قمة ترامب وبوتين قد تقلب المعادلات

نشر في 28-06-2018
آخر تحديث 28-06-2018 | 00:09
بوتين مستقبلاً بولتون في الكرملين أمس (رويترز)
بوتين مستقبلاً بولتون في الكرملين أمس (رويترز)
بعد قمة سنغافورة المثيرة للجدل، مثلها مثل أي شيء آخر يفعله الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تتجه الأنظار إلى قمة جديدة، سيكون نجمها هذه المرة الرئيس الجمهوري ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ويستضيفها «بلد ثالث».

وبعد لقاء جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، في موسكو، أُعلن عن اتفاق على موعد ومكان القمة دون الكشف عنهما.

وكان إيفاد ترامب لبولتون، المعروف بأنه أحد صقور البيت الأبيض، دليلاً على أن الرئيس الأميركي حسم أمره، وقرر لقاء بوتين رغم الانتقادات.

اقرأ أيضا

والتقط الإعلام الروسي هذه المفارقة ليعنون بأن «الصقر الأميركي بولتون تحول إلى حمامة في موسكو».

يأتي هذا الانفتاح الأميركي على موسكو، بينما تخوض إدارة ترامب حرباً تجارية مع حلفائها الأوروبيين، الذين يرزحون تحت ضغط أزمات داخلية، باتت تهدد وجود الكيان الأوروبي المتحد.

وتزامنت زيارة بولتون مع زيارة وزير الدفاع جيمس ماتيس لبكين، الأمر الذي يعزز الانتقادات لترامب بأنه يفضل موسكو وبكين على حلفاء أميركا التقليديين على الضفة الأخرى من الأطلسي.

وفي تصريح ذي مغزى، أرجع بوتين تدهور العلاقات الروسية - الأميركية إلى «النزاع السياسي الحزبي الداخلي الحاد في الولايات المتحدة»، مؤكداً أن «روسيا لم تكن تريد أبداً المواجهة»، وعبر عن أمله في أن تشكل المحادثات «خطوة أولى نحو إعادة العلاقات الكاملة».

وكان بوتين يشير إلى أمر حساس، وهو التحقيق بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية ودعم ترامب للفوز بها، وهو الأمر الذي يؤكده الديمقراطيون، ويرى الجمهوريون أنه مجرد اتهام سياسي فارغ.

في سياق متصل، وبعد يوم من إعلان قاعدة حميميم، التي تقود العمليات الروسية في سورية، أن اتفاق خفض التصعيد في جنوب سورية، الموقع من موسكو وواشنطن وعمان، انتهى، نفت وزارة الدفاع الروسية هذا الأمر، مؤكدة أنها تتمسك به.

في المقابل، اتهمت نائبة السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة روسيا بانتهاك اتفاق خفض التصعيد، ومساعدة قوات الرئيس بشار الأسد في هجومه. وترددت تقارير بأن واشنطن أعطت موسكو ضوءاً أخضر لحسم الهجوم.

إلى جانب سورية، هناك أزمة أوكرانيا، التي بات الاهتمام الأوروبي بها يتصاعد وسط مؤشرات بأن إدارة ترامب مستعدة لتسوية هذا الأمر مع موسكو، حتى لو تطلب ذلك إجبار كييف على تقديم تنازلات مؤلمة.

وإذا كانت نتائج قمة ترامب مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون لم تر النور بعد، وربما تنحصر تداعياتها في شبه الجزيرة الكورية، وقد تساهم أيضاً في زيارة الضغوط على إيران، إلا أن قمة ترامب وبوتين قد تقلب معادلات كبيرة، بدءاً من الشرق الأوسط وصولاً إلى أوروبا، التي باتت تسيطر الحركات الشعبوية أو اليمينية المتشددة «الصديقة لبوتين» على عدة حكومات فيها.

back to top