الحماس الروسي في مواجهة إسبانيا وخبرة لاعبيها

يلتقي المنتخب الإسباني المضيف الروسي اليوم على ملعب استاد «لوجنيكي» في دور الستة عشر ببطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم، ويواجه الفريق الإسباني عقدة لازمته في سجل مواجهاته مع أصحاب الأرض في المونديال.

نشر في 01-07-2018
آخر تحديث 01-07-2018 | 00:04
No Image Caption
تتركز الانظار اليوم في الدور ثمن النهائي لكأس العالم في كرة القدم، نحو لقاء المنتخبين الروسي المضيف المدفوع بالحماس والحيوية، ونظيره الإسباني المطعم بنجوم من ذوي الخبرة سبق لهم التتويج بلقب 2010.

يعول "لا روخا" على عدد من اللاعبين الذين كانوا ضمن التشكيلة التي أحرزت لقب كأس العالم في جنوب افريقيا قبل ثمانية أعوام، في حقبة ذهبية لكرة القدم الإسبانية شملت إحراز ثلاث بطولات كبرى في أربعة أعوام (مونديال 2010 وكأس أوروبا 2008 و2012).

الحرس الإسباني القديم أمثال سيرخيو راموس، وجيرار بيكيه، وسيرجيو بوسكيتس، وبيبي رينا، ودافيد سيلفا، وأندريس انييستا مسجل هدف الفوز على هولندا في نهائي 2010، سيكون في مواجهتهم اليوم على ملعب لوجنيكي في موسكو، أرتيم دزيوبا وألكسندر غولوفين وزملائهما في المنتخب المضيف الذي حقق نوعا من المفاجأة بعبوره إلى الدور ثمن النهائي بحلوله وصيفا للأوروغواي في المجموعة الأولى، علماً انه أدنى المنتخبات تصنيفا (70 عالميا) من بين المنتخبات الـ 32 المشاركة في المونديال.

تصدرت اسبانيا عناوين مونديال 2018 قبل يومين من بدايته: في خطوة مفاجئة، أقال اتحادها المدرب جولن لوبيتيغي على خلفية اعلان انتقاله الى ريال مدريد بعد النهائيات، وأوكلت المهمة الى فرناندو هييرو. اللاعب السابق لريال مدريد سيكون الأحد أمام الاختبار الأهم حتى الآن.

في الدور الأول، بدا أداء المنتخب الإسباني غير ثابت.

تعادل مع البرتغال 3-3، فوز صعب ومحظوظ على إيران 1-صفر، وتعادل مع المغرب 2-2. تصدرت اسبانيا متساوية بالنقاط مع البرتغال، بعد ثلاث مباريات لم يظهر فيها قلبا دفاعها راموس وبيكيه صلابتهما المعهودة، ومثلهما دافيد سيلفا في خط الوسط، بينما استبدل انييستا مرتين، وأثارت أخطاء دافيد دي خيا في حراسة المرمى القلق.

لا تنقص "لا روخا" الحلول أو المهارات. تضم تشكيلته، اضافة الى الأسماء الباقية من تشكيلة 2010، لاعبين من طينة دييغو كوستا مسجل ثلاثة أهداف في المونديال، وماركو أسنسيو وايسكو وغيرهم، وسيكونون الأحد في مواجهة منتخب تظهر الإحصاءات انه أكثر الفرق جريا في الملعب منذ انطلاق المونديال، ما أثار بعض علامات الاستفهام، لاسيما في ظل فضائح التنشط التي هزت الرياضة الروسية في الأعوام الماضية.

الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) أكد الجمعة انه أجرى حتى هذا التاريخ، أكثر من 2700 فحص للمنشطات منذ بداية المونديال، جاءت كل نتائجها سلبية.

واعتبر رئيس اللجنة الروسية المنظمة للمونديال أليكسي سوروكين ان منتخب بلاده "متحمس جدا جدا".

قدم الروس بداية قوية، بفوز افتتاحي على السعودية 5- صفر تلاه تفوق على مصر 3-1. المباراة الثالثة ضد الأوروغواي، والتي كانت حاسمة لصدارة المجموعة، أعادت الروس الى أرض الواقع بخسارة صفر-3.

تميز اللاعبون الروس المدعومون من جمهورهم بالسرعة في الملعب، وهو ما يتوقع ان يكون عليه الحال مجددا الأحد في لوجنيكي، أبرز الملاعب المضيفة للمباريات (بما فيها النهائي)، وبسعة تصل إلى 80 ألف متفرج.

وحاول هييرو التقليل من وقع مؤازرة الجمهور "سنتنافس مع كل المشجعين المحليين، لكن في كل الأحوال تلعب المباراة على أرض الملعب وليس خارجها".

يحتفظ الإسبان بذكرى مريرة أمام الدولة المضيفة في المباريات الاقصائية لأدوار خروج المغلوب: ففي 2002، لم يسعفهم التحكيم الذي أثار جدلا كبيرا، وخرجوا على يد كوريا الجنوبية بركلات الترجيح من ربع النهائي.

يريد العديد من لاعبي المنتخب، لاسيما من بقي من تشكيلة 2010، تحقيق أمر ما في هذا المونديال الذي قد يكون الأخير للعديد منهم، وبالأخص انييستا (34 عاما) وراموس ودافيد سيلفا (32).

الفرصة أيضا متاحة أمام اسبانيا لكونها وقعت في القسم "السهل" نسبيا من جدول الأدوار الإقصائية. ففي حال عبورها الى ربع النهائي، ستواجه الفائز من مباراة الدنمارك وكرواتيا، وبعدها (في حال واصلت المسيرة) واحدا من أربع منتخبات: انكلترا أو كولومبيا أو السويد أو سويسرا.

وتفادى الإسبان بهذا الجدول الوقوع في درب منتخبات مثل الأرجنتين وفرنسا والبرازيل وبلجيكا.

الماتادور ولعنة مواجهة المنتخبات المضيفة

تحمل منتخبات البلدان المضيفة ذكرى سيئة للمنتخب الإسباني لكرة القدم، في ثلاث مواجهات سابقة من هذا النوع، خرج خالي الوفاض، وهي لعنة تلوح في الأفق عشية مواجهة روسيا في ثمن نهائي مونديال 2018.

مونديال إيطاليا 1934، مونديال البرازيل 1950، وخصوصا مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، خلفت شعورا مريرا للأسبان، الذين كانوا مقتنعين بأن خروجهم كان ظلما. المصير نفسه لاقوه في كأس اوروبا، حيث لم ينجحوا أبدا في الفوز على البلد المضيف في 5 محاولات (1980، 1984، 1988، 1996، 2004).

وقال المدافع الإسباني سيزار اسبيليكويتا لوكالة فرانس برس: "لقد حان الوقت لكسر هذه اللعنة والتغلب على روسيا".

في 1934، تميزت مباراة إسبانيا وإيطاليا في ربع نهائي كأس العالم (1-1) بالخشونة الى حد أطلقت عليها وسائل الاعلام تسمية "معركة فلورنسا".

وقتها علق الحارس الإسباني الشهير ريكاردو سامورا، الذي خرج من المباراة بكسر في ضلعين، "لقد سرقوا منا هذه المباراة التي كانت السيطرة فيها دائما لنا، بخشونة استثنائية".

في اليوم التالي، غاب 6 لاعبين إسبان عن مباراة الإعادة بسبب الاصابة. فازت ايطاليا 1-0 وتأهلت للنهائي وتوجت بلقبها الأول.

في عام 1950، نجح المنتخب الإسباني "فوريا روخا" في التأهل للدور النهائي الذي شاركت فيه 4 منتخبات، لكن البرازيل بخرت الآمال الإسبانية بفوز ساحق 6-1 في الجولة الثانية، بعدما سقطوا في فخ التعادل أمام الاوروغواي 2-2 في الاولى، وخسروا امام السويد 1-3 في الثالثة الاخيرة.

في التاريخ القريب، لا يزال الاسبان حتى الآن يشعرون بمرارة الخروج من مونديال 2002 بسبب التحكيم المثير للجدل للمصري جمال الغندور في مباراة الدور ربع النهائي التي فازت بها كوريا الجنوبية (5-3 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل السلبي)، ويحمل الاسبان المسؤولية للغندور كونه بحسبهم ألغى لهم هدفين صحيحين.

وقتها كان رد فعل المدرب الاسباني خوسيه انطونيو كاماتشو قويا: "لقد فزنا بهذه المباراة لأننا سجلنا هدفين لكن لم يتم احتسابهما. لقد عانت إيطاليا والبرتغال من نفس الشيء، لكنني ظننت أنه في الدور ربع النهائي لن يكون ذلك وقحا إلى هذا الحد لأن العالم كله شاهد كل شيء".

ولا تزال هذه الصدمة حاضرة في أذهان الإسبان بما أن صحيفة "ماركا" الرياضية اليومية، وهي أكثر الصحف قراءة في البلاد، اجرت مقابلة مع الغندور هذا الأسبوع. ومع أن الحكم الدولي المصري السابق كان مقتنعا بجودة أدائه في تلك المباراة، اعتبر انه في المونديال الحالي، ومع اعتماد تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم (في ايه آر)، لن يحدث نقاش مماثل.

back to top