أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تقتات على خلافات الفنانين، واجتزاء التصريحات، واستخدامها في غير سياقها، لبثِّ الفتنة والفُرقة بين المشتغلين في الوسط الفني.

وما حدث أخيرا يؤكد أن هناك أيادي خفية تسعى إلى شحن النفوس، إذ ظهر بشكل مفاجئ جزء من مقابلة للفنان والمخرج محمد الحداد مع المذيع علي نجم، وكان الحداد ينتقد في حديثه بعض الدخلاء على الوسط الفني، لافتا إلى أن هناك شخصا كان يعمل بائع «رقي» قبل أن يدخل الوسط. وأشار محمد إلى أنه يحمل شهادة في الإخراج.

Ad

في المقابل، أبدى نجم استغرابه من الشخص الذي كان يعمل بائع «رقي»، وطالب الجميع بالبحث عنه. إلى هنا انتهى الفيديو، الذي لم تتجاوز مدته 25 ثانية، لكن توابعه بدأت في الظهور تدريجيا.

وما إن انتشر هذا الجزء عبر مواقع التواصل، حتى خرج الفنان خالد البريكي على صفحته بـ»تويتر»، قائلا: «أنا الفنان خالد البريكي، وأقولها برأس مرفوع: أيام الصبا كنت أبيع رقي وتمر وخضراوات، وكنت معلم بسطة، وأدخل السوق، وأكاسر الكبار، وذلك في أواخر الثمانينيات، وكنت بالأعياد أعطي عيادي، ما اخذ، لأن جيبي ممتلئ، وتعلمت المسؤولية من صغري، وحصلت على الشهادة على كبر، السؤال؛ أين العيب؟! ما أصبت يا محمد الحداد».

ويبدو أن البعض اعتقد أن ثمة خلافا خفيا بين البريكي والحداد، وغاب عنهم أن الفيديو الذي تحدث فيه الحداد عن بائع الرقي يعود للقاء أجراه معه نجم قبل عامين تقريبا، عبر أثير إذاعة المارينا إف.إم، وهذا ما أكده نجم، والذي أعرب عن أسفه لردة فعله حينها، مشددا على أنه لو عاد به الزمن إلى الخلف ما كانت لتصبح هذه ردة فعله.

وقال نجم: «اتصلت بالفنان البريكي، واعتذرت منه على سوء الفهم الذي حدث في مقابلة أجريتها قبل عامين، وأعتذر منه إذا كان تصرفي في المقابلة بعيدا عن المهنية والذوق، واليوم لو يُعاد نفس الموقف لكان لي تصرف أفضل».

من جانبه، أكد الفنان البريكي أنه لا خلاف بينه وبين الحداد، وأنه يعلم جيدا أن الحداد لا يقصده، وقال: «أكنُّ كل احترام للزميل الحداد، وزوجته الفنانة هنادي الكندري، وتعليقي على ما قاله محمد في الفيديو كان من باب النصيحة، ويبقى أن له حريته وفكره».

وأضاف: «حديثي وتعليقي على ما صرَّح به الحداد في الفيديو كان من أخ كبير إلى أخيه الصغير، وأنا مدرك تماما أنه ما كان يعنيني ولا يقصدني، إنما شريحة من الفنانين الموجودين في الوسط الفني، وأؤكد أن ما قاله محمد غير صحيح. ربما خانه التعبير».

وتابع خالد: «مهما كانت مهنة أي من المشتغلين في الوسط الفني، نكنُّ لهم كل التقدير والاحترام، وسبق أن صرَّحت عبر صفحتي بـ(تويتر)، وبرأس مرفوع، أنني في بدايتي كنت أبيع الرقي. كان لدينا العزيمة أن نعمل ونجتهد، ولا ننتظر المصروف من أهالينا، واليوم أشجع الشباب الكويتي على العمل، وأنا كفنان اليوم يجب أن أمثل المجتمع، لاسيما أن الفنان مرآة لهذا المجتمع»، مؤكدا أن «الشهرة سهلة، لكن الحفاظ على محبة الناس أمر آخر».

على الجانب الآخر، أبدى العديد من الفنانين تضامنهم مع البريكي، لاسيما الفنان حسن البلام، الذي قال: «إذا كان الشغل عيبا، وبيع الرقي عيبا، فأنا أتشرف بأني أبيع رقي لأجل لقمة عيش شريفة، فأنا معك يا البريكي، وأتشرف بعشرتك وأخوتك، وطيب فعلك وأصلك. أنا والدي يصيد ويبيع سمك، وشرف لي ولك أن نكون بهذه المنزلة».

وذكر البلام أن الحداد هاتفه، وأكد له أنه لم يقصد شخصا غير محسوب على الوسط الفني.

وقد حرص نجم على استضافة الفنان البريكي في برنامجه (ريفرش)، عبر أثير إذاعة المارينا أف.إم، أمس الأول، ليفسح له المجال للحديث عن الأمر بصورة أكبر، وليضع حدا لأي تأويل أو محاولات لتضخيم ما حدث.