رغم مغادرة الرئيس المكلف سعد الحريري لبنان في إجازة تستمر أياماً، ووجود رئيس مجلس النواب نبيه بري خارج البلاد، وسفرٍ مرتقب لعدد من اللاعبين السياسيين الأساسيين على الساحة الداخلية، يبدو أن ثمة إصراراً أنتجه اجتماع بعبدا الثنائي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحريري، على عدم قطع حبل الاتصالات المحلية على خط تأليف الحكومة، بل مواصلتها عبر الموفدين أو من خلال محادثات، لإنضاج تفاهمات تساعد في إنجاز التشكيل سريعاً.

والتقى عون أمس، في قصر بعبدا، وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال غطاس خوري الذي أوضح بعد اللقاء أن البحث تناول عدداً من الموضوعات المتعلقة بعمل الوزارة، إضافة إلى مناقشة الأوضاع السياسية الراهنة ومسار تأليف الحكومة الجديدة.

Ad

وأشار إلى أن الاتصالات "ستتكثف خلال الساعات القليلة المقبلة خصوصاً بعد المداولات التي تمت حول مسألة تشكيل الحكومة، بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري".

وتوقع أن "تتعزّز المناخات السياسية الإيجابية من خلال مبادرات ستتم خلال اليومين المقبلين على أمل أن تصبّ في مصلحة الإسراع في تشكيل الحكومة".

وقبيل سفره، التقى الحريري في "بيت الوسط"، أمس، عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب ستريدا جعجع التي وزّعت بياناً بعد اللقاء نوّهت فيه بدور الحريري الوطني ودعمه لكل ما يعزز صورة لبنان الحضارية والثقافية. وأوضحت جعجع في بيانها، أنها وجهت للحريري دعوة إلى حضور الحفل الذي ستحييه الفنانة ماجدة الرومي في 28 يوليو المقبل، ضمن مهرجانات الأرز الدولية، في إطار تكريم لبنان ورفع اسمه في بُعده الوطني والعالمي، من خلال المواقع التاريخية الأثرية الخمسة المدرجة على قائمة التراث العالمي وهي: وادي قاديشا وأرز الرب، جبيل، صور، بعلبك وعنجر.

إلى ذلك، لا يزال رفض حزب "القوات اللبنانية" القاطع لمحاولات تحجيمها. وقد وضع رئيسها سمير جعجع في خطابه أمس الأول النقاط على الحروف، قائلا: "القوات تحترم جميع الأحزاب والتيارات والتلاوين السياسية، وكل ما تطالب به هو أن يحترم الغير حضورها ويكف عن محاولات عزلها وتطويقها، هذه المحاولات التي أثبتت فشلها في الماضي وستثبت فشلها اليوم وفي كل يوم من جديد"، معتبراً أن "العملية الدستورية التي تشكل الحكومة بموجبها، يجب أن تتلاقى وتتكامل مع الإرادة الشعبية التي تجسّدت في صناديق الاقتراع، لا أن تكون وسيلة للقوطبة عليها أو شلّها أو تقييدها".

في موازاة ذلك، أكد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبوالحسن أمس، أنه "لم نتبلّغ ولم يتم التداول معنا بأي محاولة للتسوية ونحن لسنا معنيين بأي تسوية"، ورأى أنه "إذا كانت الميثاقية هي المعيار فالميثاقية تقول إن وليد جنبلاط هو المنتصر في هذه الانتخابات بعد فوز الحزب التقدمي الاشتراكي بسبعة من أصل ثمانية نواب دروز وبعد فوز اللقاء الديمقراطي بتسعة نواب، فليحترموا إرادة الناخب والشعب اللبناني ولتطبق الميثاقية بثلاثة وزراء دروز لوليد جنبلاط وانتهى الأمر"، مشدداً على أن "هذا الأمر يحدده الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي وليس خاضعاً لأي نقاش".