روحاني يواجه الشارع بتعديل حكومي و«موازنة طوارئ»

● خامنئي يفتي بالتصدي لـ «مكدري الاقتصاد» و«الحرس الثوري» يدعو إلى مساعدة الحكومة
● الرئيس الإيراني يتشدد: سنركِّع أميركا... ولن نساوم على «إسلامية» نظامنا

نشر في 28-06-2018
آخر تحديث 28-06-2018 | 00:05
خامنئي مستقبلاً رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني في طهران أمس (ارنا)
خامنئي مستقبلاً رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني في طهران أمس (ارنا)
كشف الرئيس الإيراني حسن روحاني عن نيته إجراء تعديل وزاري وإعداد «موازنة طوارئ»، على وقع تصاعد الاحتجاجات الشعبية، جراء انهيار سعر العملة المحلية، مع قرب إعادة تطبيق العقوبات الأميركية الاقتصادية. في حين دعا المرشد الأعلى علي خامنئي السلطة القضائية إلى مواجهة «مكدري الأمن الاقتصادي».
اتخذ الرئيس الإيراني حسن روحاني قرارا، أمس، بإجراء تعديل وزاري تحت ضغط غليان شعبي متصاعد واحتجاجات وإضرابات، جراء تردي الأوضاع المعيشية، وتراجع سعر صرف الريال أمام الدولار، مع قرب إعادة تطبيق العقوبات الأميركية الاقتصادية.

وأعلن مدير مكتب رئاسة الجمهورية، محمود واعظي، أن تعديلا وزاريا وشيكا سيطرأ على التشكيلة الحكومية، في إطار إيجاد الحيوية بالأداء الحكومي.

ورفض مدير المكتب الرئاسي في تصريح عقب اجتماع مجلس الوزراء، أمس، الكشف عن الحقائب الوزارية التي سيشملها قرار التعديل، مؤكدا أن روحاني سيتخذ القرار بنفسه.

وأوضح أن الرئيس سيوجه كلمة متلفزة للشعب الإيراني الأسبوع المقبل، بعد عودته من زيارته المقررة إلى النمسا وسويسرا.

ويأتي هذا بعد أن وقع 187 نائبا في البرلمان على رسالة رسمية موجهة لروحاني طالبوه فيها بإيجاد تغيير في بنية الحكومة.

تهديد ووعيد

وجاء إعلان روحاني نيته إجراء التعديل الوزاري، في وقت هدد المرشد الإيراني علي خامنئي بالتصدي لـ«المكدرين للأمن الاقتصادي».

وقال خامنئي على موقعه الإلكتروني، أمس، «على القضاء التصدي لمن يكدرون الأمن الاقتصادي». وذكر الموقع أن خامنئي قال خلال لقاء مع مسؤولين بالسلطة القضائية: «يجب تأمين المناخ من أجل عمل وحياة ومعيشة المواطنين».

وشن المرشد هجوما عنيفا على الدول الغربية، واتهمها بانتهاك حقوق الإنسان والتشدق بالدفاع عنها.

في موازاة ذلك، طالب قائد بالحرس الإيرانيين بـ«مساعدة الحكومة في تجاوز المشاكل الاقتصادية»، دون أن يحدد كيفية تجاوز المشاكل، وكيف يساعد الإيرانيون في حلها.

ودعا كبير مستشاري المرشد الأعلى للشؤون العسكرية، اللواء يحيى صفوي، الشعب الإيراني إلى إحباط «خطط العدو للحرب الاقتصادية والعمليات النفسية».

وغداة مطالبة واشنطن دول العالم بمقاطعة شراء النفط الإيراني بحلول نوفمبر المقبل، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت، إن بلاده اتخذت التدابير اللازمة لمواجهة إجراءات الحظر النفطي الأميركي، التي تأتي ضمن حزمة العقوبات الخانقة التي تسعى واشنطن إلى فرضها بعد انسحاب من الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيراني النووي.

وأضاف أن الصادرات النفطية إما أن تمضي على وضعها الحالي، أو تواجه انخفاضا بسبب الحظر، داعيا إلى الاستعداد للانخفاض المحتمل.

وتابع: «ما يحدث هو بوادر حرب اقتصادية، حيث نشهد تذبذبات غير طبيعية قبل تطبيق الحظر»، مشيرا إلى زيادة صادرات النفط الإيرانية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بنسبة 21 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وكشف نوبخت، الذي يشغل منصب رئيس منظمة الموازنة والتخطيط الإيرانية، عن إعداد موازنة مالية طارئة، إلى جانب الموازنة العامة سيتم طرحها للنقاش في مجلس الشورى.

في موازاة ذلك، قال مسؤول إيراني بقطاع النفط إنه من المستحيل إخراج نفط بلاده من السوق العالمية بحلول نوفمبر مثلما تطالب واشنطن.

وأضاف المسؤول: «إيران تصدر إجمالا كمية قدرها 2.8 مليون برميل يوميا من الخام والمكثفات، والتخلص منها بسهولة وفي غضون أشهر قليلة مستحيل».

وتعهدت الدول الأخرى، ومعظمها أوروبية موقعة على الاتفاق النووي، بمحاولة الإبقاء عليه، ما سيعني استمرار التجارة مع إيران.

يُشار إلى أن الصادرات النفطية تعد الدخل الأهم للجمهورية الإسلامية، وحظر بيع نفطها عالمياً سوف يكون له عواقب خطيرة عليها.

ولاحقاً، دعا روحاني خلال ملتقى عقد بطهران الإيرانيين إلى الوقوف معاً في وجه الضغوط لـ"تركيع أميركا" متبنياً الخطاب المتشدد للحرس الثوري.

وقال في كلمة: "سنواجه مشكلات وسنواجه ضغوطاً لكن يجب أن نظهر للعالم أننا نتحمل الصعوبات والمشاكل، لكننا لا نساوم على الاستقلال والحرية وإسلامية النظام"، مضيفاً "لن نستسلم أمام أميركا وسنحتفظ بعزتنا وكرامتنا على مدى التاريخ".

خطوات أميركية

في هذه الأثناء، أوضح وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ما هو المطلوب من إيران، معتبرا أن المطالب التي توجهها بلاده لطهران لا تختلف عن أي مطالب يمكن أن توجه لأي دولة في العالم.

وقال بومبيو في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية: «يتمثل الهدف النهائي بإقناع إيران بأن تكون دولة طبيعية. من الغريب أن الجميع تحدث عن الأمور الـ 12 التي طلبتها منها، لكنها لا تختلف عما أطلبه من بلجيكا».

وتابع: «لتكن إيران بلدا عاديا. لا تمارسوا الإرهاب، ولا تطلقوا الصواريخ نحو المطارات الدولية، ولا تكونوا أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، وامتثلوا للمتطلبات النووية. ما من أمر صعب من بين هذه الأمور أو موجه لإيران وحدها».

وحول الخطوات الجديدة المتوقع أن تتخذها الولايات المتحدة الأميركية ضد إيران، وبالأخص فيما يتعلق بالحرس الثوري، والمطالبات بتصنيف الأخير على قائمة الإرهاب، قال بومبيو: «ثمة مجموعة من الخطوات التالية. لا أريد أن أستبق عملية صنع القرار الخاصة بالرئيس. تتم مناقشة الكثير من الأمور، الأمور التي ستكون فعالة جدا في اعتقادنا لتحقيق الهدف النهائي» لإرغام طهران على تغييير سلوكها.

بومبيو: ندرس خطوات جديدة لإرغام طهران على تعديل سلوكها
back to top