ترأس الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اجتماعا أمس، للبدء في تفعيل عملية الانتقال الى النظام الرئاسي، في حين أعلن زعيم «حزب الشعب الجمهوري»، المعارض الرئيسي كمال كيليشدار أوغلو، أنه لن يهنئه على فوزه في الانتخابات، واصفا إياه بـ«الدكتاتور».

وبحضور رئيس الوزراء بن علي يلدريم، وعدد من الوزراء والمسؤولين المعنيين، ترأس إردوغان اجتماعا في إسطنبول، حيث تم تقييم عملية الانتقال الى النظام الرئاسي والبدء بتفعيلها.

Ad

ومنذ عامين وإردوغان يخوض حملة بشكل شبه متواصل في البدء من أجل الفوز بالاستفتاء ثم للانتخابات التي كانت مقررة في نوفمبر 2019.

وخلال هذه الفترة انتهج إردوغان سياسة شرسة ضد معارضيه، في إطار حملات التطهير التي تلت محاولة انقلاب يوليو 2016، وشهدت أعمال قمع على الصعد كافة، كانت نتيجتها توترا شديدا في علاقاته مع الغرب.

وأدى هذا الوضع قبل الاستفتاء الى أزمة خطيرة مع الاتحاد الاوروبي الذي وجه انتقادات عدة حول انتهاكات الحريات الفردية ما أثار ردودا عنيفة من إردوغان.

وبعد تحقيق الفوز، يمكن ان يلجأ إردوغان الى المرونة لتهدئة الرأي العام المنقسم، لكن مثل هذا الانفتاح يمكن ان يواجه معارضة من حلفائه القوميين في حزب «الحركة القومية» الذين يؤيدون نهجا متشددا خصوصا فيما يتعلق بالملف الكردي.

وتفيد النتائج المؤقتة للانتخابات التشريعية بأن حزب «العدالة والتنمية» بزعامة اردوغان حصل على 295 مقعدا من أصل 600 في البرلمان، ولا يمكنه الحصول على غالبية الا بالتحالف مع «الحركة القومية»، الذي أحدث مفاجأة بحصوله على 49 مقعدا.

الى ذلك، تلقى إردوغان برقيات تهنئة بمناسبة فوزه، من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ومن رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد، ومن حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.

كما هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره التركي، مؤكدا «أهمية إجراء حوار أكثر هدوءا بين تركيا والاتحاد الأوروبي».

وأعلن مكتب الرئيس التركي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هنأ إردوغان، في اتصال هاتفي أمس، على فوزه في الانتخابات، مضيفا أن الزعيمين اتفقا على تحسين العلاقات العسكرية والأمنية بين البلدين.

وذكر المكتب، في بيان، أن ترامب وإردوغان أكدا أيضا ضرورة تنفيذ الخطة الحالية المتعلقة بمدينة منبج في شمال سورية، مضيفا أن ترامب وإردوغان سيلتقيان في بروكسل خلال قمة لحلف شمال الأطلسي يومي 11 و12 يوليو.

وفي مؤتمر صحافي عقده في أنقرة، صرح كيليشدار اوغلو: «لا يمكن تهنئة الشخص الذي يؤيد نظام الرجل الواحد، ولا يدافع ولا يؤمن بالديمقراطية. أهنئه على ماذا؟ لماذا أهنئ دكتاتوراً؟».

ووصف كيليشدار اوغلو نتائج الانتخابات بأنها «نكسة لإردوغان»، قائلا إن «الرجل القوي أمس أصبح بطة عرجاء اليوم، لن يتمكن من فعل أي شيء يريده»، متعهدا بـ»حماية كرامة البرلمان»، وقال: «لقد أسقطنا جزءا من الجدار. وسنسقط الجزء المتبقي».

وينتقد اوغلو باستمرار إردوغان، خصوصا بسبب حملات التطهير الواسعة التي أجريت في تركيا منذ الانقلاب الفاشل في يوليو 2016.

ومن بين أكثر من 77 ألف شخص سجنوا منذ محاولة الانقلاب، نائب من «الشعب الجمهوري» (اشتراكي ديمقراطي) هو انيس بربر اوغلو، الذي أدين لاعطائه معلومات سرية لصحيفة «جمهورييت».