مع تواصل التصعيد لليوم الثاني عشر على جبهات أخرى في منطقة جنوب سورية، انضمت ثماني بلدات على الأقل في ريفي درعا الشمالي والشرقي إلى اتفاقات مصالحة مع نظام الرئيس بشار الأسد إثر مفاوضات تولاها ضباط روس مع وجهاء محليين ومن تبقى من مقاتلين معارضين داخل كل بلدة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن الشرطة العسكرية الروسية انتشرت في عدد من البلدات من أبرزها داعل وإبطع والغارية الغربية والغارية الشرقية والكرك الشرقي.

Ad

وأشارت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" إلى "انضمام قرى وبلدات داعل والغارية الشرقية وتلول خليف وتل الشيخ حسين إلى المصالحات بعد تسليم المسلحين أسلحتهم للجيش تمهيداً لتسوية أوضاعهم وفق القوانين والأنظمة النافذة".

وبث التلفزيون الرسمي مشاهد مباشرة من بلدة داعل، حيث تجمع عشرات المواطنين رافعين الأعلام السورية وصوراً للأسد، مرددين الهتافات المؤيدة له وللجيش.

بصرى الشام

وفي بصرى الشام، وافقت المعارضة على المصالحة ودخول القوات الحكومية إلى المدينة ورفع العلم السوري على قلعتها الشهيرة.

لكن متحدثاً باسم المعارضة أعلن أن الاجتماع مع الروس في جنوب سورية انتهى بالفشل، مؤكداً مقاتلي الفصائل يرفضون المطالب الروسية بالاستسلام للجيش السوري.

وقال إبراهيم الجباوي المتحدث باسم الجيش الحر: "الاجتماع انتهى بالفشل. الروس لم يكونوا مستعدين لسماع مطالبنا وقدموا خياراً واحداً هو قبول شروطهم المذلة بالاستسلام، وهذا رُفض".

ويأتي دخول قوات النظام إلى بلدة الكرك الشرقي أمس غداة مقتل مختارها مع خمسة أفراد من عائلته داخل منزله وسط ظروف غامضة، في حادثة رجح المرصد أن تكون مرتبطة بكونه من "عرابي اتفاق المصالحة" في البلدة. وأحصى المرصد منذ مطلع الشهر الحالي اغتيال أكثر من 12 عضواً من لجان المصالحة المحلية في درعا على أيدي مجهولين.

عمليات مستمرة

وتتزامن المفاوضات، التي تجري وفق عبدالرحمن، على مستويين، في الأردن المجاور ومع وجهاء البلدات، مع استمرار الغارات السورية والروسية على مناطق سيطرة الفصائل.

وقتل خمسة مدنيين على الأقل أمس، في بلدة غضم جنوب شرق درعا جراء القصف ليترفع عدد القتلى المدنيين منذ بدء التصعيد إلى 105 مدنيين بينهم 19 طفلاً، وفق المرصد.

كما تدور اشتباكات مستمرة داخل مدينة درعا، تسببت منذ ليل الجمعة - السبت بمقتل 17 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. كما قتل 12 من قوات النظام جراء معارك في الريف الشرقي.

وبذلك، يرتفع إلى 96 عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها الذين قتلوا منذ بدء التصعيد مقابل 59 على الأقل من الفصائل المعارضة، بحسب المرصد.

وفي وقت سابق، ذكر الإعلام الحربي أن قوات الأسد سيطرت على تل الزميطية غربي مدينة درعا والمشرف على الطريق الحربي الواصل بين ريف درعا الشرقي والشمالي الشرقي وريف درعا الغربي والشمالي الغربي، مؤكداً أنها قطعت طريق إمداد فصائل المعارضة.

خفض التصعيد

وفي حين تواصل النزوح الجارف نحو الحدود مع الأردن وباتجاه الجولان، طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس أمس، جميع الأطراف بوقف فوري للأعمال القتالية واحترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، واتفاق عام 2017 حول إنشاء منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري.

بدوره، جدّد مجلس الأمن أمس الأول بإجماع أعضائه ولمدة ستة أشهر مهمة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان "أندوف"، المؤلفة من نحو ألف عنصر من جنود حفظ السلام في 1974، داعياً الجماعات المسلحة إلى مغادرة المنطقة الفاصلة بين إسرائيل وسورية.

وطلب مجلس الأمن من "الدول الأعضاء بأن توضح لفصائل المعارضة السورية في منطقة عمليات" القوة الأممية بأنّ "أندوف تبقى كياناً محايداً وأنه يجب عليها التوقف عن أيّ نشاط يعرّضها للخطر".

فض الاشتباك

ودان القرار، الذي صاغته الولايات المتحدة وروسيا وتبنّاه أعضاء المجلس الخمسة عشر، "بشدة استمرار القتال في المنطقة الفاصلة"، داعياً إسرائيل وسورية إلى الالتزام كلياً وبشكل ودقيق بأحكام اتفاق عام 1974 في شأن فض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية".

ودعا "الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ومنع أي انتهاكات لوقف إطلاق النار أو توغلات في المنطقة الفاصلة"، مشجعاً "الأطراف على أن يلجأوا باستمرار إلى اندوف لحل المسائل ذات الاهتمام المشترك".

غارات سورية في مئوية بريطانيا

قرر متحف سلاح الجو الملكي البريطاني الاحتفال ببلوغ هذه القوات عامها المئة من خلال تغيير حلته بالكامل، ومنح زواره فرصة الغوص في النزاعات المعاصرة، وعيش المزيد من التجارب التفاعلية.

فبعد بضعة أيام من الإقفال لإنجاز اللمسات الأخيرة للحلة الجديدة للموقع، يعيد متحف سلاح الجو الملكي البريطاني، الواقع في شمال لندن، فتح أبوابه أمام الزوار السبت مع حرص القائمين على المؤسسة على تطويرها، كي لا تكون مجرد معرض للطائرات بل لتروي التاريخ البشري الكامن وراء سلاح الجو البارز هذا.

ولهذه الغاية، تنظم ثلاثة معارض جديدة أحدها يسترجع مئة عام من تاريخ هذه القوات التي أسست في الأول من أبريل 1918، بينما يركز الثاني على النزاعات المعاصرة مثل الحرب الدائرة في سورية، والأخير يتمحور حول الأهمية المتزايدة للتقنيات الجديدة في هذا المضمار.