إردوغان يتأهب لتكريس سلطته بصلاحيات تنفيذية غير مسبوقة

● إنجيه يقر بالهزيمة: انتخابات ملوثة وليست نزيهة
● بوتين يشيد وروحاني يبارك

نشر في 26-06-2018
آخر تحديث 26-06-2018 | 00:05
تركيات يحتفلن بفوز إردوغان على حفار أمام مقر حزبه في إسطنبول أمس (أ ف ب)
تركيات يحتفلن بفوز إردوغان على حفار أمام مقر حزبه في إسطنبول أمس (أ ف ب)
شكّل فوز الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في انتخابات الأحد الرئاسية والبرلمانية، تكريساً أكبر لسلطته، إذ تنتقل البلاد الآن من نظام برلماني إلى رئاسي تتركز فيه معظم السلطات التنفيذية بيد الرئيس بموجب استفتاء أجري العام الماضي.
أُعيد انتخاب رجب طيب إردوغان رئيسا لتركيا مع سلطات معززة بفوزه منذ الدورة الاولى على معارضة قوية في الاقتراع الرئاسي والتشريعي.

وفاز إردوغان المهيمن على السلطة في تركيا منذ 15 عاماً بولاية رئاسية جديدة من خمس سنوات.

وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات سعدي غوفن امس، الانتهاء رسميا من فرز الأصوات في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وقال ان الانتخابات جرت في شكل سليم وستعرض النتائج النهائية على المواطنين بعد الانتهاء من التدقيقات اللازمة.

وفي انتخابات البرلمان، حصد تحالف الشعب الذي يضم حزبي «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية» أكثر من 53 في المئة من الأصوات (342 من أصل 600 مقعد) ، في حين حصل «تحالف الأمة» الذي يضم أحزاب «الشعب الجمهوري» و«إيي» و«السعادة» على 34.11 في المئة من الأصوات (191 مقعدا)، و«حزب الشعوب الديمقراطي» على قرابة 12 في المئة (67 مقعدا برلمانيا).

وأوردت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية أن إردوغان حل في المقدمة بحصوله على 52.2 في المئة بعد فرز 99 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، في وقت حصل التحالف الذي يقوده «حزب العدالة والتنمية» بزعامة إردوغان على 53,61 في المئة في الانتخابات التشريعية.

وحل منافسه الرئيسي محرم إنجيه، عن «حزب الشعب الجمهوري» العلماني المعارض، ثانيا مع 30.7 في المئة من الاصوات، في وقت حصل التحالف النيابي المعارض لإردوغان والمؤلف من احزاب معارضة عدة على 34 في المئة من الاصوات في «التشريعية».

الدول العشر

وقال اردوغان في كلمة لمؤيديه أمام مقر حزبه الاسلامي المحافظ «العدالة والتنمية» في أنقرة «الفائز في هذه الانتخابات هو الديمقراطية والرغبة الوطنية. الفائز في هذه الانتخابات هو كل واحد من مواطنينا البالغ عددهم 81 مليون نسمة». أضاف: «لن يهدأ لنا بال قبل أن نصعد بتركيا إلى مصاف أكبر عشر دول في العالم. سنواصل تمسكنا بالقانون والديمقراطية وتعزيز الحريات خلال المرحلة المقبلة».

وفي خطاب في اسطنبول لاحقاً، قال إردوغان «خلال 20 عاما بدءا من رئاستي لبلدية اسطنبول ومرورا بقيادة حكومات متعاقبة وصولا إلى رئاسة الجمهورية، لم أسعى لأكون سيدا على الشعب بل خادما له»، مضيفاً: «منحني شعبنا الرئاسة والحكم التنفيذي الرسالة واضحة. علّمت تركيا العالم كله درساً في الديمقراطية، حيث بلغت نسبة المشاركة نحو 90 في المئة، وآمل ألا يغطي أحد على نتائج الانتخابات لدفن إخفاقاته».

وقال إردوغان، إن تركيا ستواصل العمل من أجل «تحرير الأراضي السورية» ليتسنى للاجئين العودة إلى سورية بأمان. أضاف، أن تركيا ستتصرف كذلك بشكل أكثر حزما ضد المنظمات الإرهابية.

وتعهد أيضا بأن السلطات، التي تشن حملة في أنحاء البلاد منذ محاولة انقلابية فاشلة قبل عامين، ستتصرف في شكل أكثر حسما ضد المنظمات الإرهابية.

المعارضة

في المقابل، أقر محرم إنجيه، بهزيمته أمام إردوغان. وقال امس، في مؤتمر صحافي في مقر الحزب في أنقرة :»أعترف بنتائج الانتخابات» وقد حل فيها في المرتبة الثانية، داعيا الرئيس التركي لأن يكون رئيسا لجميع الاتراك. واعتبر ان «هذه الانتخابات لم تكن نزيهة. لقد كانت ملوثة بالدماء».

وقال مخاطبا إردوغان «توقف من الآن فصاعدا عن التصرف بصفتك الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يجب أن تكون رئيسا لـ81 مليون تركي».

وانتقد إنجيه التعديل الدستوري الذي دفع إردوغان باتجاهه والذي يعزز بصورة كبيرة الصلاحيات الرئاسية، وهو تعديل دخل حيز التنفيذ، معتبرا أن تركيا انتقلت إلى «نظام متسلط».

وشدد أيضا على أن تركيا قطعت صلتها بالنظام البرلماني الذي انتهجته على مدى 143 عاما بتبنيها لنظام يعطي الرئيس كل السلطات.

وإن أقر بأنه حدد هدفا لنفسه هو إحراز «35 في المئة من الأصوات»، إلا أنه أشار إلى أن النتيجة التي حققها «هي الأعلى لحزب الشعب الجمهوري منذ 41 عاما».

واعتبر من جهة أخرى أنه كان بإمكانه إرغام إردوغان على خوض دورة ثانية «لو حصل مرشحو المعارضة الآخرون على المزيد من الأصوات».

واستهل محرم إنجيه، أول مؤتمر صحافي له بعد الانتخابات بطرد مذيع اتهمه بتجاهله خلال الحملة الانتخابية.

وقال موجها حديثه لممثلي محطة «تي آر تي»: «لم تقوموا بتغطية تجمعاتي الانتخابية الثلاث الكبرى. من فضلكم غادروا».

وفي وقت سابق، دعا «حزب الشعب الجمهوري» أنصاره إلى الهدوء.

تحسن الليرة

وسجلت الليرة التركية أمس، تحسنا بنحو 3 في المئة ازاء الدولار غداة فوز الرئيس رجب طيب إردوغان في الانتخابات، وذلك بعد أن خسرت نحو 20 في المئة من قيمتها مقابل العملة الاميركية خلال العام الحالي.

وتم تداول الليرة على سعر 4.54 ازاء الدولار بزيادة في قيمتها بنسبة 2.9 في المئة. وبلغ سعر تداولها مقابل اليورو 5.3 بزيادة نسبتها 2.9 في المئة كذلك.

ردود الفعل

خارجياً، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ان «نتائج الانتخابات دليل واضح على النفوذ السياسي الكبير لإردوغان والدعم الواسع الذي تحظى به قيادته حول نهجها ازاء المسائل الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها تركيا ولتعزيز موقف البلاد على صعيد السياسة الخارجية». وقدم الرئيس الايراني حسن روحاني «أصدق التهاني» لاردوغان. كما هنأ كل من الرئيس الصربي الكسندر فوسيتش والزعيم البوسني المسلم بكر عزت بيغوفيتش ورئيس وزراء بلغاريا المجاورة لتركيا بويو بوريسوف ورئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان، إردوغان على فوزه.

وهنأ الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الرئيس التركي على إعادة انتخابه، لكنه شدد على أن الحلف أُسس على الديمقراطية والحقوق وسيادة القانون التي وصفها بـ»القيم الجوهرية».

الليرة التركية تسجل تحسناً أمام الدولار
back to top