قد تتكبد الكازينوهات الأميركية في شتى أنحاء العالم الخسائر الناجمة عن الحرب التجارية الشاملة بين الولايات المتحدة والصين.

فمنذ سنة 2012 كان البر الصيني أكبر مصدر لاجتذاب الرحلات السياحية الدولية والانفاق على السفر، وأصبحت بكين بازدياد بارعة في تسخير السياح كشكل من أشكال الدبلوماسية الاقتصادية التي تكافىء الأصدقاء وتعاقب الأعداء.

Ad

وتدنو هذه الحرب مع اقتراب موعد انتهاء امتيازات الكازينوهات في ماكاو حيث تسيطر شركات أميركية على ثلاثة منها.

ويقول العضو المنتدب لشركة بحوث السوق الصينية شون رين «إذا أحبتك حكومة الصين سياسياً فسوف تشجع الصينيين على زيارتك».

ويستعرض كتابه الأخير بعنوان « الحرب لأجل محفظة الصين» كيف تنسق بكين الأدوات المالية والإعلامية والتجارية إضافة إلى إنفاق المستهلكين من أجل مكافأة الأصدقاء ومعاقبة الأعداء. ويشرح الكتاب نظرة الصين الدولية للشركاء من الفئتين الذين يتلقون حصة متناسبة من محفظتها المتنامية. وبخلاف تحالفات المعاهدات فإن هذه العلاقات سائلة وتتحول مع تغير السياسة والقيادة.

وتوفر الفلبين مثلاً بارزاً. فعندما أجبرت رئيسة الفلبين بنينو أكينو الصين على الذهاب إلى تحكيم دولي حول النزاع في بحر الصين الجنوبي، حظرت بكين المانغو الفلبينية وأعاقت السفر إلى ذلك البلد. وعندما خلف رودريغو دوتيرتي الرئيسة أكينو في شهر يونيو من عام 2016 وقال إنه سوف يسعى إلى تعاون مع الصين حول المطالب البحرية وإبعاد الفلبين عما يدعوه رين

«هيمنة أميركية» في المنطقة أصبحت الفلبين شريكاً مقرباً.

النتائج المذهلة

كانت النتائج مذهلة. وبلغ عدد زوار الفلبين ستة ملايين لأول مرة في سنة 2017 وارتفع بنسبة أحد عشر في المئة الى 6.6 ملايين، كما ارتفع عدد السياح الصينيين 43 في المئة إلى 968447 وتمت إزاحة الولايات المتحدة كثاني مصدر للسياح في الفلبين بعد كوريا االجنوبية. وفي الربع الأول من هذه السنة قفز إجمالي الزوار 15 في المئة وارتفع عدد الزوار الصينيين 55 في المئة.

وفي غضون ذلك، ارتفعت عوائد المقامرة في الفلبين 14 في المئة إلى مستوى قياسي بلغ 3.28 مليارات دولار في عام 2017 ويرتفع ثانية في هذه السنة.

من جهة أخرى، تراجع عدد سياح كوريا الجنوبية وعوائد المقامرة فيها نتيجة معارضة الصين لنشر نظام صواريخ ثاد الأميركية في 2017 في أعقاب الاختبار الصاروخي الذي أجرته كوريا الشمالية، كما هبط عدد السياح الصينيين إلى كوريا الجنوبية بنسبة 48 في المئة ومثل خسارة نحو 4 ملايين زائر وهبط بنسبة 10 في المئة أخرى في هذه السنة.

وعلى العكس، فقد أصبحت كمبوديا شريكاً مقرباً ودافعت عن موقف الصين البحري داخل مجموعة آسيان وشهدت ارتفاعاً في عدد السياح الصينيين بحوالي 50 في المئة في السنة الماضية الى 1.2 مليون شخص.

وازدادت عوائد المقامرة 85 في المئة إلى 926 مليار دولار في كازينو ناغاوورلد في العاصمة الكمبودية بنوم بنه الذي يسيطر عليه الملياردير الماليزي تشن ليب كيونغ. ولهذا الكازينو شركة طيران تعمل مع وكالة سفريات رسمية لجلب مجموعات سياحية من الصين.

وتمثل الصين خامس أكبر مصدر للسياح إلى الولايات المتحدة. وإلى جانب المصدرين تتعرض الشركات الاستهلاكية الأميركية في الصين وفي شتى أنحاء العالم إلى الخطر في أي حرب تجارية. والكازينوهات الأميركية في ماكاو ووجهات أخرى والتي تتمتع بشعبية لدى السياح الصينيين أصبحت معرضة بصورة خاصة لعواقب دبلوماسية محفظة بكين.

ويشكل البر الصيني حوالي ثلثي عدد زوار ماكاو و90 في المئة من عوائد أندية القمار.

ومن خلال فروع مدرجة في هونغ كونغ تملك لاس فيغاس ساندز و واين ريزورتز و ام جي ام ريزورتز انترناشيونال امتيازات مقامرة في ماكاو عاصمة الكازينوهات في العالم حيث تبلغ عوائد المقامرة خمسة أمثال عوائد لاس فيغاس.

وينتهي امتياز ام جي ام في شهر مارس 2020 فيما يمتد امتياز الشركات الأميركية الأخرى إلى 2022 وقد افتتحت منتجعاً بقيمة أربعة مليارات دولار في وجهة الألعاب في كوتي.

● محمد كوهين