يرصد كتاب "زيارة البابا تواضروس الثاني لدولة الكويت" تفاصيل الرحلة التي امتدت نحو 120 ساعة تجوّل فيها ضيف الكويت في أمكنة عديدة، وحظي باستقبال صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد إضافة إلى زيارته عدداً من مسؤولي الدولة ومجموعة من المؤسسات الثقافية في الكويت، منها مركز جابر الأحمد الثقافي، ودار الآثار الإسلامية - المركز الأميركاني- وغيرهما.
التآخي والانسجام
تولى مهمة إعداد هذا الإصدار الكاتب أمجد زكي، في حين أشرف عليه وراجعه القمص بيجول الأنبا بيشوي الملقب بسفير المحبة والسلام.ويقول معد الإصدار أمجد زكي إن الصور التي يتضمنها هذا الكتاب "ليست صوراً صماء بل تهمس بحديث المحبة وتتكلم بمشاعر التآخي والانسجام الإنساني الكبير، إنها تقدم صورة بالغة السمو عميقة التعبير بدون تكلف أو تصنع فنلاحظ في العيون ذلك الترحاب الصادق والبريق النبيل وتلك العفوية البليغة... إنها، في مجملها، تعكس طيبة المجتمع الكويتي وأصالته ومحبته وسلامة بنيانه".وأضاف: " ولأن هذا الكتاب هو كتاب توثيقي بالدرجة الأولى فإن المعلومة لم تغب عنه، فجرى كتابة مداخل لكل قسم من الأقسام السبعة عشر، حيث نجدها تضم معلومات تكمل الصورة بالكلمة كما حاولنا أن تأتي التعليقات أسفل الصورة وافية بالشرح والإيضاح والتوثيق".زيارة تاريخية
يتميز هذا الإصدار بالطباعة الفاخرة من حيث الشكل والمضمون، فيرصد عبر 296 صفحة تلك الزيارة التاريخية، بوصفها أول زيارة لأي من باباوات الأقباط الأرثوذكس في مصر على مدار تاريخهم.علاقة عميقة
ويقول الدكتور الأنبا أنطونيوس في مقدمة الكتاب إن هذه الزيارة تعكس عمق العلاقة بين الكويت ومصر، مشيراً إلى أنها تأتي في توقيت تموج فيه منطقتنا بالكثير من التحديات وتتقاطع فيه سبل التلاحم والوحدة ويحصد الإرهاب الآلاف من أرواح الأبرياء ويرتفع صوت التطرف والتكفير. ويستطرد بأن تلك الزيارة "جاءت في ظل ظروف كانت تحت مجهر الإنسانية أو كما وصفها أحد المفكرين بأنها كانت أداة لقياس تمسكنا بقيم التآخي والتعايش السلمي والاطمئنان إلى مسارات المستقبل على هذا الصعيد بالذات".ويرصد القمص بيجول الأنبا بيشوي تفاصيل الرحلة منذ لحظة صعود البابا تواضروس الثاني سلم طائرة الكويت الخاصة التي أقلته من القاهرة إلى الكويت، وتنتهي في المطار الأميري، وبالتحديد عند مدرج الطائرة ذاتها التي خصصت أيضا عند عودته إلى القاهرة. وبين هذه وتلك يضم الكتاب سبعة عشر محوراً، تتناول استقبال صاحب السمو لقداسة البابا ثم لقاءه برئيسي مجلس الأمة ومجلس الوزراء، وحفل غداء أقامه سمو الشيخ ناصر المحمد، ولقاء البابا بالشيخة فريحة الأحمد وزيارته كلاً من مركز جابر الأحمد الثقافي ودار الآثار الإسلامية، إضافة إلى الشخصيات التي التقاها في الصالون الإنكليزي بفندق شيراتون الكويت والمؤتمر الصحافي وحفل العشاء الذي أقامه قداسته على شرف ضيوفه، وكذلك حفل السفير المصري على شرف قداسة البابا، فضلاً عن النشاط الرعوي وزياراته الستة لكاتدرائية مارمرقس بمنطقة حولي، والحوارات التلفزيونية التي أجراها قداسته مع تلفزيون الكويت وقناة المجلس، فيما يرصد المحور الأخير لحظة مغادرة قداسته أرض الكويت بمثل ما استقبل به من حفاوة.الكنيسة المصرية
وخلال الزيارة، دشن البابا تواضروس، كنيسة مارمرقس الرسول للأقباط الأرثوذوكس بمنطقة حولي، التي تعد من أكبر الكنائس المصرية في دول مجلس التعاون، بالصلاة فيها.وقال البابا في هذا الإطار إن الكنيسة المصرية في الكويت أول كنيسة تبنى وتبدأ الخدمة خارج الحدود المصرية عام 1961، بسماحة المسؤولين في هذا البلد الطيب، وسماحة أهل الكويت ومحبتهم.ولفت إلى الرعاية السامية لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أمير الإنسانية للكنيسة، وجميع الطوائف والديانات التي تعيش على أرض الكويت الطيبة المحبة للسلام وبلد الأمن والامان، مضيفاً أنه لمس في سمو الأمير وولي العهد المحبة ورعايتهما للجميع دون النظر إلى دينهم وانتمائهم، وهذه عملة نادرة في هذا الزمان، داعياً الله أن يحفظهما ويديمهما للكويت.