ترامب: نتفاهم مع روسيا لطرد إيران من جنوب سورية
• الأسد يسيطر على تل استراتيجي بدرعا وخيارات الفصائل تنحصر بـ «إدلب أو المصالحة»
• تركيا تحمل موسكو وواشنطن وطهران مسؤولية التصعيد... وإسرائيل تمنع دخول الفارين
أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب العاهل الأردني الملك عبدالله أنه يثق بإمكانية التفاهم مع روسيا لإبرام اتفاق يسمح للنظام السوري بالسيطرة على مناطق الفصائل المعارضة في جنوب البلاد المتاخم للمملكة وإسرائيل شريطة طرد الميليشيات والعناصر الموالية لإيران، في حين نددت تركيا بهجوم دمشق على مناطق درعا الجنوبية.
في حين تحرز قوات النظام السوري تقدماً ميدانياً بحملتها لاستعادة السيطرة على مناطق درعا من الفصائل المعارضة، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعرب للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، عن ثقته بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يفضي إلى إقامة «منطقة عازلة تخلو من أي وجود للميليشيات الموالية لإيران» بجنوب سورية المتاخم لحدود المملكة وإسرائيل.وذكرت شبكة «سي إن إن» نقلاً عن المصادر المطلعة أمس، أن ترامب أوضح للعاهل الأردني في حوار خاص جمعه معه في البيت الأبيض الأسبوع الجاري، أن التوصل للاتفاق سيتيح الفرصة لانسحاب أميركي بأقرب فرصة من سورية.وأشارت المصادر إلى إن خطة ترامب ستسمح للروس بمساعدة الرئيس بشار الأسد باستعادة أراض على طول الحدود الجنوبية مع الأردن، إذ تشهد قوات التحالف الدولي ضد «داعش» معارضة مستمرة من «قوات معادية مجهولة» خلال الأيام القليلة الماضية رغم اتفاق وقف إطلاق النار هناك.
ولفتت إلى أن ترامب بالمقابل يتوقع من الروس تأسيس منطقة عازلة في الجنوب الغربي سورية ومنع القوات الإيرانية الداعمة للأسد من الوصول إليها. وشددت المصادر على أن طرد إيران يمثل صلب خطة ترامب للانسحاب من سورية مع ضمان عدم ملاحقة النظام لأفراد الجماعات المتمركزة بالجنوب.
بحث شامل
في الأثناء، أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن بوتين وترامب سيبحثان في قمتهما المرتقبة في هلسنكي الملف السوري بشكل شامل ومفصل. لكن المتحدث أعرب عن دهشته من تقرير «سي إن إن» عن نية ترامب تقديم صفقة حول سورية لبوتين.خيارات مرة
وجاء ذلك في وقت، سيطرت قوات النظام المدعومة بعناصر من «حزب الله» على تل الزميطية المطل على الطريق الواصل بين شرق وغرب محافظة درعا الجنوبية، أمس، غداة غارات جوية أوقعت 25 قتيلاً مدنياً بينهم أطفال.ويعني الاستيلاء على التل أن مقاتلي المعارضة ربما لن يعود بمقدورهم استخدام الطريق الحربي الواصل بين ريف درعا الشرقي والشمالي الشرقي وريف درعا الغربي والشمالي الغربي بأمان. ويمتد الطريق إلى جنوبي مدينة درعا في منطقة تضيق فيها الأراضي، التي تسيطر عليها المعارضة إلى مجرد شريط رفيع على الحدود مع الأردن. ويأتي التقدم الحكومي المدعوم بغطاء جوي روسي على حساب قوات المعارضة بعد نحو أسبوعين من التصعيد العسكري في محافظة درعا حيث تجد الفصائل نفسها أمام خيارات «أحلاها مر»، بعد التخلي الظاهر عنها من جانب عمان وواشنطن، أبرز داعميها.وبدأت قوات النظام في التاسع عشر من الشهر يونيو حملة قصف كثيفة ضد الريف الشرقي لمحافظة درعا، بالرغم من وقف إطلاق نار متفق عليه في المنطقة منذ عام بموجب اتفاق روسي أميركي أردني. وتمكنت اثر اشتباكات ضد الفصائل من فصل الريف الشرقي إلى جزأين.وقرر الأردن إبقاء حدوده مغلقة تجنباً لتدفق موجات جديدة من اللاجئين إلى أراضيه. ويجمع خبراء على أن عمان لا تمانع عودة النظام إلى المنطقة الحدودية لعودة الاستقرار وإعادة فتح الحدود التي يترك إغلاقها تأثيراً سلبياً على وضعه الاقتصادي.ويتبين من إغلاق الحدود وموقف ترامب أن «الخيارات ضيقة» أمام الفصائل التي ستضطر للتفاوض مع الطرف الروسي بواسطة عمان أو الاستمرار بالمقاومة العسكرية التي ستنتهي بالتفاوض تحت الضغط الميداني للقبول بتهجير إلى إدلب شمال البلاد أو التصالح مع النظام والعمل كشرطة محلية.الصفدي وأوغلو
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمس، استمرار الجهود والاتصالات الأردنية التي تستهدف وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، وتوفير الحماية للشعب السوري وتأمين المساعدات له على أرضه.وشدد الصفدي خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في نيويورك على أن الأردن طرف في اتفاقية خفض التصعيد في الجنوب السوري، وبذل جهوداً مكثفة للحفاظ على وقف إطلاق النار، «لكن الأمور تطورت في صورة لم نكن نرغب بها، ونحن الآن في وضع لا نملك معه إلا أن نستمر فيه في العمل مع كل الأطراف من أجل وقف اطلاق النار، وحماية المدنيين وتقديم الدعم والاسناد للمدنيين في بلادهم. هذه أولوية».من جهته، حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن الحسين أمس، من وقوع كارثة في درعا في ظل نزوح أكثر من 120 ألف مدني جراء المعارك.تنديد تركي
ونددت الخارجية التركية بـ«الهجمات غير الإنسانية للنظام» على محافظة درعا وفصائل معارضة في الجنوب ودعت حلفاء دمشق إلى وقف الهجمات التي «تقوض جهود تسوية النزاع».ودعت الخارجية طهران وموسكو إلى وقف تقدم القوات الحكومية في درعا والقنيطرة، وقال المتحدث باسم الوزارة حامي أقصوي، إن أنقرة قلقة جداً بشأن مقتل عشرات المدنيين هناك، وتدين الهجمات التي «تُفشل الجهود المبذولة في أستانا وجنيف الرامية للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية وخفض التوتر في المنطقة».وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن روسيا وإيران وأميركا تتحمل جانباً من المسؤولية عن انتهاك وقف إطلاق النار في درعا، لكنه أشار إلى أن الخطة المشتركة مع واشنطن بشأن مدينة منبج الواقعة شمال سورية مستمرة كما هو مخطط. من جانب آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه لن يسمح بمرور اللاجئين السوريين الفارين من القتال في الجنوب السوري إلى داخل إسرائيل، لكنه قد يقدم الدعم الإنساني للسوريين الفارين داخل الأراضي السورية.ورفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب على الحدود الشمالية غداة توجه رئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت، إلى واشنطن لعقد لقاء سريع مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، لبحث مستجدات الوضع في جنوب سورية وجهود دولتيهما الرامية إلى صد النفوذ الإيراني في المنطقة.
وزير خارجية الأردن: الأمور تطورت في الجنوب السوري بصورة لم نكن نرغب فيها