بنبرة تحذيرية دعا بها منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إلى التوقف عن سياستها الحالية، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنظمة بالتلاعب بأسواق النفط العالمية، مشدداً على أن "الأفضل لأوبك أن تتوقف عن ذلك، لأننا نحمي كثيراً من دولها".جاء ذلك خلال مقابلة سُجِّلت لقناة "فوكس نيوز"، قبل أن يجري ترامب مكالمة هاتفية مع العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، أكد فيها الرئيس الأميركي أن إيران هي عدوهما اللدود، مما يعني أن للسعوديين مصلحة في إنتاج النفط لتعويض العجز الناجم عن نقص نفط إيران.
في الوقت ذاته، شن ترامب هجوماً حاداً على الاتحاد الأوروبي، معتبراً أنه "يسبب الأذى للولايات المتحدة، بمقدار ما تسببه لها الممارسات التجارية للصين".وأضاف أن "ما يفعلونه معنا أمر فظيع، وبينما يرسلون إلى هنا سياراتهم المرسيدس، فإننا لا يمكننا أن نرسل سياراتنا إلى هناك".وتابع بأن أوروبا لا ترغب في شراء منتجات زراعية من الولايات المتحدة "فهم يحمون مزارعيهم، ونحن لا نحمي مزارعينا"، لافتاً إلى أن "الاتحاد" حقق فائضاً بـ151 مليار دولار في ميزانه التجاري مع أميركا العام الماضي.
وشدد على أن الولايات المتحدة ستعاقب بالطبع الشركات الأوروبية التي تتعامل مع طهران، معقباً: "ذلك ما سنفعله قطعاً".أما عن مكالمة ترامب وخادم الحرمين، فذكر البيت الأبيض، في بيان له مساء أمس الأول، أن الملك سلمان أبلغ الرئيس الأميركي أن "المملكة تملك القدرة على إنتاج مليوني برميل إضافي يومياً، وقد تستخدمها بحذر عند الضرورة، وبالتنسيق مع شركائها المنتجين" لضمان توازن الأسواق.وفي تغريدة يبدو هدفها تخفيف ما قاله ترامب، أعلن البيت الأبيض على "تويتر" أن السعودية وافقت على الطلب الأميركي بزيادة إنتاجها النفطي.في مقابل ذلك، اتهم النائب الأول للرئيس الإيراني إسحق جهانغيري، الأميركيين بأنهم "يتوسلون السعوديين لزيادة إنتاجهم لمنع أي خلل في السوق العالمي إذا تراجعت حصة إيران من التصدير"، مضيفاً:"يعتقدون أن الأمر بهذه السهولة، وأن السعودية ستزيد بضربة واحدة إنتاجها بضعة ملايين برميل يومياً".وحذر جانغيري، في مناسبة اقتصادية بطهران بثها التلفزيون الرسمي مباشرة: "أي دولة تريد أخذ مكان إيران في السوق النفطي فستكون كمن يرتكب الخيانة العظمى بحق الأمة الايرانية، وستدفع بالتأكيد يوماً ما ثمن هذه الخيانة".وأكد أن بلاده ستسمح للشركات الخاصة بتصدير النفط الخام، في إطار استراتيجية إيرانية للالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة، كما "سيعرض النفط الخام الإيراني في البورصة، والقطاع الخاص يستطيع تصديره بطريقة شفافة"، مضيفاً: "نريد إجهاض الجهود الأميركية لوقف صادراتنا النفطية". وأوضح أن النفط الإيراني "معروض في البورصة بالفعل، بنحو 60 ألف برميل يومياً، لكن ذلك كان مقتصراً على صادرات المنتجات النفطية فحسب". يأتي ذلك في إطار بحث طهران عن سبل لمواصلة تصدير النفط، في مواجهة العقوبات المفروضة عليها من الولايات المتحدة، التي طلبت من حلفائها وقف استيراد النفط الإيراني اعتباراً من نوفمبر.