حصد «كلبش 2» إشادات بمشاهد الحركة التي نفذها المخرج بيتر ميمي في مقابل انتقاد سرعة وتيرة بعض الحلقات، بينما شهد «الرحلة» إشادة بالقصة رغم معاناته المط والتطويل بطريقة مبالغ فيها. وتكرر الأمر نفسه في «اختفاء» لنيللي كريم، فيما حصد «ليالي أوجيني» إشادات بالأداء واختيار أماكن التصوير والديكورات، وواجه انتقادات مرتبطة ببطء إيقاع الأحداث وغياب أي تطورات جوهرية للشخصيات كافة في أكثر من 10 حلقات متتالية.وقال الناقد محمد طارق إن الموسم الدرامي الآخير هو الأضعف منذ سنوات رغم تراجع الإنتاج كمياً، على عكس السنوات السابقة ووجود أكثر من بطولة جماعية، مشيراً إلى أن الأزمة ترجع في طريقة التعامل مع السيناريوهات قبل بداية التصوير والاستعجال بشكل مبالغ فيه بسبب تأخر التحضيرات والتصوير.
وأضاف طارق أن جزءاً من الأزمة التي شاهدناها في رمضان يرجع إلى تحوّل الاستثناءات إلى قواعد في العمل الفني، من بينها الاستعانة بوحدة تصوير إضافية للحاق بالعرض بالإضافة إلى ترك مهمة إنجاز بعض المشاهد للمخرج المنفذ ليعمل بوحدة ثالثة، وأخيرا تبرير الأخطاء بحجة ضيق الوقت كما فعل بطل «نسر الصعيد» محمد رمضان في رده على انتقادات وجهت إلى المخرج ياسر سامي.وأكّد أن نص بعض الأعمال لم يكن جيداً، وكان يمكن اختصار عدد حلقات مسلسلات عدة إلى 10 أو 15 حلقة، خصوصاً تلك التي اعتمدت على مشاهد الحركة والمطاردات بشكل مبالغ فيه، مشيراً إلى التركيز على «الأكشن» من دون النظر إلى الأحداث ومنطقية المشاهد.يتفق معه في الرأي الناقد أحمد عبد الخالق الذي يرى أن المبالغة في الحركة جاءت بسبب النجاحات التي حققها هذا النوع في السينما، فقرر صانعو الدراما اللجوء إليه حتى إن لم تتطلب أعمالهم ذلك، مشيراً إلى أن ثمة مسلسلات جيدة مثل «الرحلة» غاب عنها التوفيق في اختيار العناصر لم تظهر أداء جيداً إزاء الكاميرا في أدوار مهمة.وأضاف عبد الخالق أن غياب العمل الذي يحصد إشادات نقدية وجماهيرية أمر طبيعي في ظل عدم اهتمام غالبية الفنانين بالتحضير الجيد لأعمالهم الدرامية والتعامل معها باعتبارها عادة سنوية بغض النظر عن النتائج، مشيراً إلى أن «طايع» الوحيد الذي جذب الجمهور في النصف الثاني من الحلقات. لكن مع إعادة النظر في العمل ككل نجد أنه يمكن اختزاله في أقل من 15 حلقة، كما قال.وأكد أن سياسة الثلاثين حلقة المفروضة من القنوات على المنتجين يجب إعادة النظر فيها، خصوصاً أنها أدّت إلى نفور الجمهور من المسلسلات، لافتاً إلى أن هذا الأمر بحاجة إلى قرار جريء بأن يخضع عدد الحلقات إلى الضرورة الدرامية وليس أي اعتبارات أخرى.
تمسّك بالنجوم
أكّد السيناريست محمد سليمان عبد الملك أن ما شهده الموسم الدرامي الأخير من رمضان نتاج طبيعي لتراكم مجموعة أسباب جرى التحذير منها خلال السنوات السابقة، ويجب الانتباه إليها كي لا يكون المقبل أسوأ، مشيراً إلى أن المسلسل في الأصل «حدوتة» مقسمة على حلقات ولا يجب إغفال ذلك، لأن مشاهد الحركة من دون سياق درامي لافت لن تؤدي إلى أي نجاح.وأشار إلى أن النظام الإنتاجي في مصر يعاني مشكلة مرتبطة بالعمل بالمقلوب، أي التوقيع مع الفنانين على أساس أسمائهم، ثم البحث عن السيناريو والمخرج، باستثناءات قليلة، مؤكداً أن هذه المنظومة تسببت في الإضرار بالسينما لفترات طويلة والآن وصلت إلى التلفزيون وستقضي على الدراما.ولفت إلى أن دورة الإنتاج الدرامي تبدأ قبل شهر رمضان بنحو ستة أشهر، وهي فترة قصيرة جداً، تتضمن العمل على السيناريو وكتابته واختيار أبطاله وتصويره، ما يؤدي إلى مشكلات والوقوع في أخطاء نتيجة ضغط التصوير، مشيراً إلى أنه حتى الآن لا حلول بديلة لهذا الأمر بسبب اعتماد المنتجين على انتظار تحصيل العائد من الإعلانات والذي يستغرق وقتاً بعد انتهاء رمضان.