تحتفل مصر، اليوم، بالذكرى الخامسة لثورة "30 يونيو 2013"، التي أنهت حكم جماعة "الإخوان" وأطاحت الرئيس الأسبق محمد مرسي، وقادت البلاد إلى مرحلة جديدة من الثورة، التي انتهت بتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم في يونيو 2014، إذ تنظم جهات رسمية وأحزاب سياسية ونقابات عمالية ومهنية احتفالات بذكرى على مدار اليوم.

وزارة الداخلية أعلنت الاستنفار للحالة القصوى، لتأمين المنشآت الحيوية والطرق الاستراتيجية خلال احتفالات المصريين بذكرى الثورة، وانتهت أجهزة الوزارة من وضع خطتها للتأمين، إذ التقى وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، قيادات الوزارة الأربعاء الماضي، وراجع معهم خطة التأمين، فيما تم إلغاء الإجازات لجميع الضباط وضباط الصف والمجندين، وتشمل الخطة نشر الأكمنة الثابتة والمتحركة في مداخل القاهرة ومخارجها والمدن الرئيسة بالمحافظات، فضلا عن تكثيف وجود قوات أمام المنشآت الحيوية والسيادية والكنائس.

Ad

في السياق، أرسل وزير الدفاع الفريق محمد زكي، برقية تهنئة إلى الرئيس السيسي، بمناسبة الاحتفال بذكرى "30 يونيو"، وصف فيها ثورة يونيو بأنها "يوم مجيد من أيام الوطنية المصرية"، وهي ذكرى ثورة الشعب "التي ساندتها القوات المسلحة لتصحيح المسار، وإعادة بناء الوطن، والتأكيد أن مصر لكل المصريين، وليست حكرا لفئة أو طائفة بعينها"، مشددا على أن القوات المسلحة ستظل على العهد بالدفع برجالها في مقدمة الصفوف، لحماية الوطن والدفاع عن مقدساته.

وتتزامن ذكرى الثورة هذا العام مع ارتفاع قياسي في الأسعار، جراء قرارات الحكومة المصرية بزيادة أسعار المحروقات وفواتير الكهرباء والمياه، والتي كان آخرها قرار حكومة مصطفى مدبولي بزيادة أسعار المحروقات بنسب تدور حول 33 في المئة، في 16 الجاري، ما أدى إلى زيادة جديدة في أسعار السلع والمواصلات، صاحبه غضب مكتوم من المصريين لم يتحول إلى تظاهرات غاضبة في الشارع، إلا أن مراقبين استبعدوا إمكانية استغلال ذكرى الثورة لتدشين موجة من الحراك الاجتماعي، بسبب ضعف الحياة السياسية.

وقال المحامي أشرف فرحات، في تصريحات صحافية، أمس، إن النائب العام المستشار نبيل صادق، أحال البلاغ المقدَّم منه ضد المطرب أحمد سعد إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق في البلاغ، يتهمه فيه بالتحريض على ثورة جياع، بعدما بث مقطع فيديو غنائي بعنوان "افرض ضريبة" يعترض فيه على قرارات زيادة أسعار المحروقات وزيادة الضرائب، وجاء في البلاغ أن كلمات الأغنية مثيرة للفتن بين طبقات الشعب، وتسعى إلى إثارة الفوضى، وخلق ثورة الجياع التي تدعو لها جماعة "الإخوان" الإرهابية.

وبالتوازي مع احتفالات يونيو، يشهد رئيس الحكومة، مصطفى مدبولي، اليوم، مراسم توقيع عقد إنشاء أكبر مجمع للبتروكيماويات في الشرق الأوسط، والذي يقام بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، باستثمارات تقدر بـ 10.9 مليارات دولار، ويقام المشروع على مساحة خمسة ملايين متر مربع، ويوفر نحو 48 ألف فرصة عمل، ويقام مع شركة كاربون القابضة.

إلى ذلك، رحب سفير مصر في طوكيو، أيمن كامل، أمس، باستجابة الحكومة اليابانية لمساعي السفارة بطلب إلغاء تحذيرات السفر إلى مصر، حيث أعلنت اليابان، رسميا، تعديل إرشادات السفر لمواطنيها وتخفيض درجة التحذير إلى المستوى الأول، بدلا من المستوى الثاني، بما يسمح للسائحين اليابانيين بالتوافد إلى المقاصد السياحية المصرية، وغيرت طوكيو التحذير من مرتبة "إعادة النظر في ضرورة التوجه إلى مصر من الأساس"، إلى "توخي الحذر أثناء التواجد بالبلاد"، ما يعد دفعة قوية لقطاع السياحة المصرية، إذ بلغ عدد السائحين اليابانيين إلى 130 ألف سائح سنويا قبل عام 2011.

في الأثناء، قال وزير الدولة للشؤون البرلمانية، نيلس آنن، إن مباحثاته مع رئيس البرلمان المصري علي عبدالعال خلال زيارة الأخيرة لبرلين، أمس الأول، مثمرة للغاية، وأشاد بما حققه النظام المصري من استقرار، مضيفا: "نعول على مصر كثيرا في استقرار وتهدئة الأوضاع في المنطقة، لأن استقرار مصر من استقرار المنطقة، فمصر شريك استراتيجي لنا"، لافتا إلى العلاقة القوية التي تربط القاهرة وبرلين على الصعيد السياسي والاقتصادي والعلمي والتنموي والثقافي، وأثنى على الخطوات المنجزة في برنامج الإصلاح الاقتصادي، مؤكدا أن الحكومة الألمانية تتابع هذا الأمر باهتمام بالغ.