ماتيس في آسيا لإصلاح علاقات أربكها رئيسه

نشر في 01-07-2018
آخر تحديث 01-07-2018 | 00:00
وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس
وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس
أمضى وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس 4 أيام في شرق آسيا، سعى خلالها إلى المحافظة على علاقات تسبب رئيسه دونالد ترامب في إرباكها، وهي تتسم بالطابع الودي مع كوريا الجنوبية واليابان، ويغلب عليها التنافس مع الصين.

وبات هذا الدور مألوفا لكبير مسؤولي "البنتاغون"، ليس فقط في آسيا بل أيضا في انحاء اوروبا والشرق الاوسط. ومع تسبب ترامب في ارباك العلاقات الواحدة تلو الاخرى، مثيرا استفزاز الخصوم، وتوتر الاصدقاء، يحرص ماتيس على المحافظة على تلك العلاقات وركائزها التقليدية.

واضطر الأسبوع الماضي إلى ابلاغ القادة وكبار المسؤولين في كوريا الجنوبية واليابان -الحليفين الوثيقين اللذين اعتمدا على المظلة الامنية الاميركية لعشرات السنين- بأن واشنطن لا تزال ملتزمة حمايتهما.

وكان ذلك من الأعراف القديمة قبل أن يلغي ترامب فجأة مناورات دفاعية مع كوريا الجنوبية، لاقناع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون بالتفاوض على التخلي عن أسلحته النووية.

واضطر ماتيس أيضا إلى إسكات الضجة التي احدثتها حرب ترامب التجارية على الصين، وتوجيهه أحد أشد تحذيراته في السنوات الاخيرة، وهي أن الولايات المتحدة ضاقت ذرعا بالنزعة التوسعية العسكرية لبكين في المنطقة.

وقال ماتيس للرئيس الصيني شي جينبينغ: "أنا هنا للابقاء على علاقاتنا في المسار الصحيح، والحفاظ عليها في الاتجاه الصحيح وتبادل الآراء مع قيادتكم العسكرية، والنظر في الخطوات المستقبلية".

ويصر ماتيس، البالغ 67 عاما، والذي خدم في البحرية خلال عدة حروب ونزاعات، ودرس التاريخ بعمق، على أنه يعكس سياسة الادارة.

لكن مع ترامب، فإن الحؤول دون تدهور العلاقات المهمة يعد معركة شاقة، فاليابان وكوريا الجنوبية على حد سواء تشعران بقلق بالغ إزاء الالتزام الامني الاميركي بعد قمة ترامب التاريخية مع كيم في سنغافورة الشهر الماضي.

وفي حين اتفقا على محادثات بشأن نزع الاسلحة النووية، الغى ترامب فجأة مناورات أميركية كورية جنوبية مهمة كانت مقررة لوقت لاحق هذا العام.

وفي سبيل تهدئة قلق الحلفاء في سيول، اضطر ماتيس للقول علنا ان عديد القوات الاميركية في كوريا الجنوبية، ركيزة الالتزام الدفاعي الاميركي، سيبقى "حجر الزاوية" للاستقرار الاقليمي.

وفي اجتماعاته مع رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي ووزيري الخارجية والدفاع، سمع ماتيس مرارا بأنه إذا اجرت الولايات المتحدة مفاوضات فقط لنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية والصواريخ البالستية البعيدة المدى القادرة على ضرب الاراضي الاميركية، فإن اليابان ستظل تشعر بأنها امام تهديد مباشر.

وفي الصين سعى ماتيس إلى تحذير بكين من ان عسكرة جزر صغيرة في بحر الصين الجنوبي وزيادتها الضغوط على تايوان، الحليف الأمني القديم للولايات المتحدة الذي تعتبره الصين مقاطعة منشقة، تقترب من تجاوز الحدود.

ورغم ان المسؤولين الاميركيين أكدوا ان المسؤولين الصينيين شاركوا بايجابية في المحادثات، فإن الرئيس شي رفض في بيان الانتقادات بشأن بحر الصين الجنوبي وتايوان، قائلا إن الصين لن تتنازل عن "ِشبر واحد" من أراضيها.

لكن الاستقبال الذي حظي به ماتيس في بكين، والاجتماع مع كبار القادة العسكريين، اظهر أنهم مستعدون للاصغاء اليه.

back to top