لماذا كانت الانتخابات التركية محط أنظار العالم؟ ولماذا هذا الاهتمام من الخصوم قبل الأنصار؟ الإجابة باختصار تتمحور حول إردوغان ومنجزاته غير المسبوقة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فضلاً عن بناء المؤسسات وتطهيرها من الفساد وأهله، وسر النجاح هو في بناء الإنسان التركي قيمياً، ولاسيما قيم العمل، فأصبح المواطن التركي منجزاً مبدعاً بفضل خلق فرص مناسبة أمامه في إطار العدل والمساواة، فالجميع له نصيب عادل من الثروة والمشاركة في الحكم.
هذا المناخ السياسي الرحب أسس لمرتكزات اقتصاد تركي قوي، قفز في الميزان الاقتصادي من المرتبة 111 إلى الـ17، ومنها إلى 13 عالمياً، والخامس على المستوى الأوروبي، حسب تقرير صندوق النقد الدولي، والحكومة التركية تسعى إلى دفع الاقتصاد إلى المرتبة العاشرة عالمياً، والثالث على المستوى الأوروبي، بحلول 2023.وبعيداً عن الخلفيات الفكرية للحزب الحاكم، سواء اختلفنا أو اتفقنا معها، فإن الشعب التركي قال كلمته في انتخابات حرة ونزيهة، وانحاز إلى من جعل تركيا غولاً اقتصادياً يسعى بقوة إلى دخول نادي أقوى عشر دول اقتصادياً، ولا أستبعد خلال السنوات الخمس القادمة منافسة الاقتصاد الصيني، بفضل النظام الديمقراطي وما تمخض عنه من حكم رشيد وقيادة حكيمة حققت في سنوات قليلة معجزة اقتصادية تحولت بها تركيا من دولة فقيرة إلى دولة غنية جداً.ختاماً: عندما سئل رجب طيب إردوغان: كيف نجحتم في إدارة بلدية إسطنبول؟ قال: «لم نسرق»... جملة تختصر قصة نجاح تشكل خطوة بخطوة إلى أن وصلت الحال إلى ما هي عليه الآن، دولة قوية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، فرضت احترامها وهيبتها على الجميع، فضلاً عن إعطاء نموذج حكم يحتذى به، وحري بنا نحن العرب الاقتداء به.ودمتم بخير.
مقالات - اضافات
«High Light»: إردوغان... المعادلة الصعبة
30-06-2018