جحيم روسيا يعلن نهاية عصر ذهبي لكرة القدم الإسبانية

نشر في 03-07-2018
آخر تحديث 03-07-2018 | 00:03
لاعبو المنتخب الإسباني خلال ركلات الترجيح أمام روسيا
لاعبو المنتخب الإسباني خلال ركلات الترجيح أمام روسيا
سيكون المنتخب الإسباني مطالبا ببناء فريق جديد بعد الإقصاء من مونديال روسيا، ويبدو أن الحرس القديم للماتادور لم يعد قادرا على مساندة العناصر الشابة بالفريق، الأمر الذي دعا بعضهم إلى إعلان اعتزال اللعب الدولي.
رغم سيطرة الفريق على المباراة في مواجهة نظيره الروسي، وتحقيق رقم قياسي من التمريرات على مدار المباراة، ودع المنتخب الإسباني بطولة كأس العالم من الدور الثاني (دور الـ16).

وبمجرد انتهاء المباراة، أعلن نجم كرة القدم الإسباني المخضرم أندريس إنييستا اعتزاله اللعب دوليا، بينما اعترف المدرب فيرناندو هييرو، الذي تولى مسؤولية تدريب الفريق قبل يوم واحد من بداية المونديال، بأن الكرة الإسبانية تحتاج إلى التغيير لمواجهة متطلبات الكرة الحديثة.

وكانت المباراة أمام المنتخب الروسي بمنزلة نهاية عصر ذهبي لكرة القدم الإسبانية، وقدم الفريق استعراضا جديدا للقدرة على الاستحواذ على الكرة، وشهدت المباراة 1137 تمريرة (رقم قياسي) بين لاعبي الفريق على مدار 120 دقيقة هي زمن الوقتين الأصلي والإضافي.

وأعاد هذا الاستحواذ على الكرة إلى الذاكرة كيف نجح المنتخب الإسباني في تشديد الخناق على منافسيه وإحباطهم الواحد تلو الآخر، من خلال استحواذه الهائل على الكرة في طريقه للفوز بلقب المونديال عام 2010 بجنوب إفريقيا.

وعلى مدار السنوات الثماني التالية، تطورت كرة القدم ولم تتطور الكرة التي يقدمها المنتخب الإسباني.

وبعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي في مباراة روسيا بالتعادل 1-1 على استاد "لوجنيكي" العريق بالعاصمة موسكو، احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي حسمها المنتخب الروسي صاحب الأرض لصالحه 4-3، ليتأهل الفريق لدور الثمانية، ويكتب نهاية حقبة ذهبية للمنتخب الإسباني.

وكان الاتحاد الإسباني للعبة أقال المدرب جولين لوبيتيجي من تدريب المنتخب عشية المباراة الافتتاحية للبطولة وقبل 48 ساعة فقط على المباراة الأولى له في البطولة، والتي انتهت بالتعادل 3-3 مع المنتخب البرتغالي.

وبدا من قبل أن لوبيتيجي وجد الطريقة لجعل استحواذ المنتخب الإسباني على الكرة أكثر تهديدا للمنافس من خلال اللعب المباشر.

هييرو لم يسعفه الوقت

لكن فيرناندو هييرو، الذي تولى المسؤولية خلفا له في هذه الظروف الصعبة والوقت الضيق قبل البطولة، لم يستطع قيادة لاعبيه إلى نفس الأسلوب ليسقط الفريق أمام الدب الروسي.

وكان جيرارد بيكيه، مدافع برشلونة، والذي تسبب في ضربة الجزاء التي جاء منها هدف التعادل للمنتخب الروسي، أعلن سابقا أنه سيعتزل اللعب الدولي بعد انتهاء هذه البطولة.

ورغم أنها ليست بالقسوة التي شهدتها مسيرة الفريق في مونديال 2014 بالبرازيل، كانت مشاركة المنتخب الإسباني في المونديال الروسي كارثية على كل حال.

وكان المنتخب الإسباني استهل رحلة الدفاع عن لقبه العالمي في مونديال 2014 بالهزيمة القاسية 1-5 أمام نظيره الهولندي، ثم أتبعها بهزيمة أخرى قبل نظيره التشيلي ليودع البطولة رسميا حتى قبل خوض مباراته الثالثة في المجموعة.

وفي البطولة الحالية، تأهل الفريق بالفعل للدور الثاني، بعدما حقق انتصارا واحدا وتعادلين في الدور الأول، لكن التفاصيل لا تنم عما يثير السعادة أو التفاؤل.

وبعيدا عن قرار لويس روبياليس، رئيس الاتحاد الإسباني، والذي اتسم بالأنانية، بإقالة المدرب لوبيتيجي قبل بداية البطولة مباشرة، لاتفاقه على تدريب ريال مدريد الإسباني عقب انتهاء البطولة، كشفت البطولة عن عيوب ضخمة في الفريق.

وفي غياب قيادة لوبيتيجي، عاد المنتخب الإسباني لأسلوب الاستحواذ والتمرير غير المجدي.

وبشكل خاص، وجد الفريق صعوبة هائلة في اختراق الدفاع الإيراني في الدور الأول، كما وجد نفس الصعوبة في اختراق الدفاع الروسي أمس.

وقال هييرو: "لعبنا بمستوى وأسلوب لعب لم يلعب به أحد من قبل. فزنا بثلاث بطولات كبيرة متتالية"، في إشارة إلى فوز الفريق بألقاب كأس أمم أوروبا (يورو 2008) ثم كأس العالم 2010 ثم يورو 2012.

وأردف: "والآن، نحن في 2018، حيث تغيرت العديد من الأشياء. نرى بعض المنتخبات تلعب بخمسة مدافعين، وهي طريقة اعتقدنا أنها توارت في طي النسيات. هناك أيضا العديد من الكرات المباشرة والانتقال السريع. كل شيء تغير والتوجهات تغيرت".

وفيما يبدو من القسوة توجيه اللوم إلى هييرو على سقطات المنتخب الإسباني، في ظل الوقت القصير الذي قضاه في تدريب الفريق، فإن روبياليس قد لا يحتفظ به مدربا للفريق.

وقال روبياليس: "نشعر بالألم لهذا. للخروج أمام منافس ليس في مستوانا... سندرس مستقبل هييرو على مدار الأسابيع القليلة المقبلة وتعلن القرار عندما نتخذه".

وعلى مدار 4 مباريات خاضها الفريق في البطولة الحالية، حقق المنتخب الإسباني فوزا واحدا، وهو الفوز الصعب والهزيل 1-صفر على نظيره الإيراني، بينما تعادل الفريق مع نظيريه البرتغالي 3-3، والمغربي 2-2، ثم مع المنتخب الروسي قبل أن يخسر بركلات الترجيح.

واعترف سيرخيو راموس، قائد الفريق، بأنه ستحدث تغييرات في الفريق لكنه أكد أيضا أن هناك ما يدعو للتفاؤل، كما هناك ما يدعو للفخر بنجاح الفريق من قبل.

وقال راموس، قلب دفاع ريال مدريد، "لدينا في المنتخب الإسباني فريق يمكنه مواصلة الحلم... سينضم بعض اللاعبين لصفوف الفريق ويرحل البعض عنه، لكن الفريق سيكون لديه الكبرياء دائما".

وسواء استمر هييرو في تدريب الفريق أو رحل، سيكون التحدي القادم للفريق هو تطوير مستوى الأداء على الخطوط العريضة التي وضعها لوبيتيجي، والتي تعتمد على سرعة أكبر وحدة مما قدمه الفريق في المباريات الأربع التي خاضها في المونديال الروسي.

ويأمل هييرو الاستمرار مع الفريق وإتاحة الفرصة له، وقد تتاح له بالفعل في ظل قلة البدائل المتاحة لتولي مسؤولية تدريب الماتادور الإسباني.

back to top