«مخارج وهميّة» معرض جماعي يضم أعمالاً عن مفاهيم الجندر والهروب والتحرّر، تتراوح بين التجهيز المسرحي والمنحوتات الروبوتية، وتتحوّل إلى عالمٍ مصغّر من السيَر الشخصية الشِّعرية، ما يدفع بالمُشاهِد إلى توسيع فهمه للهويّة.

Ad

يتخلل المعرض عرَض فيلم «متشابك 2» (2013) من إخراج ليندسي سيرز، على مقلتَي عينين ضخمتين في فضاء مسرحي مغلق مكسوّ بالنجود الحمراء. في هذا العالم المصغَّر، يروي مقلِّد شخصيات من حكايات في أجواء مستوحاة من فودفيل.

يتضمّن المعرض عملاً للور بروفوست (فائزة بجائزة ترنر)، بعنوان «المرأة المعدنية، أهلًا، ديب ترافل إنك، مدينة نيويورك» (2018)، هو عبارة عن منحوتة روبوتية شبيهة بالإنسان تخاطب الناظر بصوت أنثوي غامض وهادئ. تتيح بروفوست إمكانية الهروب عن طريق إحدى وكالات Deep Travel.

أما المنحوتة الحرَكية «السيد والسيدة براون» (1990)، من توقيع ريبيكا هورن، فتلمّح إلى مفارقة التكرار: ساقان معدنيتان على ممشى عقيم لا نهاية له، ومقيّدتان بجدار. المنحوتة عبارة عن قضيبَين معدنيَّين مزوّدَين بقالبَي أحذية، في تجسيد للساقَين والقدمَين، يتحرّكان بخطى متثاقلة وتشنّجية تراوح مكانها، مع صوت طنين ميكانيكي.

تتألف منحوتة راين غاندر «قوى موجودة خارجك» (لأنك تتنازل عن قراراتك في الحياة وتداعياتها إلى قوى موجودة خارجك - 2017)، من درجٍ قصير يقود إلى باب واسع ومضيء، ما يرمز إلى دخول إلى مكان آخر.

بالتزامن مع افتتاح معرض «مخارج وهميّة»، ستكون الفنانة ليندسي سيرز في حوار مع القيّم مروان ت. عساف في أوديتوريوم متحف سرسق.

3 نظريات وشهادات

تُقدِّم المجموعة المختارة صوراً فوتوغرافية التُقِطت بين العشرينيّات والستينيات من القرن الماضي على أيدي ثلاثة مصوّرين، وتضعنا إزاء ثلاث نظرات وشهادات مختلفة عن حقبة من تاريخ الترفيه في لبنان.

الإجازة السنوية المدفوعة، التي بدأ العمل بها في فرنسا في عهد حكومة بلوم في يونيو 1936، ترافقت مع تمضية العطل في الاستجمام على الشاطئ وفي الجبال، والاستكشاف، والنزهات سيراً على الأقدام وركوب الدراجة، لكنها كانت إشارةً إلى تحوّل دراماتيكي في العلاقات الطبقية: فقد بات بإمكان العامل أن يستمتع بملذّات أوقات الفراغ.

منذ أطلقت «كوداك» آلة التصوير الأولى لاستخدامها من الهواة عام 1888، ها هو الشعار الشهير «اضغطوا على الزر، ونحن نهتم بالباقي»، يتحوّل إلى واقع. أصبحت الممارسة الفوتوغرافية معمَّمةً، فاقتحمت الأوساط العائلية وقدّمت نفسها إلى مستخدمين يحلمون، من دون امتلاك دراية تقنية واسعة في هذا المجال، بالتقاط صور لمحطات من الحياة اليومية أو تفاصيل صغيرة أو أحداث لا تُنسى يعيشونها في كنف عائلاتهم، وفي علاقات الصداقة والأنشطة الترفيهية التي باتت تشكّل جزءاً لا يتجزأ من النشاط الاجتماعي.

في لبنان والمنطقة، ازدهرت هذه الممارسة الفوتوغرافية الجديدة منذ عشرينيات القرن الماضي، بعدما أحضرها الجنود والأجانب العابِرون معهم، وسرعان ما تبنّتها بورجوازية متنامية وزاولتها بصورة دائمة.

وهكذا، فإن الصور الفوتوغرافية الموصوفة بـ«الهاوية» التي تعود إلى تلك الحقبة، تشهد على ظهور الأنشطة الترفيهية – تمضية أوقات على البحر، مباريات في كرة المضرب، سباقات التزلج على المنحدرات – في قلب المجتمع البورجوازي، في إطار إرث استعماري معترَف به. لقد اتّخذت أوقات الترفيه أشكالًا متعدّدة، فأغنت التجارب الفردية والجماعية.