● ماذا عن مشاركتك في "قافلة الفن"؟

Ad

- شاركنا في قافلة الفن مع أكاديمية "لوياك"، الخاصة لأطفال مخيم الفاعور في لبنان، كـ "غروب" فني نشارك في مهرجانات دولية مسرحية، وهو يتكون مني ومن د. ابتسام الحمادي وعلي الششتري وعبدالله الزيد، وهذا أول عمل خيري نمثل فيه دولة الكويت رسمياً من خلال مؤسسة وأكاديمية لوياك، ومكثنا هناك منذ العشر الأواخر من شهر رمضان الماضي إلى ما بعد عيد الفطر، من 11 إلى 23 يونيو الماضي، وتدريبهم على العمل الفني، مما ولّد علاقة حميمية بيننا وبين هؤلاء الأطفال.

بلد الإنسانية

● ما هي احتياجاتهم في المخيم؟

- ثمة نقص في كتب التعليم، فعدد الأطفال 120، وقد وفرنا بعض الكتب من عندنا، كما وفرت لهم الكويت وأبوظبي الكتب أيضاً، وكانت هناك مشكلة في المياه، وتم حلها، كما أن الفنانة القديرة سعاد عبدالله جلبت معها كتبا وملابس خاصة لهم وألعابا، وهي لها سابق معرفة بهم عندما جاءت في مرة سابقة العام الماضي. ولله الحمد نحن مثلنا الكويت، بلد الإنسانية خير تمثيل.

● هل تؤيد وجود الفنان بكثرة على "التواصل الاجتماعي"؟

- أصبح البعض لا يفرق بين "البلوقر" والفنان، وما بين "الفاشنيستا" والفنانة، فبعض الفنانات أصبحن "فاشنيستات" يتكلمن عن أزيائهن وماكياجهن وعدساتهن، أما أنا كفنان، فمكاني أمام الكاميرا أو على خشبة المسرح لتقديم قضاياي، بالشكل الذي أراه سليما ومهمّا على الصعيد الفني.

ولست أحب التحدث في كل شيء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأنه مضيعة لوقتي ولإنسانيتي ولشخصي، أحاول أن أبقى مع نفسي وخصوصيتي، بيد أن الخصوصية الآن أصبحت مباحة للكل، بل ويتدخلون، فهناك مطالبات دائما وأبدا من الجمهور، سواء معي أو مع غيري، بأن أصور كل شيء، منذ أن أفيق من النوم إلى العودة إليه، فأين الخصوصية؟!

وإذا جئنا إلى الفنانين العالميين الحقيقيين لا نجدهم يصورون 24 ساعة، أما الفنان الرياضي فهو يصور تمرينه في النادي ويسوق له ويتواصل مع الجمهور من خلال هذا الموضوع، ومثلا سلفستر ستالوني يصور الطرائف مع ابنته.

● إلى أين وصلت السينما العربية راهناً؟

- السينما العربية التي يشاهدها الجمهور، تعد 10 في المئة مما تقدمه السينما العالمية، أو ربما أقل من ذلك، وإذا تحدثنا عن مستوى المهرجانات السينمائية تحديدا، فالشباب وبما يحملونه من عناصر غير مكتملة يشاركون في مهرجانات عالمية ويحققون الفوز، مما يعني وجود سينما شبابية تعبّر عن عشقهم لهذا الفن، ينبع من إيمانهم كسينمائيين بأن السينما ستغدو لغتهم المقبلة، وهي الأساس وليس التلفزيون، والأخير سيستمر، لكنه سيحتوي على منظور سينمائي، كما هي الحال في أميركا ومعظم الدول بأوروبا، حيث أصبحت المسلسلات تصور بتقنيات سينمائية، وانتقلت من مرحلة 100 حلقة مستمرة إلى المواسم، حيث تعرض حلقة في الأسبوع الواحد، وكل موسم يضم من 13 إلى 20 حلقة، وباعتقادي أننا سنخوض هذه الموجة وننتقل إليها. السينما العربية الجماهيرية، تنازع، تريد أن تتنفس، وثمة جهود وتجارب ومحاولات للشباب المصري، على مستوى الكوميديا و"الأكشن"، لكنها ليست ناضجة 100 في المئة، وخصوصاً في الأخيرة، وكانت ثمة دول لديهم إنتاج سينمائي جميل، الآن شبه مختف، على سبيل المثال السينما اللبنانية، التي كانت مزدهرة، أصبحت اليوم معتمدة على جهود الشباب والغالبية منهم يشاركون في المهرجانات العالمية ويبلون بلاء حسناً، ولكن نتمنى دعم الدولة لهم.

السينما الكويتية

● ماذا عن السينما الكويتية والخليجية؟

- في الكويت التجربة قليلة جدا، لم تنضج بالشكل المرجو، والشباب كسول، وفي السعودية إنتاج بزخم جميل، والشباب بدأوا يصقلون مواهبهم بدراسة السينما في أميركا وأوروبا، وأنتجوا أعمالهم، وكنت عضواً في لجنة تحكيم مهرجان الفيلم السعودي، وشاهدت جهدا رائعا من الشباب السعوديين، لكنه يحتاج إلى توجيه واستنباط الأعمال فيها من الروح السعودية أو الخليجية أو العربية، التي تتحدث عن مواضيعهم وقضاياهم، لأن أفكارهم كانت متأثرة بالسينما الأميركية بحكم دراستهم هناك، وفي مهرجان "كان" نرى أفلاما من أميركا الجنوبية ومن شرق آسيا تتكلم عن قضاياهم.

دراما اجتماعية

● كيف تسير الدراما الخليجية؟

- تواصل الدراما الخليجية دربها، واتخذت حاليا منحى آخر، في مناقشة قضايا أخرى، متأثرة بالشارع السياسي، وقضايا "داعش" وغيرها، وقد أنتجت أعمالا في الدول العربية التي تناقش هذا الموضوع، وثمة تأثر بالدراما التركية في إحدى الفترات، وفي بعض الأعمال الخليجية تم تصوير بعض المشاهد في تركيا، ولكن حتى الآن الدراما الخليجية تعتبر اجتماعية بحتة وحتى إن كانت في إطار التراث.

● لماذا تلك المبالغة في الأداء الدرامي المحلي؟

- يعود ذلك إلى عدم وعي الممثل بتطوير أدواته الفنية، فيبدأ تمثيله بشكل مبالغ فيه، لا يمس فعلا الشارع، ومن جانب آخر إذا كانت القضايا لا تمس الشارع فهي مشكلة نعانيها ولها علاقة بالجهاز الرقابي على النصوص، فهو يقبل دائما بالنصوص الاجتماعية الخفيفة ويرفض النصوص التي تحتوي على عنصر الخيال درءا للمشكلات، من ناحية مجلس الأمة أو الوزير.

● هل ترفض وجود جهاز رقابي؟

- على الصعيد الشخصي كفنان، أرفضه، لأنني أحبذ الحرية التامة في مناقشة المواضيع، فكلنا نملك الأخلاق والمُثل، ولا نخرج عن عاداتنا وتقاليدنا، ولا نجرح أحداً، لذا نريد أن نقدم قضايانا بشكل ملموس ومهم، لأن نريد أن نقدم رسالتنا في معالجة قضية أو مشكلة معينة.