قوات الأسد تدخل اللجاة وتبدأ هجوماً على مدينة درعا

• الأمم المتحدة: موجة نزوح غير مسبوقة
• المعارضة تسقط مقاتلة وتأسر قائدها
• إسرائيل تضرب قرب دمشق

نشر في 27-06-2018
آخر تحديث 27-06-2018 | 00:05
سوريون يفرون من درعا أمس (أ ف ب)
سوريون يفرون من درعا أمس (أ ف ب)
حققت قوات النظام السوري ليل الاثنين- الثلاثاء تقدمها الأبرز في المنطقة الجنوبية بسيطرتها على بلدتين، مما مكنها من فصل مناطق سيطرة المعارضة في شرق محافظة درعا إلى جزأين.
بعد أسبوع من التصعيد العسكري في المحافظة الجنوبية الحدودية مع الأردن، بدأ الجيش السوري أمس، هجوماً على مدينة درعا، غداة دخوله منطقة اللجاة ذات الجغرافيا الوعرة، وتمكنه من فصل مناطق سيطرة المعارضة في شرق المحافظة إلى جزأين.

وأوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن "وحدات الجيش تعمل على قطع طرق وخطوط إمداد الإرهابيين بين منطقة طريق السد ودرعا البلد باتجاه الحدود الأردنية".

ودخلت قوات الرئيس بشار الأسد والميليشيات المساندة لها بلدة بصر الحرير ومليحة العطش، وسيطرت على كامل منطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي الشرقي، وتقدمت ببطء في المنطقة نظراً لطبيعتها الجغرافية الوعرة.

وبحسب خريطة السيطرة الميدانية، تمكنت قوات الأسد من التقدم في اللجاة، عن طريق 4 محاور فتحتها مطلع الأسبوع، من جهة ريف السويداء الغربي.

ومنذ أسبوع، كثفت قوات النظام السوري قصفها لمحافظة درعا وتحديدا ريفها الشرقي والشمالي الشرقي حيث تدور اشتباكات عنيفة في منطقة تكتسب أهمية من ناحية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، إضافة إلى قربها من دمشق.

ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإنه "بسيطرة قوات النظام ليل الاثنين- الثلاثاء على بلدتي بصر الحرير ومليحة العطش، قسمت مناطق سيطرة المعارضة في ريف درعا الشرقي الى قسمين شمالي وجنوبي، معتبراً أن هذا التقدم البارز جاء بفضل "مئات الضربات الجوية" من الطائرات الحربية السورية والروسية خلال الأيام الماضية، إضافة الى القصف الصاروخي العنيف.

كر وفر

وإذ أكد مصدر عسكري سوري سيطرة وحدات الجيش "بالتعاون مع القوات الحليفة والرديفة" على البلدتين، تواصل القصف الجوي الروسي والسوري لشرق درعا.

ونفى قائد عسكري في غرفة العمليات المركزية في الجبهة الجنوبية سيطرة القوات الحكومية على بلدة بصر الحرير، مشيرا إلى "معارك كرّ وفر تدور في عدّة محاور أبرزها في محيط كتيبة النقل".

وأعلن القائد العسكري تمكن الفصائل من إسقاط طائرة حربية من نوع "سوخوي 22" تابعة للنظام قرب بلدة المليحة الشرقية في ريف درعا الشرقي، وأسر قائدها الرائد سالم غانم سمعون"، مؤكداً أن "الجبهة الجنوبية لاتزال تسيطر على أغلب بلدة بصر الحرير في ريف درعا الشرقي، وكبدت القوات الحكومية والقوات الموالية لها أكثر من 30 قتيلاً بينهم العقيد سامي المحيثاوي وتدمير ثلاث دبابات ومدرعة وتفجير مدفع".

حصيلة القتلى

ووثق المرصد مقتل 15 عنصراً على الأقل من فصائل المعارضة في اشتباكات بصر الحرير، في أعلى حصيلة قتلى في يوم واحد منذ الثلاثاء الماضي.

وبلغت بذلك حصيلة القتلى خلال أسبوع، وفق المرصد، 29 مقاتلاً من الفصائل المعارضة و24 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

وأسفر القصف في محافظة درعا عن مقتل 32 مدنياً، بحسب المرصد، الذي أفاد أيضاً بنزوح أكثر من عشرين ألف شخص في المنطقة.

تداعيات التصعيد

وبعد تحذيرها من تداعيات التصعيد على نحو 750 ألف شخص في مناطق سيطرة الفصائل في المنطقة الجنوبية، التي تشمل درعا والقنيطرة والسويداء، أكدت الأمم المتحدة أمس فرار ما لا يقل عن 45 ألف شخص من القتال في اتجاه الحدود مع الأردن، الذي أعلن قبل يومين عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة.

وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة ليندا توم، في إفادة صحافية: "شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية فرار عدد كبير جداً من الأشخاص 45 ألفاً وربما أكثر بسبب استمرار أعمال العنف، والقصف والقتال في هذه المنطقة"، مضيفة: "لم نرَ من قبل نزوحاً ضخماً بهذا الشكل في درعا".

وذكر المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه أن مدنيين من بينهم أطفال سقطوا بين قتيل ومصاب، وأن مستشفى توقف عن العمل بسبب ضربة جوية.

مزيد من اللاجئين

وتوقعت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي بتينا لوشر، خلال الإفادة الصحافية نفسها، أن "يزيد عدد النازحين إلى قرابة المثلين مع تصاعد العنف".

بدوره، شدد رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز، عقب لقائه رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ورؤساء الكتل النيابية أمس، على أن المملكة استوعبت أكثر من طاقتها ولن تستقبل المزيد من اللاجئين السوريين، مؤكداً أن حدود الأردن "منيعة ولا خوف عليها" وأنه معني بحل سياسي للأزمة السورية ويبذل جهودا للوصول إليه.

صواريخ إسرائيل

في هذه الأثناء، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) فجر أمس بأن صاروخين "إسرائيليين" سقطا قرب مطار دمشق الدولي، من دون أن توضح طبيعة الموقع المستهدف ولا ما اذا كان القصف تسبب في أي خسائر بشرية أو مادية.

وأوضح المرصد أن "الصاروخين الإسرائيليين استهدفا مستودعات أسلحة لحزب الله اللبناني قرب المطار ولم يسفرا عن انفجارات ضخمة"، مؤكداً "فشل مضادات النظام باعتراضهما".

وبينما رفض الجيش الإسرائيلي "التعليق على المعلومات الصادرة من الخارج"، اتهم مصدر في الخارجية السورية تل أبيب "بتقديم الدعم المعنوي للمسلحين بعد نجاحات الجيش السوري في المنطقة الجنوبية واستعادته مئات الكيلومترات في منطقة اللجاة بريفي درعا والسويداء والبادية السورية الممتدة في أرياف حمص ودمشق ودير الزور".

ومنذ بدء النزاع في 2011، قصفت إسرائيل مراراً أهدافاً عسكرية للجيش السوري وأخرى للحزب اللبناني وميلشيات إيران، وأصاب القصف مرات عدة مواقع قرب مطار دمشق الدولي.

«ضريبة الدم»

في غضون ذلك، اقترح عضو مجلس الشعب نبيل صالح فرض "ضريبة الدم" على السوريين، تحت ذريعة مساعدة ذوي قتلى الميليشيات الطائفية.

وأكد صالح أنه قدم اقتراحه في البرلمان بحضور وزير مالية النظام مأمون حمدان خلال استماع المجلس لتقرير لجنة الموازنة، مشيراً إلى أن "ضريبة الدم" ستساعد ذوي القتلى "بعدما تفاقمت أعدادهم وازداد فقرهم حتى جرى بعض المقعدين منهم يتسولون لقمتهم".

وطالب صالح "بتشميل أسر أفراد الشرطة بالزيادة الأخيرة على الرواتب"، معتبراً أن "تحسين دخل الشرطي من خزينة الدولة سيمنعه من مد يده إلى جيوب المواطنين، كما هو حال شرطة المرور"، وفق قوله.

رئيس الوزراء الأردني: لن نستقبل المزيد من اللاجئين السوريين
back to top