إطلاق الدورة الأولى لمهرجان لبنان الوطني للمسرح ومعرض إيطالي
• تظاهرتان تعزِّزان الدبلوماسية الثقافية والتواصل بين الحضارات
شهدت بيروت حدثين لافتين أخيراً، يرتبط أحدهما بالمسرح والثاني بالفن التشكيلي: إطلاق الدورة الأولى لمهرجان لبنان الوطني للمسرح، ومعرض للفن الإيطالي. إذا كان الأول يعزِّز صلة لبنان بالحركة المسرحية العربية فإن الثاني يعمق الروابط الثقافية والفنية الكامنة بين بلدان البحر الأبيض المتوسط. ويبرهن الحدثان أن الثقافة والفن وحدهما اللغة التي يجب اعتمادها بين الشعوب لإقامة جسر تواصل بينها.
أعلن وزير الثقافة في لبنان د. غطاس خوري إطلاق الدورة الأولى لـ«مهرجان لبنان الوطني للمسرح» في النصف الثاني من نوفمبر المقبل، بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح في الإمارات.جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في الوزارة، في حضور المدير العام د. علي الصمد، وممثل الهيئة في لبنان الفنان فائق حميصي، وأمين السر اللجنة العليا للمهرجان الفنان عبيدو باشا، وحشد من المسرحيين والمهتمين.استهل الوزير خوري المؤتمر بكلمة ترحيبية، وقال: “في 24 مايو، زارني وفد من الهيئة العربية للمسرح، مقرها في إمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، في حضور ممثلين عن نقابتي الفنانين المحترفين والممثلين اللبنانيين، وعرض علينا المباردة الصادرة عن حاكم الشارقة والرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بتنظيم مهرجان وطني للمسرح اللبناني».
أضاف: «بعد دراسة الموضوع، ونظراً إلى أهميته، وقعنا لاحقاً كوزارة ثقافة مع الهيئة العربية للمسرح، مذكرة تعاون لتنظيم هذا المهرجان في لبنان، في النصف الثاني من نوفمبر 2018. ويُعنى المهرجان بالأعمال المسرحية اللبنانية المنتجة محلياً، ما يشكل مناسبة فنية وطنية، للاحتفاء بالمنتوج المسرحي اللبناني. وتلحظ مذكرة التفاهم، تشكيل لجنة عليا منظمة، ولجنة مشاهدة للأعمال المرشحة، ولجنة تحكيم للعروض المقبولة وإعلان الفائز منها، بالإضافة إلى مدير للمهرجان».وأوضح أن الجوائز المقدمة من الهيئة العامة للمسرح، موزعة على النحو التالي: جائزة أفضل تأليف، وجائزة أفضل إخراج، وجائزة أفضل سينوغرافيا، وجائزة أفضل تمثيل ذكور، وجائزة أفضل تمثيل إناث، وجائزة التأليف الموسيقي والمؤثرات، وجائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل عمل. ختم كلمته بشكر الهيئة العربية للمسرح، بشخص رئيسها حاكم الشارقة الشيخ القاسمي، على «مبادرتها الهادفة والقيمة»، متمنياً أن يكون هذا المهرجان «بداية لتعاون مستمر في ما بيننا».بدوره، لفت الدكتور علي الصمد إلى أن باب الترشيحات للأعمال المسرحية للمشاركة في المهرجان يُفتح بين 9 يوليو و14 سبتمبر 2018، ليصار عرضها على اللجنة العليا، لتختار بعد ذلك 10 أعمال كحد أقصى.
إرث ثقافي مشترك
افتتح السفير الإيطالي في لبنان ماسيمو ماروتي معرض الفن الكلاسيكي المتوسطي في متحف «فيلا عوده»، الذي يستمر لغاية 2 سبتمبر المقبل، ثم يستضيفه متحف «باردو الوطني» في تونس.في المناسبة ألقى السفير الإيطالي كلمة اعتبر فيها أن «المعرض يقدِّم قراءة جديدة ويسهم في إحياء إرث ثقافي مشترك، كذلك يهدف إلى أن يكون سفيراً للحوار الثقافي بين الشعوب. فالفن يشكل جوهر الدبلوماسية الثقافية وجسراً يتجاوز الاختلافات ويشجع الحوار تعزيزاً للتفاهم بين الأمم. وتكتسي هذه الوظيفة الأساسية اليوم أهمية خاصة كونها علاجاً فاعلاً لكل أنواع التطرف».أضاف: «يهدف هذا المعرض إلى تمثيل ثقافة «البحر بين البلدان»، من خلال 20 عملاً لـ 13 فناناً إيطالياً من مجموعة MAXXI تتعلق بالمساحات والأعمال الموجودة في «فيلا عوده» و«باردو».وقال: «لطالما تميزت الثقافات المتوسطية باستقلالها الثقافي وفي الوقت نفسه، بانفتاحها على الآخر، والتعايش، والعلاقة الدينامية بين الأبعاد المحلية والعالمية».وتحدث مدير MAXXI Arte والقيِّم على المعرض برتليميو بيتروماركي عن المعرض وأبرز الأعمال من مجموعة MAXXI Arte، وقال: «من هنا، وفي بيروت، يتحاور الذهب البيزنطي والهندسة الفيثاغورية والألوهيات الشخصية والكلاسيكية الإغريقية والرومانية مع فن الفسيفساء المبهر من القرنين الثاني والسادس ق.م. في «فيلا عودة»، وفي تونس مع الهندسة والزخرفات التزيينية في «القصر الصغير» في «متحف باردو».أضاف: «يظهر التقليد البيزنطي للقاعدة الذهبية المشار إليه في بعض اللوحات المعروضة، تماما كما الإشارة التهكمية إلى الميثولوجيا الرومانية في لوحات اخرى، فيما تبدو التركيبة الفنية مع الاستخدام الدقيق للنحاس والعودة إلى المفاهيم الجوهرية للهندسة في مجموعة من اللوحات، فتربطنا بالهندسة الكلاسيكية، في حين تتداخل الأبعاد الوطنية والهندسية من الرخام متعدد الألوان وريشات الخيزران في بعض المنحوتات». وتابع: «يعيد بعض الأعمال تفسير المنحوتات واللوحات وأعمال الفسيفساء من العصر الكلاسيكي، وينفخ فيها الحياة في وقت تعتمد أخرى على فن الكولاج لسجادات من مصادر مختلفة، ثقافة الحوار واللقاء التي تجسد الهوية المتوسطية. أما أعمال الفسيفساء فتعيدنا إلى التقاليد المحلية الشعبية ذات المراجع القديمة والميثولوجية. وتستقي أعمال أخرى الوحي من الثقافة القديمة للحرفية عالية الجودة، بينما يدخل فن التطريز والقطع في حوار مثالي مع الزخرفات التي تعود إلى شعوب المورو».«إيطاليا والثقافة وحوض المتوسط»
مبادرة ابتكرها متحف MAXXI للفن المعاصر في روما، وأشرفت على تنفيذها وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية والتعاون الدولي في إطار برنامج الأنشطة الثقافية للعام 2018 المخصص لمنطقة المتوسط تحت عنوان «إيطاليا والثقافة وحوض المتوسط».يقدِّم المعرض، الذي يُنظم بالتعاون مع السفارة الإيطالية في لبنان والمعهد الثقافي الإيطالي ومتحف سرسق، تحية إجلال إلى لبنان إذ يسير على خطى المعرض الضخم للفن اللبناني Home Beirut Sounding the Neighbours الذي أقيم بين نوفمبر 2017 ومايو الفائت.
المهرجان يتضمّن جوائز في التأليف والإخراج والسينوغرافيا وغيرها
المعرض يتضمن 20 عملاً لـ 13 فناناً إيطالياً من مجموعة MAXXI
المعرض يتضمن 20 عملاً لـ 13 فناناً إيطالياً من مجموعة MAXXI