يبدو المنتخب السنغالي مطالباً أكثر من أي وقت مضى بوضع حد للأخطاء الدفاعية، وتزويد مهاجمه ساديو مانيه بالكرات، في حال أراد تخطي كولومبيا اليوم في ختام الدور الأول للمجموعة الثامنة، وبلوغ الدور ثمن النهائي لكأس العالم في كرة القدم في روسيا.وطالب المدرب آليو سيسيه من لاعبيه رفع وتيرة أدائهم، لاسيما بعد المباراة في الجولة الثانية ضد اليابان الأحد، والتي انتهت بالتعادل 2-2.
ولخص سيسيه، الذي قاد السنغال لاعباً إلى الدور ربع النهائي في مشاركتها الوحيدة في النهائيات عام 2002 الوضع، قائلا «بصراحة، لم نكن جيدين».وأدرك المهاجم الاحتياطي الياباني المخضرم كيسوكي هوندا التعادل لمنتخب بلاده قبل 12 دقيقة من النهاية، مستفيداً من اخفاق الحارس السنغالي كاديم نداي في السيطرة على كرة عرضية، كان الفوز الضائع كفيلا بوضع السنغال في الدور ثمن النهائي، الا ان تأهلها الآن بات مرتبطا بنتيجة مباراتها مع كولومبيا التي أحيت آمالها بالتأهل بعد فوزها 3- صفر على بولندا ونجمها روبرت ليفاندوفسكي وإخراجهما من المنافسة.وتتساوى اليابان والسنغال نقاطا في ترتيب المجموعة (4)، مقابل 3 لكولومبيا، ما يعني أن التعادل يكفي السنغال للعبور إلى الدور ثمن النهائي في مشاركتها الثانية فقط في تاريخها (بلغت ربع النهائي في 2002).ورغم تسجيل مانيه هدف التقدم في المباراة مع اليابان، فإن المنتخب السنغالي لم يكن مقنعاً. ولم يتفاءل سيسيه بأداء مهاجمه الذي سجل 10 أهداف لناديه ليفربول الإنكليزي في دوري أبطال أوروبا في الموسم المنصرم، ويسعى إلى إيجاد طريقة لإعادة تفعيله. وقال «لاعب مثل مانيه يعوّل عليه كثيراً، وهو أحد اللاعبين الذين سلطت الأضواء عليهم».كولومبيا في وضعية جيدةخلافاً للسنغال، تبدو كولومبيا في وضع أفضل عشية لقاء المنتخبين في سامارا.باتت كولومبيا أول منتخب أميركي جنوبي يخسر أمام منتخب آسيوي في نهائيات كأس العالم، بسقوطها امام اليابان 1-2 في الجولة الأولى، لكن الهزيمة أتت مع أسباب مخففة: خاضت أغلبية المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد كارلوس سانشيز في الدقيقة الثالثة اثر قطعه الكرة بيده لمنع تسجيل هدف محقق، وتسببه في ركلة جزاء تقدمت من خلالها اليابان.كذلك لم يتمكن المدرب الأرجنتيني للمنتخب خوسيه بيكرمان من الاعتماد على خاميس رودريغيز سوى كبديل بسبب عدم تعافيه الكامل من الإصابة. لكن كولومبيا ظهرت بشكل مختلف أمام بولندا، وفازت 3 - صفر في مباراة برز فيها خاميس بعد مشاركته كأساسي، وصنع تمريرتين حاسمتين، كما سجل فيها نجم الهجوم راداميل فالكاو أول اهدافه في مشاركته الأولى في المونديال، وكان الهدفان الآخران من ييري مينا وخوان كوادرودو.
تبديلات في تشكيلة بيكرمان
وألمح بيكيرمان إلى احتمال اجراء تبديلات في تشكيلته لمباراة اليوم، معتبرا أن خياره يعتمد على «الإطار الذي نجد أنفسنا فيه» قبل المباراة.في فولغوغراد، سيكون مدرب اليابان أكيرا نيشينو تصالح مع نفسه، في حال انتزع منتخب بلاده نقطة التعادل أمام المنتخب البولندي.قبل شهرين فقط، لم يكن المدرب نيشينو ربانا للساموراي الأزرق، كذلك لم يكن المهاجم هوندا في الحسابات اليابانية للنهائيات الروسية.أما الآن بفضل هدف التعادل الذي سجله هوندا امام السنغال، باتت اليابان على مشارف التأهل، وتكفيها نقطة التعادل امام بولندا في فولغوغراد. حتى الخسارة قد تحملها الى ثمن النهائي في حال فوز السنغال على كولومبيا.مصير اليابان بين يديها خلافا لما كان الامر عليه في التصفيات الآسيوية.قبل شهرين من النهائيات، أقدم الاتحاد الياباني على مخاطرة كبرى بالاستغناء عن المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش وتعيين نيشينو بديلا.لم يكن هوندا، المهاجم السابق لميلان الايطالي وسسكا موسكو الروسي ليشارك في نهائيات المونديال، لو استمر المدرب البوسني الفرنسي في منصبه. الا ان صاحب الشعر المصبوغ باللون الاشقر والتسريحات المميزة، استعاد الروح في إشراف نيشينو. بات لاعب فريق باتشوكا المكسيكي، أول ياباني يسجل في ثلاث نهائيات لكأس العالم، بعدما نجح في ذلك اثر دخوله احتياطياً في المباراة الاخيرة في يكاتيرينبورغ وتحقيقه التعادل أمام السنغال.وكان الامر مختلفا ًللغاية في أغسطس الماضي، عندما شهد هوندا من مقعد اللاعبين الاحتياطيين تأهل اليابان للنهايات بفوزها على استراليا.أمام بولندا، تحتاج اليابان إلى الفوز للتأهل بصرف النظر عن مباراة السنغال وكولومبيا، وستكون قادرة على العبور الى ثمن النهائي حتى في حال خسارتها، بشرط فوز السنغال على كولومبيا.على الضفة البولندية، حث ليفاندوفسكي رفاقه على تقديم أداء جيد في مباراتهم الأخيرة أمام اليابان، لحفظ كبريائهم بعد مسيرة فاشلة في النهائيات وخروج مبكر.وحضر المنتخب البولندي إلى روسيا آملا في التأهل للادوار الإقصائية للمرة الاولى منذ نهائيات 1986 بالمكسيك، الا انه خرج بعد السقوط أمام كولومبيا الذي تلا خسارة أولى امام السنغال 1-2.وقال مهاجم بايرن ميونيخ الألماني خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء في سوتشي «لدينا مباراة لحفظ ماء الوجه، ونريد أن نثبت أننا نفس الفريق الذي تألق في التصفيات».قبل سفره الى اليابان، أدلى هوندا بتصريحات لا تقل جرأة عن تسريحاته: وعد اليابانيين بالعودة الى البلاد مع الكأس الذهبية للمونديال. فوز «الساموراي الأزرق» أو تعادله اليوم مع بولندا، يبقي على جعل هذا الحلم واقعا لابن الـ32 عاماً الذي يشارك على الأرجح في آخر مونديال له.