محاولاتها اقتحام منزلها وإنقاذ ولدَيها.
أم خارقة
توحي العناصر كافة في فيلم Breaking In بأنها ضرورية لمسار القصة، فنشاهد مثلاً شون وهي تخلع حذاءها وتمسك قنينة المشروب وتُعطّل نظام الإنذار ولوحة التحكم الإلكترونية بالمنزل الذكي. لكن تبدو المشاهد مشحونة وتخلو من أجواء الترفيه أو لحظات الراحة كي يُحسّ المشاهدون بشعور زائف بالأمان قبل بدء فصول الرعب.يقدّم الفيلم شخصية شون كأم خارقة تتفوق دوماً على العصابة الانتهازية بقيادة إيدي (بيلي بيرك) الذي يمضي معظم وقته في تحليل نفسيّتها بدل القيام بأية خطوة مفيدة. نتيجةً لذلك، لن نصدّق أنها تواجه خطراً حقيقياً. حين توحي نظرتها الثاقبة بأنها ممتعضة لأن اللصوص يستخفون بها، سنقلق على مصير المعتدين أكثر مما نقلق على شون وولدَيها.حوار مباشر
سيحتاج المشاهدون إلى بعض اللحظات الترفيهية أو السخيفة لتخفيف آثار مشاهد التشويق المتلاحقة. يخلو الحوار من أي ذكاء أو فكاهة ويطرح المواضيع بطريقة مباشرة. تقدّم يونيون بعض اللقطات الممتازة (كما فعلت في فيلم Bring It On «لتبدأ المنافسة»)، لكن يطغى جو الكآبة على العمل ويمنع الجميع من تقديم أداء يستحق الإشادة.تبدو يونيون جذابة للغاية، لكن يبقى أداؤها رتيباً لأن الدور يفرض عليها ذلك. أما ريتشارد كابرال الذي يؤدي شخصية دانكن، السجين السابق والمريض النفسي الذي يحمل سكيناً دوماً، فيتقمص دوره بشكل مثالي. يكون جسمه مغطّى بالأوشام ويتمتع بنبرة صوت مثالية وعينين ثاقبتين تناسبان شخصيته. يمكن اعتباره أفضل شخصية في الفيلم لأنه مخيف أو لأنه يقدم دوراً مختلفاً بكل بساطة.إهدار خصائص كامنة
قد يكون Breaking In مخيّباً للآمال لأنه أهدر خصائصه الكامنة: كان يمكن تطوير بعض الحبكات بدرجة إضافية أو استرجاع أحداث ماضية (لماذا خضع والد شون مثلاً للتحقيق؟). كذلك، لم تحصل يونيون على فرصة كافية كي تقدّم مزاياها الساحرة. باختصار، كان فيلم التشويق هذا ليستفيد من تخفيف أجوائه الخانقة!
المشاهدون يحتاجون إلى لحظات ترفيهية أو سخيفة لتخفيف آثار مشاهد التشويق المتلاحقة