• كيف جاءت بداية "استديو الممثل"؟

Ad

- طرأت لدي الفكرة منذ كنت أعمل تحت مظلة أكاديمية الشباب للفنان، المنضوية تحت لواء مسرح الشباب، بدأت أفكر في نوعية التدريبات المتعارف عليها دائماً في الورش والدورات، واستشعرت أن هناك شيئاً غائباً عنها، خصوصاً أن النمط واحد، إذ يخضع الشباب لتدريبات ويتلقون معلومات، ثم يعتلون المسرح، بدأت أقف على جوانب القصور لاسيما أنني خالطت الشباب منذ عام 2002 وكنت أدرب في الورش منذ ذلك الوقت، ووجدت ضرورة أن نعيد صياغة تلك الورش لاسيما مع القصور الذي شاب شخصية الفنان ليصبح ممثلاً حقيقياً، فشخصية الفنان لدينا ناقصة ليصبح ممثلاً حقيقياً.

وبدأت رحلة البحث منذ عام 2009 وتجميع المعلومات والتدقيق بصورة أكبر في مذكرات الفنانين العالميين ومقابلاتهم وطريقة حياتهم وأسلوب تفكيرهم، وشاهدت لقاءات عدة لأقف على منطقهم في الحياة، وخلصت إلى بعض الأمور التي يجب أن تكون لدينا.

الثقافة والمعلومات

• ما أبرز تلك النقاط؟

- اكتشفت أن لدينا هواة، لكن ليس بالمعنى الحقيقي للكلمة في ظل نقص المعلومات الكبير لدى هؤلاء الهواة، وأجريت مقارنة بين الممثل الهاوي لدينا في الكويت ونظيره في دول أخرى، ووجدت فروقاً كبيرة من ناحية الثقافة والمعلومات والخيال، ووجدت أن لدينا إشكالية كبيرة في فهم شخصية الفنان، مما استدعى الانتقال إلى محور آخر، حرصت على دراسته، ووجدت مهنة الفن في الأساس، وأيضاً تساءلت لمَ لا تترجم مسلسلاتنا إلى لغات أخرى، جميعها أسئلة شغلتني وانخرطت في البحث للوصول إلى إجابات.

• ما أبرز الإجابات التي توصلت إليها؟

- الاشتغال على منهج كامل لإعداد الممثل من ناحية الاعتناء به وكيف تتشكل شخصية، والكاريزما التي تميزه، وكيف يقرأ النص ويمتلك ناصية التمثيل، كل ذلك قرأت حوله وحددته وحاولت وضع منهج له إلى أن توصلت إلى نتائج جيدة، وهناك فنان اشتغلت عليه وحرصت على تطبيق المنهج عليه، وهو الفنان خالد المظفر، وكنت أدون الملاحظات حول أدائه، وما يقدم، وتلمست نجاحه، من هنا بدأت ملامح نجاح المنهج.

الموسم الأول

• حدثنا عن خلاصة تجربتك في الموسم الأول من "استديو الممثل"؟

- انضم إليّ مجموعة من الشبابن ووجهتهم عاماً كاملاً، منهم أسماء غير معروفة، وبينهم أيضاً من أصحاب التجربة، مثل سعود بوعبيد وروان المهدي وعبدالعزيز بهبهاني وسارة رشاد وطبقت عليهم المنهج مدة عام، ووجدت تفاعلاً كبيراً منهم، وتقبل للمعلومات، وفي خضم كم المعلومات، الذي أقدمه استعنت بصديقي محمد محب لخبرته وتجاربه المسرحية والدورات التي حصل عليها من خارج الوطن العربي، وبالفعل خلال عام كانت ثمار النجاح متمثلة في تميز العديد من هؤلاء الفنانين.

• هل حرصت على تطوير المنهج بعد ذلك؟

- نعم، ونقحت المنهج لأقف على الإيجابيات والسلبيات إلى أن وصلت إلى الشكل النهائي، وتوجهت به إلى مبادرات الشباب، وحصلت على مساعدتهم في أول دورة رسمية لاستديو الممثل، ولم أقبل عدداً كبيراً وحتى في الدورة الجديدة لا أستطيع قبول عدد كبير لأتمكن من متابعة حالة الممثل أسبوعياً.

• ما خططكم المقبلة في "استديو الممثل"؟

- استمرارية الدورات ليصبح الاستديو مركزاً ثقافياً يتبنى الشباب في مجالات فنية عدة، لاسيما أن هناك العديد من الدورات التي يحتاجها الممثل، لذلك حاولت في الفترة الماضية تجميع العديد من دورات التمثيل لأصل إلى أحدث تدريبات التمثيل والتقنيات، التي يحتاجها الممثل، والأساليب الحديثة المطبقة في دول أخرى، ثم تنقيحها لتناسب دول الخليج والوطن العربي، لاسيما أن استديو الممثل يعتمد على أن يكون الممثل ابن بيئته.

مناهج التدريس

• كيف يتم اختيار مناهج التدريس؟

- الاعتماد على نظريات التمثيل الحديثة والتقنيات الجديدة، وسوف نشرح القديم بشكل مبسط، ولعل من أبرز التجارب، التي اشتغلت عليها من قبل هي مسرحية "العائلة الحزينة" إذ استغرب الكثيرون منافسة المسرحية ضمن مهرجان الكويت المسرحين لكن المتخصصين بالشأن المسرحي أدركوا أن العمل شهد اشتغالاً على إعداد النص وتوجيهه، والاشتغال على حركة الممثلين وتقنية التمثيل لذلك حصلت على جوائز.

• وماذا عن الجانب العملي في الاستديو؟

- هو الأهم وسوف يأخذ مساحة أكبر في الاستديو، ولا أميل إلى ختام الاستديو بعمل مسرحي، لأنني اكتشفت أن هذا التوجه يدفع الشباب إلى اتباع أسلوب أحادي في الأداء والتفكير، بينما في الجانب العملي بالاستديو نفتح آفاقهم على أفكار وأبعاد أخرى عبر مشاهد تتغير يومياً، وفي الختام، أشكر جميع من ساعدني في استديو التمثيل محمد محب ونورة القملاس وسامي بلال وتغريد الداود وفاطمة القامس وشركة "سنك" التي وفرت لنا مكاناً مناسباً للتدريب، وسيكون الموقع الدائم لاستديو التمثيل، وأشكر الشاعر محمد الشريدة، الذي حمل على عاتقه الأمور الإنتاجية المتعلقة بتجهيز الاستديو.