شارك في ندوة «الموسيقى جسر للتواصل» التي أدارها الصحافي بيار أبي صعب، كل من المديرة التنفيذية لدار النمر للفنون والثقافة رشا صلاح، والموسيقي والمنتج اللبناني رائد الخازن، والموسيقي السوري خالد عمران، وفنان الـ«هيب هوب» السوري - الفيليبيني شينو، والموسيقية المصرية آية متولي. أوضح خالد عمران أن «عند بداية تأسيس فرقة «طنجرة ضغط» أردنا أن نصنع نمطاً موسيقياً خارجاً عن المفاهيم والتقاليد والتراث والموسيقى الشرقية المتعارف عليها. وكوننا نعيش في بلد عربي حافظنا على الموسيقى العربية مع إدخال نمط مختلف».
لغة عالمية
حول تجربته الموسيقية قال رائد الخازن: «خلال 10 سنوات أمضيتها في أميركا، اكتشفت هويتي من خلال التعبير عن أطر موسيقية مختلفة (جاز، وفانك، وروك) وعلمني اللجوء إلى بلد ثان أن أكتشف نفسي وهويتي بشكل أعمق وأقدر عروبتي».أضاف: «بعد عودتي إلى لبنان، أي في الوقت الذي نشأت فيه أزمة النزوح السوري، آمنت بأننا نستطيع أن نبني شيئاً معاصراً على الصعيد الفني. فالعمل كمنتج مع «طنجرة ضغط»، هذه الفرقة السورية التي تختلف صوتياً عن تراثنا، يتركز على إعادة صياغة هذا التراث بطريقة جديدة تحاكي عالمنا الحالي». تابع: «كذلك عملت مع فنانين سوريين وكان من السهل الانخراط معهم لأن الموسيقى لغة عالمية تتخطى الحدود السياسية والجغرافية، خصوصاً أن الإنسان يعبر عن نفسه بطريقة مغايرة عن اللغة المحكية».بدورها أشارت آية متولي إلى أن فضولها دفعها للمجيء إلى بيروت، فصدمت بنسبة اللبنانيين المتابعين للفن المصري الأصيل والحافظين لأغلب المسرحيات والأفلام القديمة، وقالت: «كانت هذه الأمور بالنسبة إلي في القاهرة تمر مرور الكرام اذ لم أعِ أهميتها وقيمتها التراثية التي عملت على صنع هويتي إلا عندما ابتعدت عن موطني».من ناحيته، لفت شينو إلى أنه كفنان «هيب هوب» تعرض لصعوبات عدة «لأن عملي مبنٍ على الكلام واللغة التي تعبر عن هموم المجتمع الذي نعيش فيه وهذا ما لم أجده عندما كنت في برشلونة».أضاف: «رغم ذلك لم أشعر بأنني أنتمي إلى عروبتي لأنني لم أكن أستخدم اللغة ذاتها. لذا، أردت في ألبومي تسليط الضوء على الناس الذين لا ينتمون إلى المجتمع الذي يسكنونون فيه».ختم: «كوني سوري - فيليبيني أرفض أن تتحكم اللغة بهوية الإنسان وقضية الانتماء، وعلينا أن نتماشى مع العصر وخصوصاً مع الشباب لإعادة دمجهم في مجتمعاتهم. الـ «هيب هوب» فن يعكس بيئة المجتمع وعلينا أن نبني جسراً بين الجيلين القديم والجديد، يقوم على الحوار وتعزيز أطر التواصل».بدورها، قالت رشا صلاح: «أفكر في غسان كنفاني الذي يعد نموذجاً فلسطينياً وعربياً عمل على ترسيخ فكرة أن ثمة لغة للوجود. ولكن الحاجز القائم الذي عشته بين المدينة والمخيم كان صعباً علي في البداية، خصوصاً أن لهجتي الفلسطينية القديمة شكلت حرجاً».ولفتت إلى أن «الأمر الإيجابي في اللجوء أو الغربة أنني محظوظة كوني حزت منحة جامعية ودرست في فرنسا، التي لم تنظر إلي على أنني فلسطينية بل عربية، ونادراً ما تعرضت لمظاهر العنصرية. كذلك ثمة عوامل إيجابية أخرى في هذا الاختلاف من ناحية اكتشاف روائح جديدة، وموسيقى لم نألفها بعد، ولهجات متنوعة، وعادات ولغات جديدة أخرى».مشروع «دبك» (Dabaka)
مشروع «دبك» (Dabaka)، تنظمه جمعية «ريد أوك» (Red Oak) وهي منصة للتبادل الفني والثقافي بين فنانين ومديرين ثقافيين على المستويين المحلي والدولي، بهدف جمع موسيقيين محترفين سوريين ولبنانيين للعمل سوياً على إنتاج عمل فني فريد وإصدار ألبوم وإحياء حفلة موسيقية في أواخر نوفمبر المقبل.