بعد نجاحه في إرساء سلطاته على مجمل الشرق الليبي، بات المشير خليفة حفتر أحد أبرز الأطراف الفاعلة في النزاع الليبي، يسعى إلى توسيع نفوذه إلى طرابلس، وفق ما يرى محللون.

ولا يعترف حفتر، الذي يحظى بدعم حكومة وبرلمان الشرق، بشرعية حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج ومقرها في طرابلس، وإن كانت تحظى باعتراف المجتمع الدولي.

Ad

ولم يكن التزامه مُقنعاً في باريس في نهاية مايو إلى جانب السراج بتنظيم انتخابات في ديسمبر وإخراج البلاد من الفوضى. لقد واصل المشير حفتر قائد «الجيش الوطني الليبي» عملياته العسكرية وتحديه لتلك الحكومة.

وفي غضون أيام قليلة، سيطرت قواته على منشآت نفطية وطردت منها جماعات منافسة، ومن ثم قبل أيام على درنة معقل الإسلاميين المتطرفين والمدينة الوحيدة في الشرق التي كانت خارج سيطرته.

وأكد حفتر مساء أمس الأول إنزال الهزيمة «بالإرهابيين وأعوانهم» في شرق ليبيا، «بعد كفاح مرير وتضحيات جسام ليتواصل الكفاح حتى هذا اليوم المجيد الذي نعلن فيه بكل فخر تحرير مدينة درنة الغالية على نفوس كل الليبيين».

وأعلن حفتر (75 عاماً) مراراً خلال السنوات الماضية الاستعداد «لتحرير طرابلس». لكن مثل هذه المهمة ليست سهلة، فمدينة مصراتة، التي تشكل جزءاً من إقليم طرابلس، تسيطر عليها فصائل مسلحة هي بين الأقوى في ليبيا والأكثر عداء له.

ويقول كريم بيطار من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، إن «الإعلان عن الانتصار المظفر المفترض على الإرهاب يوحي أن استعادة درنة قد تصيبه بالغرور، وتجعله يقلل من أهمية الطريق التي لايزال عليه اجتيازه».

وخليفة حفتر المسؤول العسكري السابق في نظام معمر القذافي الذي قُتل عام 2011، يتهمه معارضون بأنه يسعى إلى إقامة نظام عسكري من خلال التخلص من خصومه. وقام بعد السيطرة على الهلال النفطي، حيث يتم تصدير معظم النفط الليبي، بتسليم المنشآت النفطية إلى مؤسسة النفط التابعة للمؤسسات الحاكمة في الشرق. وأثار قراره هذا غضب حكومة الوفاق الوطني، لاسيما أن قرارات الأمم المتحدة تنص على أن النفط يجب أن يظل تحت الإدارة الحصرية لمؤسسة النفط الوطنية المعترف بها، وتحت إشراف حكومة الوفاق الوطني وحدها.