الأسد يسيطر على الحراك... وتركيا تستورد من سورية
• بوتين يسحب طائرات وجنوداً ومباحثات أردنية ـ روسية بعد أيام
• «هيئة التفاوض» تنتقد واشنطن
في ظل استمرار التصعيد لليوم العاشر على التوالي في المنطقة الجنوبية، ارتكبت قوات الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاؤها مجازر مروعة خلال الساعات الماضية في درعا، في حين أعلنت روسيا سحب 1140 عسكرياً و27 طائرة من سورية في الأيام القليلة الماضية.
في حصيلة هي "الأكثر دموية" منذ بدء التصعيد على محافظة درعا في التاسع عشر من الشهر الحالي، قتل 22 مدنياً على الأقل أمس، جراء غارات سورية وروسية استهدفت بلدات عدة تحت سيطرة الفصائل المعارضة غداة قصف مماثل أسفر عن سقوط 24 مدنياً وخروج 3 مستشفيات عن الخدمة في المنطقة ذاتها.وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن باستهداف الطائرات السورية والروسية مدينة درعا وريفيها الشرقي والغربي طوال ليل الثلاثاء وخلال نهار الأربعاء وصباح أمس الخميس بالبراميل المتفجرة والصواريخ، مشيراً إلى استهداف بلدة المسيفرة شرق مدينة درعا بأكثر من 35 غارة إحداها طالت قبواً فقتلت 22 بينهم 5 أطفال.ووثق المرصد، أمس الأول، مقتل 17 مدنياً بينهم ستة أطفال، عشرة منهم جراء غارات روسية وسورية على ريف درعا الشرقي، بينما قتل سبعة آخرون جراء غارات روسية على بلدة الطيبة الواقعة جنوب شرق مدينة درعا قرب الحدود الأردنية. كما قتل 12 مقاتلاً من قوات النظام جراء انفجار سيارة مفخخة خلال سيطرتهم على بلدة ناحتة في ريف درعا الشرقي، بحسب المرصد.
150 غارة
ووفق قائد عسكري في الجبهة الجنوبية في محافظة درعا، فإن المقاتلات السورية والروسية شنت خلال الأربع وعشرين ساعة الماضبة نحو 150 غارة على مدينتي بصرى الشام والحراك، موضحاً أنها "لم تكتف بقصف محاور الجبهات في ريف درعا الشرقي بل شنت أكثر من 40 غارة على مدينتي جاسم ونوى وبلدتي نمر ومعربة والكرك وابطع في ريف درعا الغربي، واستهدفت تل محص غرب مدينة جاسم ومنطقة الجيدور شمال مدينة درعا".وفي جنوب مدينة درعا، تدور اشتباكات عنيفة قرب قاعدة جوية، تسعى قوات النظام للسيطرة عليها، ما يخولها فصل مناطق سيطرة المعارضة في ريف درعا الغربي عن تلك الموجودة في ريفها الشرقي.وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لميليشيا "حزب الله" اللبناني، إن الجيش السوري سيطر على مدينة الحراك في الجنوب الغربي.وفي الريف الشرقي، تتواصل اشتباكات عنيفة بعدما تمكنت قوات النظام خلال الأيام الماضية من فصل مناطق سيطرة الفصائل الى قسمين شمالي صغير، نزح غالبية سكانه، وجنوبي، قبل أن توسّع نطاق عملياتها الثلاثاء لتشمل مدينة درعا.وفي حين أعربت فرنسا عن قلقها البالغ من هجوم قوات النظام وداعميها وخطره على زعزعة الاستقرار وحثت روسيا على تنفيذ التزاماتها، نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية أن وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي يزور موسكو في 4 يوليو لإجراء محادثات حول منطقة خفض التصعيد بجنوب سورية.وفي نيويورك وجه العديد من الدول الغربية وبينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، دعوة إلى روسيا لاحترام "تعهداتها" في جنوب سورية من خلال وقف الهجوم المستمر منذ 19 يونيو ويهدّد، بحسب الأمم المتحدة، استئناف العملية السياسية.ومع تفاقم التصعيد العسكري على درعا، أبدت المنظمات الإنسانية قلقها على "سلامة عشرات الآلاف من المدنيين العالقين على خط القتال أو الفارين من العنف".وتحدث رئيس مجموعة الأمم المتحدة للعمل الإنساني يان إيغلاند أمس عن فرار نحو 50 ألفاً منهم على الأقل منذ بدء الهجوم. ويتوجه معظمهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن الذي أعلن عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة، مؤكداً أن حدوده "ستظل مغلقة".استهداف الأطفال
وفي أول رد للمعارضة السياسية على التصعيد بدرعا، اتهم رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري أمس، "الطيران الروسي بمحاربة الأطفال والنساء واستهداف ملاجئ المدنيين والمستشفيات في درعا"، مستنكراً صمت الجامعة العربية والصمت الأميركي على انتهاك اتفاق خفض التصعيد بجنوب سورية وعدم التحرك الدولي لوقف المجازر في درعا وجرائم الحرب في سورية.ووصف الحريري، خلال مؤتمر صحافي في الرياض، اتفاق الجنوب السوري بـ"صفقة خبيثة تسببت بترك أكثر من 100 ألف مدني لبيوتهم في درعا"، مؤكداً أن "الهجمة الوحشية للنظام السوري والميليشيات الموالية له بدأت بالمدفعية والراجمات وتتواصل تحت غطاء جوي روسي لإحداث شرخ بين المدنيين والفصائل".وأشار الحريري، الذي اعتبر أنه "لولا الروس وميليشيات إيران لما استطاع النظام الهجوم على درعا"، إلى وجود "أسرى من ميليشيات "حزب الله" لدى الفصائل المقاتلة في الجنوب"، لافتاً إلى "أننا نتواصل مع الدول الضامنة لاتفاقية خفض التصعيد خصوصاً الأردن".وعلى جبهة أخرى، أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية تحرير كامل بادية دير الزور من تنظيم "داعش"، مبينة أنها سيطرت على مساحة خمسة آلاف و800 كيلومتر مربع بعد سلسلة من العمليات العسكرية استهدفت أماكن المسلحين على مختلف المحاور والجبهات حتى الحدود الإدارية لمحافظة حمص.وشددت القيادة على أن "تطهير هذه المساحة الواسعة من البادية والوصول إلى الحدود مع العراق وسحق المسلحين في ذلك القاطع، يؤكد الكفاءة العالية وإصرار الجيش على ملاحقة فلول التنظيمات الإرهابية إلى أن يعم الأمن والسلام والاستقرار في ربوع الوطن".القوات الروسية
أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين أمس عن سحب 13 طائرة و14 مروحية و1140 شخصاً من سورياً في الأيام الأخيرة الماضية.وقال بوتين، في حفل أقيم لخريجي الكلية العسكرية في الكرملين، "كما تعلمون بدأنا سحب قواتنا خلال زيارتي لقاعدة حميميم. والانسحاب مستمر الآن"، مضيفاً أن "كل العائدين اجتازوا التجربة واختبروا من خلال القتال، وستستفيدون أنتم وزملاؤكم الاستفادة الكاملة من هذه التجربة في التدريب القتالي للأفراد، هنا على الأراضي الروسية من أجل العمل على أكثر المهام غير التقليدية والمعقدة".تركيا تستورد
وفي تطور تزامن مع إعلان رئاسة الأركان التركية تسييرها دورية سادسة بالتنسيق مع الولايات المتحدة على أطراف نهر ساجور الفاصل بين منطقة جرابلس وخط الجبهة لمنطقة منبج، أعلن وزير الاقتصاد نهاد زنبكجي، في تصريحات أوردتها صحيفة "حرييت" التركية، أن أنقرة قررت استيراد ما يعادل 400 طن من محصول البطاطا من داخل المناطق السورية للحد من ارتفاع الأسعار.وبيّن زنبكجي أنه سيتم استيراد البطاطا من المناطق التي يجري فيها الجيش عمليات عسكرية دعماً لفصائل المعارضة، موضحاً أن الكمية المستوردة ستمثل 1 في المئة من حاجة تركيا، أو ما يعادل 4 آلاف طن.(عواصم- وكالات)