راحة البال
قالوا البدو في أمثالهم: «يشتري راحة باله بنصف ماله».من منا لا يريد العيش في سعادة وهناء وراحة بال، بعيدا عن المنغصات والمشاكل والهموم والإزعاج وزحمة السيارات وعدم التقدير والاحترام؟«يشتري راحة باله بنصف ماله» هذا المثل جعلته شعاراً لي في حياتي، فعند حدوث مشكلة عائلية يستعصي حلها بسبب «يبوسة راس» الطرف الآخر وعناده الشديد فإني أشد الرحال إلى البلد الجميل «تركيا»، وهذا العام سافرت يوم الأحد 6/ 5/ 2018 لشهر وعشرة أيام.
ومن حسن الحظ أنها كانت في شهر رمضان الذي كان نهاره طويلا، لكن الجو كان باردا وممطرا أحيانا، كما أن تذاكر السفر والفنادق رخيصة جدا، فكان للصيام متعة كبيرة لما في ذلك من مزيا الجو الهادئ في منطقة «سيكرجي»، فضلا عن أن صاحب الفندق كان رجلا كريما يقيم كل يوم فطور جماعي في الفندق لأصحابه ونزلاء الفندق. وكنا نصلي الفروض الخمسة في المسجد الذي يبعد عن الفندق دقيقة واحدة فقط وكذلك التراويح معهم، وكنت أقضي نهاري في قراءة القرآن الذي ختمته كاملا، وزرت أماكن جميلة كحديقة «كولخانة» الرائعة وهي الحديقة الخارجية لقصر طوب قابي في عهد الدولة العثمانية، وتحتوي الحديقة على بستان وحدائق للورود، مساحتها تبلغ 163 ألف متر مربع. يوم العيد تبادلنا التهاني والتبريكات باللغة التركية: «بيرام مبارك أولسن»، يعني «عيد مبارك سعيد»، وزرت أماكن سياحية كثيرة كبورصة وجزيرة الأميرات والسلطان أحمد ورحلة إلى البسفور بواسطة اليخت، ومدينة تقسيم، وعثمان بيك، ومنطقة الفاتح وغيرها الكثير. وصبيحة العودة إلى الكويت تساءلت في نفسي: ما الذي ينقص الكويت حتى لا تستغل جزرها في السياحة، فكثير من الناس من يعشقون الأجواء البحرية، ونحن لدينا الإمكانات؟ ولماذ دبي فيها سياحة وأجواؤها تشابه أجواءنا؟ السؤال رهن المسؤولين في المشروعات السياحية والمسؤولين المختصي؟ * آخر المقال: صدق الإمام الشافعي حين قال:تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلَاوَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِتَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍوَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَةُ مَاجِد