تواجه شركة فورد مشكلة إذ تشتهر هذه الشركة التي يبلغ عمرها 110 سنوات بتباطؤ في الابتكار، ولا يؤثر ذلك سلباً على سعر سهمها فقط بل انه يمنعها من اجتذاب المواهب البارزة.

وبغية المساعدة على تحسين مركزها الابتكاري في القرن الحادي والعشرين، عمدت شركة فورد إلى شراء قطعة أرض تبلغ مساحتها 1.2 مليون قدم مربعة في أحد أحياء مدينة ديترويت ويدعى حي كوركتاون، وهو مقاطعة تاريخية عند حدود الجانب الغربي الصناعي للمدينة وكلفت شركة هندسية تدعى سنوهيتا للقيام بأعمال التصميم.

Ad

ويقول الرئيس التنفيذي لـ"فورد" بيل فورد، إنه يريد إقامة مركز تجاري متميز يهدف إلى إحياء الاقتصاد المحلي للحي، واجتذاب مواهب أفضل إلى الشركة.

وكان التوقيت مبشراً تماماً بالنجاح، إذ أبلغت كبرى شركات التقنية مثل أبر وغوغل الأميركيين أن السيارات ذاتية القيادة سوف تنقلهم في المستقبل القريب بمجرد لمسة زر. وما من أحد سوف يملك سيارته وسوف نتشاطر أسطولاً من المركبات المتعددة الأغراض. وقد ارتفعت مبيعات السيارات في الولايات المتحدة بصورة بارزة منذ سنة 2009، ولكن المعدلات اتجهت نحو الركود خلال السنوات الثلاث الماضية، بحسب مكتب التحليل الاقتصادي.

وكانت شركة فورد تستثمر بصورة ثابتة في السيارات ذاتية القيادة والكهربائية وقد أثبتت قدرتها على خفض التكلفة وزيادة العوائد وتحقيق المكاسب.

لكن على الرغم من ذلك، كانت أسعار أسهمها تميل نحو الانخفاض بشكل ثابت منذ عام 2013. وكان لدى المستثمرين أسئلة تتعلق بوضع شركة فورد في مستقبل النقل والمواصلات.

ويشكل مشروع كوركتاون مظهراً رمزياً وواقعياً لسعي شركة فورد إلى إعادة اكتشاف نفسها. وبالنسبة الى مدينة ديترويت يمثل المشروع استثماراً رئيسياً من مؤسسة كبرى في مدينة شهدت نصيبها من جهود التجديد.

والسؤال هو ما إذا كانت فورد تستطيع تحقيق توازن بين إعادة إحياء المدينة بما يكفي لاجتذاب عمال موهوبين – من دون جعلها غير محتملة لكل شخص آخر.

وكان آخر مشروع حضري كبير للتجديد قامت به فورد هو فورد فيلد وهو ستاد ليون لكرة القدم الذي افتتح في عام 2002. وأراد بيل فورد ووالده استعادة مشجعي الرياضة من الضواحي إلى المدينة. ولكن كما هو الحال مع الكثير من المجمعات الرياضية ليس واضحاً كم أسهم الاستاد الجديد فعلاً في النمو الاقتصادي للمدينة.

ولمشروع كوركتاون غايات أخرى. وعلى شكل جزء من المجمع الجديد تقوم فورد بإصلاح محطة ميشيغان المركزية ذات الأعمدة الرخامية وهي محطة قطارات للفنون الجميلة وبرج مكاتب بحاجة إلى ترميم خلال أكثر من ثلاثين سنة من هجرها.

وإضافة الى محطة القطارات اشترت فورد معملاً قديماً للنحاس ومستودعاً سابقاً لكتب المدارس العامة وقطعة أرض بمساحة أكرين. وتتحرك فورد بسرعة أيضاً. وعلى الرغم من أن المشروع ليس من المتوقع أن يكتمل حتى عام 2022 فقد بدأت الشركة بنقل العمال إلى المعمل المحدث.

وعندما تحدثت مع بيل فورد حول محطة ميشيغان المركزية في شهر مايو الماضي قال إن الخطة تقضي بتحويل محطة القطارات القديمة الى مساحة لاستخدام مختلط تحتوي على متاجر ومطاعم وساحات عامة ومكاتب لفورد ومجموعة مختارة من الشركات الناشئة.

وكانت فورد عملت في الماضي مع شركة ترويج الشركات الناشئة تكستارز واستثمرت في وحدتها المتنقلة. وتأمل الشركة في أن تفضي إقامة مساحة الهام لرواد الأعمال الشباب للتحاور مع موظفي فورد العاملين في البعض من أكثر مشاريع الشركة تقدماً إلى إغراء مهندسين وخريجي الأعمال للتوجه إلى المدن الساحلية التقليدية.

هل يفضي ضخ الأموال في كوركتاون إلى تهجير السكان القدماء؟ لقد حدث ذلك بالتأكيد في مدن أخرى عندما انتقلت شركات غنية إليها. ومنذ سنة 1998 تضاعف سعر المنازل المتوسطة بشكل تقريبي إلى ثلاثة أمثاله في أنحاء من وادي السليكون.

وفي غضون ذلك، تحسنت منطقة بي بصورة دراماتيكية بحيث لم يطرد السكان القدماء فقط بل حتى العمال الفنيين من ذوي الأجور العالية الذين لم يتحملوا العيش هناك.

ويقول روبرت سيلفرمان وهو بروفسور التخطيط الحضري والإقليمي في جامعة بافالو كانت هناك دائماً مخاوف من أن يفضي تدفق الأموال إلى خلق طبقة راقية بسرعة ولكن نظراً لأن محطة القطارات هجرت لأكثر من ثلاثين عاماً فهو يعتقد أن هناك احتمالاً أقل في خروج السكان المحليين بسرعة.

ويقول "كانت المنطقة تراوح بين إعادة الإحياء والإهمال وتوجد قطعاً أمكنة سوف تتطور ببطء حول المحطة القديمة ولذلك ربما تظل مساحة لأشياء مثل سكن محتمل وتطوير أعمال لوجود آباء وأمهات صغار وشركات فيها".

وترى شركة فورد في مشروع كوركتاون جهداً متجدداً لإعادة الثروة إلى الكل ويبدو أن سيلفرمان يعتقد باستمرار هذا الحال ويقول "عندما يتحسن أداء فورد سوف يتحسن وضع الناس في منطقة المتروبوليتان أيضاً. وينتشر هذا حقاً بشكل أوسع مما قد يظن الناس".

● روث ريدر