إن التقلبات في أسعار العملات الرقمية مثل "بتكوين" و"إثيريوم" غالباً ما تتصدر الأخبار المتعلقة بسوق الأصول الافتراضية، حتى أن التغيرات التي تصل في بعض الأوقات إلى 40 في المئة ارتفاعاً وهبوطاً خلال أيام لم تعد بالأمر الغريب، لكن تُرى ما الذي يجعل الأسعار تسلك مساراً شبيهاً بذلك الذي يسلكه قطار المرح –الأفعوانية- في مدن الألعاب؟

Ad

أولاً: التنظيم

- بحسب تقرير لـ"التلغراف"، فكما الحال مع أي نوع جديد من الاستثمار تتسابق الجهات التنظيمية لمواكبة تطورات واستخدامات العملات الرقمية، وتبحث العديد من البلدان ما إذا كان ينبغي الاعتراف بهذه الأصول كعملات رسمية، أو تنظيمها بشكل صارم، أو حتى حظر تداولها، ويتم اتخاذ قرارات جديدة طوال الوقت.

- تميل الأسعار للاستجابة سريعاً لأي قرارات بشأن تنظيم العملات الرقمية، على سبيل المثال، عندما أعلنت اليابان تقنين "بتكوين" في 2017، ارتفع السعر بنسبة 3 في المئة إلى 1130 دولاراً في يوم واحد.

- لكن عندما يشن المنظمون حملات مضادة، فإن ذلك يؤثر سلباً على أسعار العملات الرقمية، وهو ما كان جلياً أثناء تحركات السلطات الصينية لكبح تداول هذه الأصول ومنع العمليات المرتبطة بها.

- في نوفمبر، حظرت الصين جميع المواقع الإلكترونية ذات الصلة بتداول العملات الرقمية، ما أدى إلى انخفاض فوري نسبته 15 في المئة في سعر "بتكوين" وبنسبة 20 في المئة في "إثيريوم"، وسبق ذلك حظر الطروحات الأولية لهذه الأصول، ما تسبب في أثر سلبي مماثل.

- ليست العملات الرقمية وحدها ما يتأثر بالقرارات الحكومية والتحركات التنظيمية الصارمة، إنما أيضاً أسهم الشركات ذات الصلة.

ثانياً: الأحداث الجارية

- يمكن للأحداث الجارية التي يبدو أنه لا علاقة لها بالعملات الرقمية أن تؤثر على الأسعار، فعادة ما ينظر إلى هذه الأصول باعتبارها بديلاً للعملات التقليدية، التي تدعمها الحكومات، لذلك عندما يفقد المستثمرون الثقة في أموالهم الورقية بسبب التطورات الاقتصادية أو السياسية، يمكنهم اللجوء إلى "بتكوين" أو قريناتها، مما يؤدي إلى رفع الأسعار.

- يعتقد بعض الخبراء أن العملات الرقمية يمكن أن تحل مكان الحيازات الحقيقية للذهب كملاذ آمن للقيمة عندما تتحول الأمور إلى الأسوأ، ورغم أن مجلس الذهب العالمي يرى أن هذه الأصول متقلبة للغاية بما لا يؤهلها لأداء تلك المهمة، فإن المحللين يرجحون ارتفاعها مع اضطراب الأوضاع السياسية العالمية.

ثالثاً: المضاربة

- مستثمرو العملات الرقمية الذين عاصرو طفرة "دوت كوم" يعرفون كل ما يتعلق بالمضاربة، التي يمكنها رفع سعر أحد الأصول إلى مستويات شاهقة أو ربما محو قيمته بنفس السرعة.

- يأمل المضاربون جني الأموال عبر العملات الرقمية، لكنهم يشترون ويبيعون بسرعة كبيرة، مما يؤثر سلباً على السوق ويتسبب في تقلبات قصيرة الأجل.

- يحذر المستثمرون بشكل خاص من "الحيتان" (مجموعة صغيرة من المستثمرين تهيمن على حصة كبيرة من السوق) التي يمكن أن تكون تداولاتها بغرض المضاربة ذات أثر بالغ على سوق العملات الرقمية.

رابعاً: القرصنة

- منذ ظهور "بتكوين" حتى انتشار مئات العملات الجديدة الآن، ظلت مشكلة القرصنة هي القضية الأهم لمستثمري العملات الرقمية، فمع كل اختراق كبير لأنظمة إحدى البورصات أو المحافظ تتأثر الأسعار سلباً بشكل كبير.

- في الآونة الأخيرة تسبب هجوم على بورصة "بينانس" في انخفاض "بتكوين" بأكثر من 10 في المئة خلال دقائق، ورغم أن العملات الرقمية تصبح أكثر تعقيداً بمرور الوقت، فإن المتسللين أيضاً يطورون أدواتهم، لذا من المرجح أن تستمر هذه الأحداث في التأثير سلباً على السوق.

خامساً: الإصدارات الجديدة

- في الوقت الحالي يتم إصدار عملات رقمية جديدة باستمرار، ومع تزايد شعبيتها، تواصل الأموال التدفق إليها، وهو ما قد يتسبب في إضعاف السوق، ويحتم على المستثمر البحث بشكل دقيق عن اختياره الأفضل.