فحم الشيشة ليس للأكل
مما وصلني في الآونة الأخيرة من الأسئلة الغريبة أن بعض الأشخاص يأكلون الفحم النباتي المخصص لشوي الأكل أو المستعمل مع الأرجيلة (الشيشة) للترفيه، ظناً منهم أنه هو الفحم النباتي الموجود في الصيدليات! وهذا غير صحيح مطلقا. إن الفحم النباتي النشط هو عبارة عن فحم الخشب، لا سيما خشب جوز الهند، وهو فحم معالج بالحرارة والأكسجين للتجفيف وزيادة تخلل الهواء بين مساماته لتسهيل الاستفادة منه، في حين فحم المشاوي خشب محروق مضاف إليه مواد كيميائية لتزيد قساوته وتسرع اشتعاله، وهي من المواد الخطيرة، إذ لا يعرف العامة نوعية وجودة الفحم المستعمل للشواء المباشر وخطورته في الأكل على الصحة. ومعروف من الطب القديم أن الفحم النباتي النشيط (Activated) ضروريٌ في كل بيت، وصحي في الاستعمالات الأولية ضد التسمم من معظم المواد الكيميائية، أو الجرعات الزائدة من الأدوية، فهو يمنع إعادة امتصاص المادة ويمنع فعل التسمم، وقد كان يُستعمل مطحونا مع شرب كمية كبيرة من الماء ليتم تحميل المواد السامة على ذرات الفحم وتخريجه عن طريق البراز، كأن يجبر الجهاز الهضمي على عملية إسهال شديد حتى يتمكن الجسم من طرد السم، غير أنه لا ينفع في حالة التسمم من شرب الأسيتون أو الإيثانول أو الفورمالداهايد أو السانيد أو الليثيوم.
كما أن الفحم النباتي المُفعّل له فوائد كثيرة أخرى في الطب الطبيعي الحديث، وهو موجود في كل أجنحة الطوارئ بالعالم، كما أنه يعالج انتفاخ البطن وسوء الهضم وانحباس الغازات الناتج عن ذلك، وطارد لها بجرعة 500 ملغرام قبل الأكل بربع ساعة، وكثيرة هي الأبحاث التي أثبتت أنه يعمل على خفض الكوليسترول الضار بالدم، ويحسن جريان العصارة الصفراوية، فيمنع تكون حصى المرارة. وبالرغم من سلامة استعمال Activated charcoal فإن له اضطرابات عكسية على من يشتكي من الجفاف المعوي أو التقرحات أو بطء في حركة الأمعاء أو نزيف في المعدة والاثني عشر، كما يجب شرب الماء الكافي مع الحبة أو الكبسولة في حالة الغازات أو الإمساك، وإذا استعمل كمضاد للتسمم فلابد من شرب 12-15 كوباً من الماء حتى يأتي مفعوله بطرد السموم وتنقية الدم والجسم من ذلك.هذا بالإضافة إلى استعمالاته الطبية والجمالية الأخرى في تبييض الأسنان وتصفية البشرة من البثور والجراثيم، فيعالج حب الشباب والتصبغات، كما يعالج رائحة الفم الكريهة واحتقان اللثة المزمن، بطريقة الحمل والطرد الحاصلة على جزيئاته النشيطة، وطرد الجراثيم المتراكمة في جيوب الأسنان وعلى اللثة الملتهبة، ولا ينصح باستعماله لمن عنده أسنان مركبة أو مبيضة بمواد أخرى!* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية