«الزايد» أمتعت الجمهور بفن العرضة في «الموسيقى الدولي»
في ليلة جسدت عبق الماضي والموروث الشعبي الأصيل في متحف الكويت الوطني
تعد فرقة الزايد من أعرق فرق الفنون الشعبية، وهي تسير على خط المحافظة على الفنون الأصيلة.
في ليلة يُستذكر بها عبق الماضي، وضمن فعاليات مهرجان الموسيقى الدولي الـ21، قدمت فرقة الزايد للفنون الشعبية في متحف الكويت الوطني فن العرضة وفنون شعبية أخرى، وسط تفاعل من الجمهور الذي انسجم واستمتع.واستهلت الفرقة بفن العرضة، وهو فن تراث شعبي يدل على ارتباط أهل الكويت منذ القدم، وكان يستخدم في الماضي لشحذ الهمم وتشجيع الرجال على القتال وقت الحروب، وبعد الانتصار يكون وسيلة للتعبير عن الفرح. اشتق اسم هذا الفن من «العرض العسكري»، باعتباره جزءا من الإعداد للحرب، ووسيلة لبث الحماس في صفوف المقاتلين. وتابعت الفرقة وصلتها بفن المجالسي، وهو يعد فنا شعبيا بلا دفوف أو طبول، وهذا النوع من الفنون نجد الحكم، والقصص، والأمثال في القصيدة.
أقدم الفرق
وعلى هامش الحفل، قال قائد الفرقة عبدالرحمن صالح زايد، إن «الفرقة من أقدم الفرق التي تسير على خط المحافظة على الموروث الفني الشعبي الكويتي، وبرز حضور الفرقة في مناسبات كثيرة». ولفت إلى أن الفرقة ستبقى حاضرة تتوارثها وتتعرف عليها الأجيال، وأن الرواد والقدامى من الفرقة يقومون بتدريب الشباب الذي أقبل وأحب هذه الفنون، ومنها: السامري، والعرضة، والتي تعد حماسية، والمجالسي.تأسيس الفرقة
يُشار إلى أن فرقة الزايد أسست على يد صالح الزايد الحايلي، وكان ذلك في أواخر الخمسينيات وبداية ستينيات القرن الماضي، وهي فرقة عريقة، وكانت البداية في عيد الفطر وعيد الأضحى والمناسبات الوطنية، وكانت حفلاتها غالبا ما تقام خارج السور، وكانوا يحضرون معهم الطبول، وطبلا يسمى المثلاث، وبعض السيوف، وتبدأ العرضة بعد صلاة العصر. لم تكن الفرقة بالمعنى المعروف، بل كان مجموعة من الشباب ينظمون أنفسهم ويقومون بالعرضة لإحياء التراث، وهي الأهم عندهم.الانضمام إلى «الشؤون»
بعد ذلك، بدأ مؤسس الفرقة التفكير في الانضمام إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، ولم يتم تحديد تاريخ الانضمام. أما بالنسبة لجمعية الفنانين الكويتية، فقد جاءت الموافقة على انضمامهم إليها في 28 فبراير 1966. وشاركت الفرقة في جميع احتفالات الكويت والمناسبات، وبدأ التسجيل في الإذاعة، وكانت أول فرقة في الكويت تسجل بالإذاعة ثم التلفزيون، وكان ذلك بالأبيض والأسود.