ليونيل ميسي، وغونزالو هيغواين، وخافيير ماسكيرانو، وسيرخيو أغويرو... كل هؤلاء النجوم في المنتخب الارجنتيني تخطوا الثلاثين من العمر، والأرجح أنهم خاضوا آخر كأس عالم في مسيرتهم بعد خروج بلادهم من ثمن نهائي مونديال روسيا بالخسارة أمس أمام فرنسا 3-4 في كازان.

وداعا "كون" (كنية أغويرو)، "أديوس ليو"... إضافة إلى لوكاس بيليا، وخافيير ماسكيرانو الذي أعلن اعتزاله مباشرة بعد المباراة (يبلغ 34 عاما)، وقد يلحق به العديد من زملائه في الأيام أو الساعات المقبلة.

Ad

سيكونون على أي حال متقدمين في السن عندما ستحاول الارجنتين مرة أخرى الفوز بلقبها الثالث في مونديال قطر 2022.

فشلت الأرجنتين بالفوز في أربع مباريات نهائية خاضتها في الأعوام الماضية (كوبا أميركا 2007، 2015 و2016، ومونديال 2014).

ويقول الاختصاصي في كرة القدم الارجنتينية نيكولاس كوجو المسؤول على موقع "لوكارن أوبوزيه" عن الجيل الحالي: "بطبيعة الحال، بلغ هذا الجيل ثلاث مباريات نهائية، وهو أمر لا يمكن الاستهانة به، لكن الشعور العام هو الفشل. من الناحية الفردية، المنتخب الارجنتيني الحالي ليس أسوأ من عام 1986" تاريخ تتوجيه باللقب العالمي للمرة الاخيرة بقيادة الاسطورة دييغو مارادونا، مضيفا "انه (المنتخب الحالي) بلا شك افضل".

أما الجيل الجديد ليس في أفضل مستوياته حاليا، باستثناء مهاجم يوفنتوس باولو ديبالا (24 عاما)، الذي يملك فنيات جعلت النقاد تشبهه بميسي. أما من تبقى فعددهم ليس كبيرا في الاندية الاوروبية العريقة، كما أن ماورو ايكاردي المتألق مع إنتر ميلان الإيطالي، وضع على اللائحة السوداء في بلاده، بسبب معاشرته لصديقة مواطنه الدولي السابق ماكسي لوبيز.

ويتعين على الاتحاد الارجنتيني اختيار مهندس موهوب لكي يعيد عملية البناء. لكن على من سيقع الاختيار؟ فقد خسر المدرب الحالي خورخي سامباولي الكثير خلال مشوار الارجنتين في البطولة الحالية، لاسيما من ناحية خياراته التكتيكية أو الانشقاقات داخل غرف الملابس بين اللاعبين. لكن هل تناسب إدارة سامباولي للأمور تحت الضغط الأرجنتين فعلا؟

وقد يبقى سامباولي في منصبه، لأن المدرب السابق لاشبيلية الإسباني وقع عقداً مدة خمس سنوات عندما تسلم منصبه في يونيو 2017، وبالتالي سيتعين على الاتحاد في حال قرر إقالته دفع تعويضات تقدر بين 15 و20 مليون يورو، في وقت يرزح الاتحاد تحت أعباء مالية طائلة.

لكن في حال تحمل المدرب المسؤولية واستقال من تلقاء نفسه، فمن يريد خلافته على رأس الجهاز الفن لمنتخب مريض؟

أشرف على تدريب المنتخب الارجنتيني ثلاثة مدربين في العامين الأخيرين هم تاتا مارتينو، ادغاردو باوتسا وسامباولي. أما الأسماء الأرجنتينية الكبيرة الأخرى، مثل ماوريتسيو بوكيتينيو ودييغو سيميوني ومارسيلو غاياردو، مارسيلو بييلسا، فجميعها مرتبطة بعقود مع أندية.

لكن المسألة لا تتعلق فقط بالمدرب. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيتمكن كلاوديو تابيا الذي انتخب رئيسا للاتحاد الارجنتيني في مارس 2017 من الافلات من المساءلة بدوره؟

يقول مدرب نانت وريال سوسييداد السابق رينالدو دونويكس "المؤسسة تتغير، واللاعبون يتغيرون، والمدربون أيضا، لاسيما في السنوات الاخيرة"، مضيفا "أرادوا التركيز على النتيجة من دون أن يتساءلوا عن كيفية تحقيق ذلك، وبالتالي عندما لا تكون لديك مرجعية لا يمكن أن تحقق النتائج".