غداة رفضها فكرة الاستسلام الكامل، استأنفت فصائل المعارضة السورية في محافظة درعا، أمس، مفاوضاتها مع الجانب الروسي في سبيل التوصل إلى وقف إطلاق نار، خصوصاً في بلدة بصرى الشام، وذلك بعد وساطة من الأردن.

وأوضح المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية في الجنوب السوري، العقيد إبراهيم الجباوي، أن وفدا روسيا دخل بلدة بصرى الشام لاستئناف التفاوض مع المعارضة، بعد جهود وساطة من الأردن، الذي يسعى إلى وقف إطلاق النار.

Ad

وفي حين نفى الجباوي أن يكون الطرفان قد توصلا إلى اتفاق بتسليم المنطقة حتى الآن، دخل مسؤولون من الأردن إلى سورية لمساعدة الجانبين السوري والروسي في التوصل إلى تسوية تفضي إلى وقف إطلاق النار.

وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة الأردنية، التي أكدت الأسبوع الماضي أن حدودها ستبقى مغلقة، ولا قدرة لديها على استيعاب مزيد من السوريين، قيام الجيش بإرسال قوافل مساعدات إنسانية إلى النازحين، وتحديداً في منطقة درعا، تضمنت مواد غذائية أساسية ومياها للشرب ومواد أخرى، مطالبة المجتمع الدولي بـ "تحمّل مسؤولياته تجاه الأوضاع في المنطقة الجنوبية، وإيجاد حلّ سياسي يضمن استعادة الأمن والاستقرار في سورية".

قصف واستسلام

ولم توقف قوات النظام المعارك قصفها الجوي والمدفعي على أحياء درعا البلد، في محاولة للوصول إلى كتيبة الدفاع الجوي لقطع الطريق الحربي للفصائل بين الريفين الشرقي والغربي.

وبعد أن اضطر عدد من البلدات والقرى إلى القبول بسيادة دمشق مع انهيار خطوط دفاع فصائل المعارضة في مناطق من الجنوب الغربي تحت وطأة القصف المكثف والمستمر منذ أسبوعين، باتت قوات النظام بدعم روسي تسيطر على أكثر من نصف مساحة محافظة درعا، الحدودية مع الأردن، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

تعزيزات الجولان

وفي ظل تصاعد حدة التوتر في جنوب سورية، رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب، وعزز قواته المنتشرة في الجولان المحتل بالمدرعات والدبابات وأطقم مدفعية إضافية، وحذر قوات النظام من الاقتراب في إطار هجومها على مناطق المعارضة على الجانب الآخر من الحدود.

وأشار المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، إلى أن القوات الجديدة نشرت بالمنطقة في أعقاب تقييم الوضع بالقيادة الشمالية العسكرية، مؤكدا أن إسرائيل تنظر بأهمية بالغة إلى الحفاظ على اتفاق فك الاشتباك المبرم بينها وبين ودمشق عام 1974 وتتمسك بمبدأ عدم التدخل بما يجري في سورية.

وذكرت صحيفة هآرتس أن الجيش الإسرائيلي زاد من قواته العسكرية في هضبة الجولان المحتلة، تأهباً لتدهور الأوضاع في الجنوب الغربي السوري، بعد نزوح الآلاف من اللاجئين السوريين إلى الحدود.

تموضع إيران

ورغم محاولة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف طمأنة تل أبيب على أن الوجود الإيراني في سورية يصب في مصلحتها، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن ضغط واشنطن الاقتصادي على طهران يشكل انعكاساً استراتيجياً على وضع إسرائيل يتزامن مع منع قواتها من التموضع في أي جزء من سورية.

وجدد نتنياهو، في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، اتهاماته لطهران بـ "صرف مليارات الدولارات على دعم الإرهاب في المنطقة والعالم بدلا من صرفها على الإيرانيين"، مبينا أن "الهدف لا يزال أولا، منع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، وثانيا، كسر آلية الأموال التي منحتها الاتفاقية النووية لإيران، والتي تمول عدوانها في المنطقة، بما في ذلك بسورية".

وحول الأوضاع في الجنوب السوري، أكد نتنياهو أن إسرائيل ستواصل الدفاع عن حدودها وتقديم المعونات الإنسانية، دون السماح بالدخول إلى أراضيها، مؤكداً أنها ستطالب بتطبيق اتفاقية فك الاشتباك بحذافيرها.

على جبهة أخرى، أعلنت القيادة الروسية في حميميم أمس عن تدمير طائرات بدون طيار (درون) غير معلومة المصدر، حلقت في سماء القاعدة الجوية، التي

تعرضت لعدة هجمات في 24 أبريل و22 مايو، وأكبرها كان إطلاق فصائل إدلب 13 طائرة مسيرة تحمل قنابل موقوتة في 6 يناير الماضي.

وجاء في البيان الصادر عن القاعدة الجوية: "في يوم 30 يونيو، ومع اقتراب الوقت المظلم من اليوم، تم رصد مجموعة من الأهداف الجوية الصغيرة غير معروفة المصدر، من قبل التحكم في المجال الجوي للقاعدة من الاتجاه الشمالي الشرقي على مسافة من المطار".

وأوضح البيان أن جميع الأهداف الجوية تم تدميرها بواسطة الأسلحة المضادة للطائرات في القاعدة الجوية الروسية، ولا يوجد أضرار مادية بعد محاولة مهاجمة الطائرات من دون طيار".

الوحدات السريانية

في غضون ذلك، استهدف انتحاري على دراجة نارية ليل السبت - الأحد مقر وحدات الحماية السريانية المسيحية المتحالفة مع وحدات الحماية الكردية في مدرسة الغسانية وسط مدينة الحسكة، مما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة آخرين بجروح، بحسب مصدر في قوات سورية الديمقراطية (قسد). وأكدت مصادر محلية أن انتحاريا يقود دراجة نارية استهدف مركز القوات المعروفة باسم "السوتورو"، وشوهدت سيارات الإسعاف تتجه إلى المقر، وأغلقت وحدات الحماية الكردية الشوارع المؤدية إلى المنطقة.