في وقت اعتقد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن العقبات تقف عند حدود توزيع الحصص والحقائب والأحجام، وهي قابلة للحل عبر تكثيف الاتصالات، قالت مصادر متابعة إن «ثمة ما هو أبعد وأكثر تعقيداً، يتمثل في صراع برز فجأة الى الواجهة بين طرفي التسوية الرئاسية (تيار المستقبل والتيار الوطني الحر) على دور وصلاحيات الرئاستين الأولى والثالثة في عملية التأليف». وأضافت: «هذه المسألة ستكون محور نقاش معمق في الاجتماع الذي اتفق الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري على عقده اليوم، في بعبدا خلال اتصال أجراه الأخير برئيس الجمهورية أمس، على أمل إيجاد تسوية لها».
وخرج تيار «المستقبل» عن صمته أمس الأول، مسانداً إلى حد واضح وصريح «القوات اللبنانية» ومتبنياً مطالبها، ومذكراً بالأعراف المعتمدة منذ «اتفاق الطائف» لجهة أن مهمة تأليف الحكومة من المسؤوليات الدستورية المُناطة حصراً بالرئيس المكلف، بالتعاون والتنسيق الكاملين مع رئيس الجمهورية. في حين أن الرئيس ميشال عون كان أكد في بيان أنه «ليس في وارد التغاضي عما منحه إياه الدستور من صلاحيات وما درجت عليه الأعراف المعتمدة منذ اتفاق الطائف».في موازاة ذلك، أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أمس، أن «دفعة من نحو 400 نازح ستغادر عرسال غداً، مؤكداً «أننا أنجزنا ما طلب منا في موضوع التجنيس». وقال إبراهيم، إن «عملنا في ملف التجنيس فاعل وأعطى نتيجة، والمهمة المطلوبة منا أنجزت على أكمل وجه»، لافتاً إلى أنه «رفع المآخذ عن كل اسم موضع شك»، وختم: «لم تطلب منا دراسة سابقة للأسماء، بل دراسة لاحقة».
العاقورة - اليمونة
في سياق منفصل وفي غمرة النزاع العقاري بين بلدتي العاقورة (سكانها من المسيحيين) واليمونة (سكانها شيعة) المحاذية لها، اعتدى مسلحون من اليمونة، بعد ظهر أمس الأول، على عناصر شرطة بلدية العاقورة، في حادثة اتهم رئيس بلدية العاقورة منصور وهبي رئيس بلدية اليمونة طلال شريف بالتحريض عليها، داعياً إلى إحالته، والمسلحين، إلى القضاء. وعقد وهبي مؤتمراً صحافياً، أمس، حضره عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب زياد الحواط وعضو كتلة «لبنان القوي» شامل روكز، اعتبر فيه أن «ما حصل (أمس الأول) في جرود بلدتنا العاقورة تعدِ ليس على الأرض فقط، بل على الأحكام والقوانين وكل نظام القيَم والأخلاق وحسن الجوار والعلاقات بين القرى والمناطق». وأعلن أن «ما يدعيه رئيس بلدية اليمونة عن ميليشيات عاقورية مسلحة في الجرود قد سقط مع هذا الاعتداء وتأكد للجميع أن ادعاءاتهم كلها باطلة ومن نسج خياله الميليشيوي الذي لا يعيش إلا على الدم والاعتداء، لأن الكل بات يعلم أين توجد العصابات المسلحة المحددة بالزي والسلاح وصرعة الدراجات النارية، والأرجح المسروقة من أصحابها». كما تلقى منصور اتصالي دعم وتأييد من رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.