قبل يومين من بدء اعادة فرز وعد الاصوات يدوياً في العراق، قُتل شخص امس واصيب 18 آخرون، عندما انفجرت سيارة ملغومة قرب مخزن لصناديق الاقتراع الخاصة بالانتخابات البرلمانية في مدينة كركوك التي تردد انها شهدت تزويراً.

وذكرت مصادر الشرطة أن السائق فجر المركبة التي كان يستقلها قبل الوصول إلى مدخل المخزن بعد أن فتح أفراد الأمن النار عليه. وأكدت أن المخزن الذي يحوي صناديق الاقتراع لم تلحق به أضرار.

Ad

وفي أوائل يونيو احترق مخزن يضم نصف صناديق الاقتراع في العاصمة بغداد.

ودعا أمس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، حزب الرئيس الراحل جلال الطالباني الذي يتهمه خصومه بالتزوير في كركوك، مفوضية الانتخابات الى نقل صناديق الاقتراع الخاصة بالعد والفرز من محافظة كركوك الى بغداد، وهدد بـ"تحريك" الشارع اذا استمرت بعض الاطراف السياسية في التهديد بتحريك الشارع في حال قيام المفوضية بالعد والفرز.

وقال القيادي في "الاتحاد الكردستاني" خالد شواني إن "هناك مجاميع مسلحة تمكنت بعد فترة الانتخابات من فتح الصناديق والتلاعب بها لاطراف وجهات معروفة لدى الجميع"، مشيرا الى أن "هذا الامر سيتبين للجميع عند الشروع بالعد والفرز اليدوي".

وطالب شواني، مفوضية الانتخابات بـ"نقل صناديق الاقتراع من كركوك الى بغداد واجراء عملية العد والفرز في المكتب الوطني لان ممثلي الكيانات السياسية الكردية يتعرضون لتهديدات من قبل مجاميع مسلحة في كركوك ولن يستطيعوا الحضور الى العد والفرز اليدوي".

في المقابل، اعتبرت الجبهة التركمانية العراقية، المناهضة للاتحاد الكردستاني، استهداف مخازن صناديق الاقتراع في كركوك "محاولة لخلط الأوراق ومنح فرصة للمزورين لإخفاء أدوات جريمتهم".

وقال رئيس الجبهة أرشد الصالحي: "نؤكد على مجلس المفوضين الحالي الأخذ بنظر الاعتبار مطالب أهالي كركوك بخصوص العد والفرز اليدوي الشامل لكل صناديق المحافظة".

من ناحيته، اعتبر الرئيس فؤاد معصوم، الذي ينتمي الى الاتحاد الكرستاني، أن الهجوم "جريمة نكراء تستهدف اثارة الفتنة". وكان معصوم دعا أمس الأول الكتل السياسية لـ"القبول" بنتائج الفرز والعد اليدوي المقرر من المحكمة الاتحادية، وطالب بعقد اجتماع خلال الأيام القادمة لمناقشة متطلبات المرحلة المقبلة.

وبينما لا يزال الجدل دائراً بشأن عد وفرز كل الصناديق أو تلك التي تلقت السلطات شكاوى بشأنها، وكذلك حول صلاحيات حكومة تصريف الاعمال برئاسة حيدر العبادي، مع انتهاء مدة البرلمان، بحث الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر أمس مع رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في العراق رامون بليكوا والقائم بأعمال السفارة الاسبانية في العراق دانيل لوسادا نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية.

وذكر بيان لمكتب الصدر أن الاخير استقبل المسؤولين الاوروبيين و"جرى خلال اللقاء مناقشة دعم المسيرة الديمقراطية في العراق وبالخصوص موضوع الانتخابات وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وطنية من دون تدخل خارجي تلبّي طموحات الشعب العراقي في توفير الاستقرار والخدمات والأمن والعيش الحر الكريم ورفع معاناة الشعب العراقي".

وبارك رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق "الفوز الكبير الذي أحرزه تحالف (سائرون) الوطني في الانتخابات البرلمانية لعام 2018 ".

في سياق آخر، بدأت قوات حرس الحدود العراقية بناء سياج أمني وتشييد أبراج مراقبة على طول الحدود مع سورية في غرب البلاد، لمنع عمليات تسلل الجهاديين من الدولة المجاورة وإليها.

وقال المتحدث باسم قيادة قوات حرس الحدود في محافظة الأنبار بغرب البلاد العقيد أنور حميد نايف إن "العمل بدأ منذ عشرة أيام بوضع سور أمني، وهو عبارة عن أسلاك شائكة وأبراج مراقبة على طول الشريط الحدودي مع سورية".

وأضاف نايف أن هذه هي "المرحلة الأولى التي تمتد على 20 كيلومترا، وتفصل بين كل برج وآخر مسافة كيلومتر واحد، مخصصة للمراقبة وصد الهجمات الإرهابية"، مشيرا إلى أن العمل "بدأ من منطقة القائم باتجاه الشمال".

وأكد المتحدث أنه "سيتم أيضا حفر خندق بعرض ستة أمتار وعمق ثلاثة أمتار، إلى جانب استخدام طائرات مسيرة لمراقبة الحدود بشكل دقيق".

وفي ما يتعلق بالمناطق المتبقية على طول الشريط الحدودي الممتد على 600 كيلومتر، أوضح نايف أن "لجانا من وزارة الدفاع ودول التحالف (الذي تقوده الولايات المتحدة) ستقوم بزيارة الموقع لتحديد جدوى السور، وفِي حال نجاح العملية سيتواصل نصب هذا السور على كل الحدود مع سورية".