روحاني يطمئن الإيرانيين... ولاريجاني يتوعد بإعدام «المتلاعبين»
طهران تعتقل قادة احتجاجات البازار... وتحمّل ترامب مسؤولية انهيار العملة وتتهمه بشن حرب عالمية
مع تفاقم أزمة انهيار العملة الإيرانية، سعى الرئيس حسن روحاني لتهدئة مخاوف مواطنيه وحمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسؤولية التراجع التاريخي لها، في حين توعدت السلطة القضائية بإعدام «المتلاعبين بالشؤون الاقتصادية».
غداة انهيار تاريخي لسعر صرف الريال الإيراني مقابل الدولار الأميركي وخروج احتجاجات غير مسبوقة ببازار وسط طهران، توجه الرئيس المعتدل حسن روحاني بكلمة للإيرانيين حاول فيها امتصاص الغضب المتنامي من جراء تردي الأوضاع المعيشية، وتعهد بمواجهة الضغط الاقتصادي الناجم عن العقوبات الأميركية الجديدة التي تدخل حيز التنفيذ قريباً.وقال روحاني، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة، إن العقوبات الأميركية لن تكسر إيران. وأضاف أن الولايات المتحدة داست بقدميها قرارا صادرا عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في إشارة إلى انسحاب إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق الدولي بشأن برنامج طهران النووي وإعادته فرض عقوبات عليها.ووصف روحاني العقوبات الجديدة بأنها جزء من "حرب نفسية واقتصادية وسياسية"، لافتا إلى أن واشنطن ستدفع ثمناً غالياً مقابل أفعالها.
واتهم الرئيس الولايات المتحدة بالسعي للإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979، مشدداً على حق بلاده في أن تخصب اليورانيوم لأغراض سلمية.
حرب عالمية
في موازاة ذلك، حملت الحكومة الإيرانية الرئيس الأميركي المسؤولية عن أزمة عملتها المحلية.وقال المتحدث باسم الحكومة محمد باقر نوبخت إن "الشعب يدرك تماما أن الحكومة ليست هي السبب في زعزعة استقرار العملة، بل المخططات الأميركية. ترامب يشن حربا اقتصادية على العالم برمته" .ودعا إلى "التمسك بالمقاومة في مواجهة أميركا". وأضاف أن "الحكومة وضعت سعراً مناسبا للدولار يتمثل بـ42000 ريال للدولار الواحد"، وأنها تعمل على تقوية العملة الوطنية. وحث في الوقت نفسه الإيرانيين على تقديم "دعم وطني" لمواجهة المساعي الأميركية لتشديد الضغوط على بلادهم من خلال فرض العقوبات.وكانت العملة الإيرانية سجلت أمس الأول تراجعا تاريخيا وتخطى سعر الدولار 90 ألف ريال، وهو ما دفع آلاف التجار للتجمهر والاحتجاج والاشتباك مع قوات الأمن أمام مقر البرلمان أثناء جلسة لمناقشة الأوضاع الاقتصادية.إعدام واعتقالات
ومع تزايد الترقب والقلق قبيل تطبيق العقوبات الاقتصادية تخوفا من اقدام قطاعات واسعة من الإيرانيين على تحويل مدخاراتهم إلى الدولار لتفادي انهيار الريال، توعد رئيس السلطة القضائية الإيرانية صادق آملي لاريجاني من اسماهم بـ"المتلاعبين في الشؤون الاقتصادية" بالإعدام.وأكد لاريجاني أن عقوبة الإعدام والسجن 20 عاما في انتظار المدانين بالمشاركة في الإخلال بالشؤون الاقتصادية في البلاد. ورأى المسؤول المحسوب على التيار المتشدد، في كلمة ألقاها بملتقى السلطة القضائية أمس أن المتلاعبين "ارتكبوا الخيانة بحق بلدهم وباتوا مصداقا للمفسدين في الأرض".واتهم الحكومات الغربية بممارسة ضغوط على بلاده للقضاء على قدراتها وإثارة الخوف من إيران في المنطقة لاستغلال ثرواتها، مشددا على أن قدرات بلاده دفاعية ولا تهدف لشن أي هجوم على أي بلد.في هذه الأثناء، أعلن مدعي المحاكم العامة والثورية بطهران عباس جعفري دولت آبادي اعتقال قادة الاحتجاجات التي تخللتها أعمال شغب في منطقة سوق طهران "البازار".وقال إنه تم تحديد واعتقال عدد كبير من الضالعين في أحداث الشغب تمهيدا لمحاكمتهم. ورغم أن الاحتجاجات هدأت أمس فإن بعض المناطق المجاورة للسوق شهدت تجمعات صغيرة وتسببت في إغلاق بعض التجار لمتاجرهم خوفا من تجدد الاضطرابات.وتعد "احتجاجات البازار" الأكبر التي تشهدها طهران منذ عام 2012، عندما تسببت العقوبات الدولية في شل الاقتصاد الوطني.مواجهة وتهديد
من جانب آخر، ومع قرب انتهاء المهلة التي منحتها طهران للدول الأوروبية لتقديم "ضمانات اقتصادية" من أجل البقاء في الاتفاق النووي، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن بلاده لن تسمح لواشنطن بتحويل الاتفاق المبرم في 2015 إلى "حصن من أجل تقييد أنشطتها النووية التقليدية وفرض حظر ظالم عليها".ويأتي بذلك بعد يومين من توجيه كبير مستشاري المرشد الإيراني للشؤون العسكرية اللواء رحيم صفوي، رسالة تهديد "غير مسبوقة" إلى المملكة العربية السعودية.ورأى صفوي أن "أياً من دول الجوار لا تشكل تهديداً لإيران"، وهدد بـ"قصف القصور الملكية السعودية"، إذا أراد السعوديون "ارتكاب خطأ".وقال مستشار خامنئي: "إن إيران هي قوة كبيرة، وإذا أرادوا ارتكاب خطأ ففي اليوم الأول سيتم قصف قصورهم الملكية في الرياض بـ1000 صاروخ وتدميرها، وطبعا استبعد أن يرتكبوا مثل هذه الحماقة".اشتباك حدودي
في سياق منفصل، قتل 3 من عناصر التعبئة الإيرانية "الباسيج" في مواجهات مع مسلحين شرقي البلاد في مدينة ميرجاوه التابعة لمحافظة سيستان وبلوجستان.وذكر مسؤول أمني أن المواجهات وقعت فجر أمس بعد أن هاجم عدد من المسلحين أحد المخافر الحدودية في ميرجاوه الحدودية مع باكستان.
مقتل 3 من عناصر من «الباسيج» في مواجهات عند الحدود الشرقية